الأحد 27 أبريل 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

أسيل العامري لـ "السياسة": بينالي "ننار" الإسكندنافي تظاهرة فنية تستهدف تعريف أوروبا بالإبداع العربي

Time
السبت 30 يوليو 2022
View
5
السياسة
كتب ـ جمال بخيت:

تواصل "السياسة" مواكبة الحركة الفنية والمشهد الثقافي في العالم مستشرفة الرؤى والتوجهات والأفكار الفنية والمعارض التشكيلية والفعاليات المستقبلية على الساحة الثقافية، عبر لقاءات متتابعة مع الكتاب والمبدعين ورواد الفن والثقافة في الكويت والعالم العربي.
حديثنا اليوم مع مديرة مؤسسة "ننار" ومقرها في السويد الدكتورة اسيل العامري لنستطلع ما يدور حول بينالي الشمال الاسكندنافي التشكيلي الذي تشارك فيه نخب تشكيلية من مختلف الدول العربية والاوروبية.
في هذا اللقاء أكدت الدكتورة العامر لـ"السياسة" ـ التي تعد اول جريدة عربية تستكشف هذا الحدث الفني الكبيرـ أن المشهد التشكيلي السويدي تشغله فكرة المعاصرة واللعب على التقنية والاشتغال على الاعمال التركيبية رغم وجود مساحات واسعة من الاعمال تجنح الى التعبيرية والقضايا الا جتماعية، لافتة إلى بينالي "ننار" تظاهرة فنية تثري الإبداع والفكر الجمالي في شتى المجالات الفنية وتهدف الى تعريف المتذوق السويدي خاصة والأوروبي عامة بفنون الابداع العربي، لاسيما الخط والشعر والموسيقى، وفيما يلي التفاصيل:

المؤسسة تتبنى مشروعاًً تنويراً للفن التشكيلي بين الشرق والغرب وحاضنة لجميع المفكرين والمثقفين

هل بينالي الشمال تجمع يقام للمرة الاولى، وما الاهداف والاستعدادات؟
بينالي دول الشمال للفنون (اورورا) تظاهرة فنية ثقافية تسعى الى ابراز القيم الفنية المعاصرة والمتفاعلة مع التجارب العالمية الغنية من خلال التواشج بين الفن والثقافة السويدية وثقافات العالم كافة لا سيما العالم العربي وقد تم الاعداد لدورته الاولى منذ اربع سنوات.
ويهدف البينالي الى إثراء الجانب الفني للفكرة الأصيلة والعمل الإبداعي ويسعى الى خلق تغيير فكري وجمالي من خلال الانسجام والانفتاح على التيارات الحديثة والمعاصرة، والاهتمام بالحفاظ على فنون عدة من بينها فن الخط الأصيل كتراث إنساني جمالي والتعريف نظريًا وعمليًا بمدارسه وأساليبه، كما يهدف الى خلق حوار بين الفنانين ورؤاهم الجمالية من ثقافات مختلفة تماما وهو الأمر الذي يثري التجربة الإنسانية على المستوى الفكري والجمالي والتقني، إضافة الى تفعيل الدراسات والبحوث النظرية المتعلقة بالفن التشكيلي والشعر والخط بالتعاون مع البرامج الأكاديمية فضلا عن تنمية الذوق على المستوى المجتمعي وتعميقه بين المتلقين وتنمية الذائقة الفنية.
ونريد كذلك رفد الجهود الإبداعية للمشاركين بطرق مختلفة من خلال المعارض الخاصة وورش العمل والندوات الفكرية والعروض الخاصة الأصيلة والحديثة، وزيادة الاهتمام بفن الخط في الثقافة الغربية جنبًا إلى جنب مع الخط كتعبير عن الثقافة الأصيلة.

