أسماء قرطبي: أحن إلى جذوري الأندلسية

* الثقافة تعطي المرأة جمالاً من نوع خاص
* الأعمال التاريخية توضح للآخرين أن العرب ليسوا متخلفين ورجعيين وإرهابيين
* الشهرة لا تنقصني والموهبة أهم من الجمال

القاهرة – عبدالله حسين:


بدأت معرفة الناس بها عند نيلها لقب ملكة جمال القارات، ثم عرفوها كممثلة حيث تألقت في عملين تاريخيين لقيا نجاحا كبيرا فنيا وجماهيريا، ثم ابتعدت عن الساحة الفنية ما أثار علامات استفهام عن السبب.
عن تجربتها مع التمثيل، ولماذا تهتم بالأعمال التاريخية، التقت "السياسة"، الإعلامية والممثلة المغربية أسماء قرطبي، في هذا الحوار.

ما سبب غيابك عن الفن؟
ليس غيابا، مجرد استراحة، الحمد لله لا تنقصني الشهرة، لذا لا أبحث عن الانتشار، كما أن مسلسلي "أوركيديا" و"هارون الرشيد" التاريخيين، اللذين شاركت فيهما حققا نجاحا كبيرا، لذا أحرص في اختياري لأعمالي المقبلة ألا أفقد الرصيد الذي حققته.
هل مشاركتك في عملين تاريخيين محض صدفة؟
نعم، وهو شيء أسعدني لأني حريصة على المشاركة في أعمال درامية تاريخية، خصوصا أن الدراما العربية في السنوات الأخيرة ابتعدت كثيرا عنها، حتى القليل الذي يقدم لا يتميز بالمستوى العالي من الإنتاج، ما يجعله عملا سطحيا غير مقنع للمشاهد.
إلى أي مدى توافرت للمسلسلين عوامل النجاح؟
مسلسل "هارون الرشيد" حظي بتكلفة إنتاجية غير مسبوقة في الدراما العربية، ظهر أثره في الديكور، الملابس، تقنيات التصوير، تسويق العمل، أما مسلسل "أوركيديا" فأنتجته شركة كبيرة، تولى الإخراج واحد من أفضل مخرجي العالم العربي، وشارك في العملين نخبة متميزة من الممثلين العرب.
ماذا عن دورك في "اوركيديا"؟
"الأميرة عاتكة " ابنة جمال سليمان، كانت معظم مشاهدي أمامه.
كيف ترينه من خلال تعاملك معه؟
شخصية متواضعة ومثقفة، يهتم بأدق تفاصيل عمله، متعاون إلى أقصى درجة، لا يتعامل مع الوجوه الجديدة على أنه نجم، له دور كبير عبر تشجيعه في تألقي بأداء دوري.
ما شعورك بالعمل في المسلسل باعتبارك من أصول اندلسية وتحديدا من قرطبة؟
دائما أحن إلى جذوري، أجدادي ينتمون لمدينة قرطبة، هاجروا إلى المغرب منذ أكثر من مئة عام، لذا بين الحين والآخر أذهب إلى قرطبة لأشاهد آثار أجدادنا الذين بنوا حضارة الأندلس التي ساهمت في قيام حضارة أوروبا بأكملها، كما يوجد بها العديد من الأماكن التاريخية والسياحية الخلابة، عملي في المسلسل زادني شوقا لهذه الجذور.
هل تتمنين المشاركة في مسلسل يتناول تاريخ قرطبة؟
نعم أتمنى ذلك، أعتقد أنه سيكون عملا مشوقا لأن الكثير من الجمهور لا يعرف كثيرا عن حضارة المسلمين في الأندلس.
ماذا تمثل لك الأعمال التاريخية؟
لها قيمة أخلاقية كبيرة، تذكر المشاهدين بتاريخ أجدادهم وحضارتهم، وكيف أنهم أصل حضارة أوروبا الحالية، وليس كما يقال عن العرب بأنهم متخلفون، رجعيون، إرهابيون.
هل تحقق هذا في مسلسل "هارون"؟
نعم، أظهر حقيقة الخليفة هارون الرشيد، ونفى ما يقال عنه في الكتب التي افترت عليه، وقالت إنه يميل إلى اللهو والمجون والبعد عن الدين، بينما الحقيقة إنه كان خليفة ورع، يصلي ويجاهد في سبيل الله.
إلى أي مدى شعرت بالسعادة، خصوصا أن هذه الأعمال لا تعتمد على جمال الممثلة، قدر الاهتمام بموهبتها؟
أعتقد انني وفقت بشهادة كبار الممثلين الذين عملت معهم، مثل جمال سليمان، باسل الخياط، قصي خولي وغيرهم.
هل يفضل الجمهور العربي أعمال الأكشن والكوميديا؟
غير صحيح، بدليل أن مسلسلي "هارون الرشيد" و"اوركيديا"، حققا نجاحا كبيرا عند عرضهما، أيضا الشعبية الكبيرة والنجاح الأسطوري لمسلسلي "حريم السلطان" و"قيامة ارطغرل"، دليل على أن الجمهور تواق إلى مشاهدة الأعمال التاريخية.
كيف اتقنت اللغة العربية الفصحى؟
لأني قارئة جيدة خصوصا الكتب التاريخية والدينية، حريصة دائما على الاستماع ومشاهدة الأعمال التاريخية منذ صغري، كما أنني أمتلك موهبة إلقاء الشعر، كما حصلت أيضا على أكثر من كورس في الأداء باللغة العربية الفصحى، قبل تصوير مشاهدي في مسلسل "اوركيديا".
ما رأيك في جمال الممثلة؟
الجمال نعمة من عند الله، المشاهد يلفت انتباهه الجمال الشكلي للممثلة، لكن هذا يحدث لعدة ثوان أو دقائق، بعدها يبدأ في البحث عن الموهبة التي تملكها هذه الممثلة، اذا لم يجدها سينصرف عنها، بل سيتهمها بأنها دخلت مجال التمثيل عن طريق جمالها فقط.
هل أفادك لقب ملكة جمال القارات في عملك كممثلة؟
أفادني فقط في أنه وضعني على بداية الطريق، وكان علي بعدها أن أعتمد على موهبتي.
هل أسعدك حصولك على اللقب؟
بالتأكيد، ليس حبا في اللقب، لكن لأن هذا منحني الفرصة لمساعدة المحتاجين، فحصلت على لقب سفيرة الإنسانية، أحب مساعدة الناس، أشعر بسعادة عندما أمد يد المساعدة لمن يحتاجها خصوصا الأطفال.
هل الجمال الخارجي للمرأة يعد معيارا لجمالها الحقيقي؟
جمال المرأة الحقيقي ينبع من داخلها، من مقدار ما تملكه من الحب والتسامح، مدى تصالحها مع ذاتها، ألا يكون في قلبها أي نوع من الحقد، الحسد، الكره، هذا ما يظهر أثره بقوة على جمالها الخارجي، حتى لو لم تكن لها ملامح فاتنة، تظهر جميلة أمام الجميع بسبب طيبة قلبها، كما أن الثقافة مهمة للمرأة لأنها تعطيها جمالا من نوع خاص.
من قدوتك في التمثيل؟
كثيرون، على المستوى العربي جمال سليمان وعابد فهد، على المستوى العالمي انجلينا جولي، خصوصا انها بجانب كونها ممثلة رائعة، فهي أيضا شخصية رائعة، لها أنشطة إنسانية مميزة، أعتبرها خليفة الأميرة الراحلة ديانا.