أسواق الملابس والذهب تعاني "ويلات الركود"

كتب - ناجح بلال:


مع اقتراب عيد الفطر المبارك لازالت أسواق الملابس والأحذية والذهب تشهد حالة ركود حادة يرجعها بعض التجار لظروف جائحة كورونا مما أدى لخسائر فادحة أثرت على أرباحهم، بينما رأى عدد من المتسوقين بأن تراجع الدخل في ظل جائحة كورونا جعلهم يهتمون أولا بشراء الأولويات.
"السياسة" جالت داخل عدد من المحلات ومعارض الملابس الجاهزة وغيرها للوقوف على الوضع عن قرب. وإليكم التفاصيل:
بداية، يقول عادل رمضان انه جاء مع أسرته لشراء ملابس وأحذية وبعض الأغراض بمناسبة اقتراب عيد الفطر المبارك لكنه فوجئ بارتفاع الأسعار رغم حالة الركود التي تشهدها الأسواق، متمنيا من أصحاب المعارض أن يقوموا بتخفيضات لتشجيع الزبائن على التسوق.
ويقول جمال النمر إن أسعار الملابس الرجالي مناسبة جدا ولكن الإشكالية في ملابس الأطفال والنساء فهي مرتفعة للغاية رغم موديلاتها القديمة، مشيرا إلى أن فترة التسوق الصباحية جيدة ولكنها لاتصلح إلا في أيام الإجازات، متمنيا من أصحاب الملابس الجاهزة النزول بالأسعار تمشيا مع ظرف المتسوقين، لا سيما وأن أسعار الأحذية مرتفعة جدا في هذا الموسم.

خسائر كبيرة
والتقينا مسؤول معرض لبيع الملابس الجاهزة الذي أفاد أن أسعار الملابس الرجالي مناسبة جدا ولكن الإشكالية في ملابس الأطفال والنساء فهي مرتفعة للغاية.
ويقول تاجر الملابس حمدي صابر إن الركود فعلا ضرب سوق الملابس الجاهزة منذ العام الماضي بسبب جائحة كورونا، لافتا إلى أن هذا الأمر جعل معظم أصحاب معارض الملابس الجاهزة يفكرون جيدا في تغيير النشاط، مفيدا بأن خسائره خلال عام ونصف منذ قدوم "كورونا" تعدت ما لا يقل عن 120 ‪الف دينار
وقال تاجر الملابس ابو هيثم إن تراجع دخل الكثير من الأسر أثر سلبا على دخل معارض الملابس الجاهزة في الكويت حيث أن أغلب الناس أصبحت تهتم بشراء الأولويات الضرورية فقط، لافتا إلى أن من كان يشتري لأولاده ملابس صيفية بكثرة أصبح الآن يشتري لهم قطعة واحدة بسبب ظروفه المادية، موضحا أن مواسم الأعياد كانت تحرك مبيعات الملابس الجاهزة ولكن بعد كورونا تغير الحال.
وأشار إلى أن معظم معارض الملابس الجاهزة باتت تتوقف عن شراء كميات هائلة من الشركات المستوردة للملابس الجاهزة بسبب حالة الركود.
وتدخل مسؤول بيع في معرض لبيع الملابس الجاهزة شاكر نصري في الحديث قائلا إن توقف الطيران للكثير من الدول زاد الطين بلة حيث كان موسم السفر من كل عام يشهد الرواج غير العادي سواء من المواطنين أو الوافدين حيث كانوا قبل سفرهم يتجهون لشراء كميات غير قليلة من الملابس الجاهزة سواء لاستعمالهم الشخصي أو لاقاربهم.
وتمنى أن تنتهي أزمة كورونا في أسرع وقت حتى تعود الحياة إلى طبيعتها مفيدا بأن الحظر الجزئي أدى أيضا لتراجع مبيعات الملابس خاصة وأن نشاط حركة المبيعات لا تتحرك بقوة إلا في الفترة المسائية التي كانت تمتد قبل كورونا من بعد صلاة المغرب حتى العاشرة مساء، خاصة وأن فترتي الصباح والعصر يكون فيهما الإقبال هشا وضعيفا للغاية حيث أن الغالبية العظمى من المواطنين أو الوافدين يقضون الفترة الصباحية في العمل وفترة العصر في الراحة، متمنيا أن تستجيب السلطات في البلاد لمطالب إلغاء الحظر الجزئي طالما أن كل المجمعات التسويقية سوف تلتزم بالاشتراطات الصحية.

تأثير على الجميع
ويقول بوعلي صاحب محل ملابس جاهزة بأن كورونا كانت كارثة على تجارة الملابس الجاهزة في الكويت مفيدا بأنه يدفع 1300 دينار إيجار شهري وصاحب المجمع يرفض تخفيض الإيجار بأي حال من الأحوال، مفيدا بأن التخفيضات لم تشفع لجذب الزبائن بأي حال من الأحوال.
ويرى مسؤول بيع في أحد معارض بيع الملابس في الكويت يسري السيد بأن مبيعات معرضه تأثرت بنسبة 70% منذ بداية كورونا وحتى الآن، لافتا إلى أن معرضه يدفع 3000 دينار للإيجار ومالك المجمع لايريد تخفيض قيمة الإيجار وأنه يدفع الإيجار من جيبه الخاص.
وأشار إلى أن موسم العيد كأنه لم يأت ومعرضه اضطر للاستغناء عن نصف عامليه بسبب تدني دخل المعرض.
وتقول موظفة في معرض بيع أدوات المكياج في أحد معارض الملابس الجاهزة "سي سيليا" بأن جائحة كورونا أثرت بقوة على مبيعات مواد التجميل مثلما أثرت على بيع الملابس الجاهزة.
ويقول منير أحمد مسؤول معرض ملابس جاهزة بأن مبيعاته اليومية حتى مع اقتراب عيد الفطر لاتتعدى من 20 إلى 30 دينارا، علما بأن قيمة الإيجار الشهري بحدود 1400 دينار وأنه يدفع من حسابه الخاص على الإيجار.
والتقينا مسؤول معرض للأحذية محمد عبدالحميد الذي قال بأن سوق الأحذية يعاني الركود بسبب كورونا التي كانت وبالا على كافة الأسواق الحيوية وأن توقف المدارس ساهم في تراجع مبيعات محلات الأحذية بنسبة لاتقل عن 80%، مطالبا الدولة بالضغط على أصحاب المجمعات لتنزيل القيمة الإيجارية.

حتى المجوهرات ركود
وداخل معرض لبيع المجوهرات تقابلنا مع طالب هندي الذي قال إن مبيعات الذهب أصبحت تعاني من جملة خسائر بسبب ظروف كورونا، موضحا أن تجارة الذهب كانت تنشط بشكل هائل مع دخل الأعياد، ولكن مع الأسف لازال الركود هو سيد الموقف مفيدا بأنه رغم تراجع قيمة الذهب ولكن يظل الركود هو المشهد الواضح.
ويقول تاجر الذهب بوفيصل بأن أسواق الذهب تعاني الركود الهائل جدا رغم تراجع اسعارها عالميا، فسعر غرام الذهب عيار 21 وصل الى 15.7وكان منذ شهر بحدود 16 دينارا ووصل سعر غرام الذهب عيار 22 إلى نحو 15.79 دينارا بينما كان قبل شهر بحدود 16 ونصف دينار ووصل سعر جرام الذهب عيار 18 نحو 12.92 وكان قبل شهر بحدود 13 ونصف دينار، لافتا أن تراجع سعر الذهب لم يقض على حالة الركود بأي حال من الأحوال التي تلاحق معارض ومحلات الذهب.