حضور عربي مميز
القارئ والمتذوق العربي يود التعرف علي المشاركات العربية والاوربية والفنانين المشاركين وهل فقط البينالي للفن التشكيلي الرسم، ام ان هناك مشاركات لفن النحت والخزف والخط العربي ؟
حرصنا في فترة الاعداد للبينالي ان يكون الحضور لأهم المراكز البحثية في اوروبا ودول الشمال التي ساهمت لعقود في تنمية التواصل الحضاري بين العالمين العربي والاوربي وسيكون حضور الفنان العربي مميزا جدا وسط نظرائه الأوروبيين ليعكس اجمل الصور الابداعية عن عالمنا العربي وطاقاته، فقد حرصنا على تكوين لجنة لاختيار الاعمال من فنانين تشكيليين رواد لهم باع طويل في هذا النوع من التجمعات.
ويتضمن برنامج البينالي فعاليات، منها تكريم المبدعين وعدد من الفنانين الرواد والمبدعين الذين كان لخبراتهم الفنية تأثير واضح على تطور الخط، كما يتضمن مؤتمرا فكريا دوليا موازا يناقش مواضيع محددة بحضور باحثين ومتخصصين من مختلف دول العالم، وسيتم نشر الموادة العلمية المطروحة في كتاب خاص باعمال البينالي.
وتتضمن الفعاليات معارض نوعية تبرز التجارب الفنية المعاصرة بجميع أنواعها، مثل الاتجاهات المفاهيمية وغيرها، بتقنياتها ووسائطها المتعددة، حيث يجري فريق المشروع حوارات مستمرة مع هؤلاء المبدعين، كما يتضمن البينالي ورش عمل فنية.

منبر ثقافي
هل يمكن أن نتعرف الى مؤسسة "ننار" الجهة المنظمة للبينالي والدورالذي تقوم به؟
مؤسسة "ننار" منبر ثقافي فني فاعل في مدينة مالمو، تأخذ على عاتقها مسؤولية التعريف بالثقافة والفن العربيين للجمهور السويدي بشكل خاص والأوروبي عموماً وتملك المؤسسة صالة للفنون "غاليري" ومشغل للفانين "اتليه" يقدمان عروضا ثابتة في توقيتات ممهنجة سنويا عرضت فيها معارض تشكيلية منذ عام 2018 وحتى الآن كما قدمت فرصا للفنانين لتنفذ اعمالهم في "الاتيليه" الذي تتوفر فيه كل الوسائل والإمكانات الفنية المطلوبة.
وتحتضن المؤسسة مشروعا فنيا تنويرا تحت عنوان "منتدى الفن التشكيلي بين الشرق والغرب"، تستضيف فيه تجارب فنية لفنانين من دول الشمال الاسكندنافي والفنانين القادمين من العالم العربي كما تنظم حوارا فنيا ثقافيا لقياس مستوى التاثير المتبادل بين الثقافات ومدى التكامل الذي تكشفه الفنون بجمالها وسحر الوانها وهو ما تعجز عنه باقي الوسائل غير الفنية.
وتعد المؤسسة حاضنة لعدد كبير من المفكرين المثقفين والأدباء والفنانين العرب المقيمين في أوروبا وفي العالم العربي، كما أنها تقرّب الثقافة والفن السويديين إلى الجمهور العربي، فهي تقوم بمهمة ثنائية من شأنها أن توطد جسور التفاهم وزيادة الوعي وايصال رسائل الفكر والجمال لكلا الطرفين.
من هنا انبثقت فكرة بينالي "أورورا" كحدث فني أدبي ثقافي تبادلي يتيح الفرصة لتفاعل مباشر وواسع في الفن والثقافة وما بينهما عبر ثلاث مستويات: الاول هو الفن بما له من دلالات عمق في تاريخ العالم العربي وما له أيضا من تناص وتعالق مع الموسيقى والشعر سواء كان في الحضارة العربية او الحضارة الأوروبية.
المستوى الثاني هو الشعر هذا الفن الأدبي الأقدم والأسمى وهو الحاضنة الثقافية والوجدانية. وهو كأثر صوتي له بعد تعبيري رمزي في اللغة العربية يتماثل مع صوت الشعر في اللغة السويدية. والمعروف عنها بالطاقة الصوتية التعبيرية.
أم المستوى الثالث، فهو الموسيقى التي بدورها تعكس ثقافات الشعوب و تبني علاقة مع لغتها وآدابها، هذه الثلاثية المدهشة تشكل دعوة مغرية للمبدعين في شتى المجالات المذكورة لإبداع أعمال تتجاوز المألوف، وتستلهم من تلك العلاقة الثلاثية دون تحديد لماهية وتقنية العمل المبدَع فذلك متروك لما تجود به مخيلة الفنان سواء أكان لوحة أم عملا تركيبيا أم تفاعليا موسيقيا، هنا المجال مفتوح للتعبير، والأعمال المقدمة ستخضع للجنة مختصة لتقييمها بعيدا عن توجيه الفنان، وأسلوب طرحه لعمله الفني.
أما عن تاريخ موسسة "ننار" فقد شكلت عبر مسيرتها جسراً قوياً بين الثقافة العربية والثقافة الأوروبية من خلال التعريف بالفن والأدب العربي والاسكندنافي واقامة الانشطة الثقافية والفنية والتعليمية والترجمة من وإلى اللغات المعتمدة في هذه الثقافات كما تعنى بكل ما يسهم بنشر الثقافة والفنون في المجتمع بنشرها كتب الآداب والعلوم وكتب للأطفال والشباب بجودة عالية، فضلا عن الكتب المصورة الأجنبية والكتب المدرسية للصغار والكبار، وتصدر مجلة ثقافية فصلية موجهة لقراء الثقافة العربية في جميع أنحاء العالم وفي الدول الاسكندنافية خاصة صدر العدد الاول منها في عام 2013 وتوزع على معظم المكتبات السويدية.
وللمؤسسة مركز للبحوث والدراسات يسعى إلى تعزيز حركة البحث العلمي في قضايا الدول الاسكندنافية بمختلف مجالاتها السياسية والاجتماعية، ورصد المشاكل التي يواجهها المهاجرون من خلال إقامة ندوات بحثية ومؤتمرات علمية وندوات متخصصة و طباعة البحوث العلمية المنشورة باللغات السويدية والأجنبية مباشرة إلى العربية والعكس وإصدار الكتب العلمية المتعلقة بالشؤون الاسكندنافية.

