كتبت - جويس شماس :على مدار اسبوع كامل، استقبلت مدينة ملبورن الاسترالية صناع الموضة ومحبيها من انحاء البلاد كلها ، حيث اجتمعوا سويا لكشف النقاب عن احدث خطوط الموضة والصرعات المرسومة بأنامل اسماء محلية تطمح للانتشار في هذه الجزيرة الكبيرة والعالم على حد سواء، خصوصا ان اسبوع ملبورن للموضة يعد احد اهم الفعاليات المتخصصة واكثره شعبية في البلاد، حتى ان الارقام والاحصاءات تدل على ذلك، فقد استقطب في العام الماضي ما يقارب 65 الف شخص بين مشاركين وحضور طيلة فترة العرض والانشطة المرتبطة بها، وها هو اليوم يقدم مجموعات موسم ربيع وصيف 2019 الخاصة بالملابس الجاهزة على منصته، ليحول المدينة بدورها الى وجهة مميزة في عالم الموضة والتجزئة والتصميم والضيافة، كما ان اللجنة القائمة تسعى لأن تكون ملبورن عاصمة للموضة في استراليا، ما يوفر لأهل الاختصاص من مصممي ازياء وعارضين وعلامات تجارية الفرصة للتعريف عن انفسهم وايصال تصاميمهم الى اكبر شريحة ممكنة من الناس، والانطلاق في سماء الشهرة والانتشار؛ اي زي او قطعة تظهر على المنصة يمكن شراؤها وتصبح بمتناول الجميع، عن طريق تجار التجزئة في المدينة، خصوصا انها المالكة والمديرة والمنتجة لأسبوع ملبورن للموضة، بدءا عروض الازياء الخاصة بالمصممين، والمعارض التي ينظمها الفنانون والصناع والمصممون المستقلون الذين يقدمون ابتكاراتهم وابداعاتهم الخاصة، ووصولا الى النشاطات المرتبطة بالموضة والازياء، بالاضافة الى الافلام وورشات العمل.ومن ضمن الفعاليات التي يطلقها اسبوع ملبورن للموضة، يعتبر "اندرغراوند رانواي وان" من الانشطة التي تسلط الضوء على الاسماء والمواهب الشابة في المدينة، الذين يتمتعون بهويات متنوعة وستايلات مختلفة، غير انهم يمتلكون صفات مشتركة تجمعهم ببعضهم البعض،تتجسد احداها بتواجدهم تحت سماء واحدة "ملبورن" حيث يفجرون مواهبهم المبتكرة وقدراتهم على ابتكار ازياء معاصرة تتماشى مع نمط حياة شباب اليوم ونسائه، حتى انهم يستلهمون من شوارعها الكثير من الملامح ويجسدونها على شكل تصاميم عصرية وعملية في آن واحد، ويمزجونها مع مصادر وحي اخرى، قد تعود الى ثقافات وحضارات اخرى، او مدارس فنية معينة.ومن الاسماء المشاركة في "اندرغراوند رانواي وان"، ابتكر المصمم الازياء المقيم في ملبورن اريك ايفون، الذي يتحدر من جزيرة موريشيوس، خطا حيويا ونابضا بالحياة، يمزج بين الالوان والقصات والنقوش مع الاقمشة المناسبة لتتماشى مع فكرته الرئيسية الخاصة بكل مجموعة، مثل اعمال الفنانين والثقافات لمختلفة والحياة اليومية، في حين ان شهرته توسعت ووصلت الى "فوغ" في ايطاليا وبريطانيا، ليصبح اسما فاعلا ومحركا اساسيا لصناعة الموضة في ملبورن، خصوصا ان ملابسه الجاهزة الجديدة تحمل في تفاصيلها روحا مستوحاة من موطنه الام، في حين سافر مالكا العلامة التجارية Kloke الثنائي ادام وأيمي كوومبوس الى اوروبا واختارا فنونها الشعبية "الفلكلور" ومزجاها مع السراب والحقائق الوهمية ليرسما خطهما الخاص للموسم الربيعي والصيفي المقبل، وحرصا على ان تكون ازياؤهما مريحة وعملية، مع قصات مبتكرة وعصرية، مع التركيز على اختيار خامات واقمشة عالية الجودة.اما بالنسبة الى Kuwaii، فقد قررت مصممة الازياء كريستي باربر المحافظة على ستايلها الذي بدأته منذ دخولها عالم الموضة في العام 2008، اي الرومانسية والبساطة في التصاميم والقصات والالوان، ما يجعل زبونتها امرأة رومانسية وحالمة وتتبع ستايلا هادئا وانيقا في الوقت عينه،واطلقت عليها اسم "مزهر" المستوحاة من جمال الطبيعة والعالم، كما فعلت زميلتها لويس فرازر التي تستوحي ازياءها النسائية من محيطها، لرغبتها في ان تكون علامتها التجارية مرتبطة ارتباطا عاطفيا وثيقا بالبيئة التي تعيش فيها، وبالفعل، كان هذا سبب نجاح "لويس هازل" وشهرتها منذ ان انطلقت في العام 2015، وتعاونها مع اسماء معروفة مثل "مارشيسا" في نيويورك، وايريس فان هاربن وماريان كامب في امستردام.