أسماءُ المدارسِ من حقوق المتعلمين فقط

د. حمود الحطاب

كما أن اسماء المناطق والشوارع من حقوق الشعب، وليست من حقوق افراد الحكومات، ولا من حقوق اي أحد؛ فكذلك هي اسماء المدارس التي ستخلد في ذاكرة وذهن كل متعلم، من طفل الروضة وتلميذ الابتدائي والمتوسط، وطالب الثانوي والى يوم القيامة.
وهي ليست حقا مملوكا لقيادات التربية، ولا لغيرهم، ان ينتزع بعض المسؤولين في التعليم مدارس يسمونها بأسمائهم مثلا، واسماء اصدقائهم او اقاربهم، فهذه سرقات؛ نعم هي سرقات علنية من غير حياء ولا مستحى.
لماذا يسمي بعض من يتولى التربية اسماء المدارس على اسمه؟ فأي كائن هو مميز حتى يخلد اسمه في ذهن الشعب؛ ذهن الاجيال؛ ذهن المتعلمين والى يوم القيامة؟
وزراء التربية، او أي من قياداتها، انما هم فقط موظفون يتقاضون رواتب على عملهم؛ وليست من حقوقهم انتزاع اسماء المدارس لهم لخصوصياتهم، ولا هي مكافآت لهم على اعمالهم؛ فأي اعمال جليلة وعبقرية، وابداعية نادرة، وافق عليها الشعب لموظف في التعليم ان يخلد اسمه على مدرسة في ذاكرة الاجيال؟
انني اطالب أولا: أن كل من سمي على اسمه منطقة من المناطق ان يكلف هذا الشخص او من يرثه برعاية المنطقة على حسابه، فيقيم فيها المرافق والحدائق، ومواقف السيارات، ويرمم بيوتها، ويصلح شوارعها، ويتولى نظافة المنطقة على حسابه، وتزيينها، والعناية بأمنها واستقرارها؛ واطالب كل من سمي باسمه شارع من الشوارع ان يتكلف على حسابه برصف الشارع بأجود انواع الاسفلت، ويرصف حواليه بأجود الارصفة والزراعات التجميلية، ويتولى صيانة الشارع دوريا، وهنا نقول له: عليك بالعافية؛ وخذ اي عدد من الشوارع، فاحتضنه في قلبك؛ وكذلك اطالب ثالثا: كل من سميت على أسمه، او على اسم اهله مدرسة ان يعمل على رعايتها، ويعطي المدرسين مرتباتهم ومكافآتهم، ويصرف على هدمها وبنائها عندما تقدم.
وهنا نقول له خذ مدارس كما تريد، وسم اسم اهلك كلهم عليها، ما دمت تؤدي كل هذا من اجل المدرسة؛ واما البلاش؛ البلاش انك تقتطع مدرسة باسمك، او باسمك بعض وزراء وقادة التعليم، وغيرهم ومن دون حق يكفله لك القانون والشعب؛ فهذا ليس من الحق ابدا، انه من حق ابناء الشعب والى يوم القيامة.
فانتزعوا المدارس من هذه السرقات العلنية، واعيدوا تسمية المدارس باسماء تفاؤلية، واسماء حضارية، واسماء جمالية، واسماء قيمية من قيم الاسلام وقيم العرب؛ فلقد وعدتم ايها القادة المحترمون بالاصلاح؛ ولانريد اصلاحا خجولا؛ واعملوا بقوتكم في اتخاذ القرارات الشجاعة، والحضارية، والانسانية، والعادلة وبشكل شامل، ومن دون لا مماطلة ولا غض بصر.

كاتب كويتي

[email protected]