المشهد السويدي والمعاصرة
كيف ترين المشهد التشكيلي في السويد خاصة وانها بلد اسكندنافي بعيد عن العالم العربي.
المشهد التشكيلي السويدي تشغله فكرة المعاصرة واللعب على التقنية والاشتغال على الاعمال التركيبية رغم وجود مساحات واسعة من الاعمال التشكيلية تاتي تحت وطأة الموجات الطبيعية التي تجنح الى التعبيرية في كثير من التجارب، كما تجد بروز وتضمين الموضوعات الاجتماعية لدى عدد من الفنانيين وربما يعود ذلك الى وجود توجهات لدعم الموضوعات الاجتماعية من الجهات الداعمة للفنانين.
هل هناك علاقات ثقافية مع بعض المؤسسات الثقافية العربية؟
من خلال اقامة هذا الحفل الثقافي الفني ستتوفر فرصة حقيقية لإقامة علاقات مع المؤسسات الثقافية والعربية وتفعيل التبادل الثقافي والفني ليس للسويد فقط بل لكل الدول الاسكندنافية بما تحمله من ارث ثقافي عميق.


ملصق البينالي


أسيل العامري في سطور

ولدت د. أسيل العامري في بغداد من اسرة اكاديمية وواصلت دراستها الأولية والجامعية فيها لتختار الفن والصحافة تخصصا لها.
تخرجت من كلية الفنون الجميلة ثم اكملت دراستها للماجستير لتنتقل بعدها للعمل في ليبيا كاستاذة في كلية الفنون والاعلام ثم الى السويد وواصلت دراستها العليا لتحصل على شهادة الدكتوراه من الدنمارك.
عملت بالمجال الاكاديمي والثقافي في مدينة مالمو وعملت على تأسيس مؤسسة "ننار" وهي منبر ثقافي فني فاعل في مدينة مالمو، تأخذ على عاتقها مسؤولية التعريف بالثقافة والفن العربي للجمهور السويدي بشكل خاص والأوروبي.
واسست مجلة "ننار" عام 2013 وهي اصدار ورقي ثقافي وفني باربع لغات "العربية والسويدية والانكليزية والكردية" ووزعت بعد عام واحد من صدوره في اغلب المكتبات السويدية ثم اطلقت ليالي ثقافية بعنوان "ليالي ننار الثقافية" وصل عددها الى 54 ليلة حضر فيها عشرات الفنانين والادباء والصحفيين العرب والسويديين كما اقامت لياليها في الدنمارك والنرويج وعدد كبير من المدن السويدية..
وأصدرت كتابين الأول بعنوان "ننار ثقافة واندماج" والثاني "الانفصال الاعلامي، علاقة المهاجريــــن بواسائل اعلام بلاد المهجر" فضلا عن ادارتها مؤسسة ننــــار التي تضم دار ننار للنشر والتوزيع.
آخر الأخبار