طلال السعيديبدو أن بعض أصحاب السعادة لم تعجبهم مقالة الامس، أو بالاصح لا يريدون مواجهة انفسهم، ولا يحبون من يهدي اليهم اخطاءهم، فقد ادمنوا على التطبيل، والنفاق، والادهى والامر انهم يصمون الاذان عما يتحدث به الناس!القاعدة تقول: إن من يقبل العمل العام عليه ان يقبل تبعاته، ومن اهم تلك التبعات رأي الشارع الكويتي في الاداء، خصوصا تلك الوزارات التي لها احتكاك مباشر مع الجمهور مثل الداخلية، التي يعرفها صاحب السمو الامير المفدى منذ كان وزيرا لها، ويعرفها سمو ولي العهد منذ كان ضابطا، ثم مديرا لادارة حساسة فيها، وهذه الوزارة في هذا الوقت تحتاج الى تدخل جراحي عاجل من اعلى سلطة لوضع الحصان امام العربة، فهناك انقسامات حادة بين القيادات، وصراع كان خفيا، واصبح معلنا، وهناك معارك كسر عظم، فيما مقابل ذلك هناك فلتان امني، وضياع لهيبة الدولة في الشارع، خصوصا بين الوافدين الذين كثرت وتنوعت جرائمهم بشكلٍ لم يعد يحتمل، حتى اصبح المواطن البسيط يخشى على نفسه وماله، فتصور انك حين تجد سيارتك المسروقة في الشارع وتلقي القبض على السارق، وفي المخفر يرفع عليك قضية ضرب!فهل يتصور احد انك اذا قدمت له وردا سيعيد لك سيارتك المسروقة؟قلنا ونكرر لولاة الامر ان الصراع المحتدم بين الصفوف الاولى المترهلة بالاساس يتطلب، وبشدة، استبدالهم وضخ دماء جديدة، الا ان قيادات الصف الثاني والثالث ايضا، ومع الاسف الشديد، منغمسة في السياسة انغماسا غير مسبوق نتيجة تراكمات سنين مضت، ووزراء ونواب تحيطهم شبهات الفساد، حتى أن اغلبهم، إلا من رحم الله منهم، شارك الخارجين على القانون مسيراتهم، فاصبح احدهم فاسدا بالتبعية، قبل ان يستلم القيادة، فقد جاءت بهم الواسطة الى العمل الشرطي، وتعودوا خدمة من توسط لهم على حساب امانة العمل، وتمت مكافأتهم بترقيات استثنائية جعلتهم يتقدمون على اقرانهم، فهل مثل هؤلاء يستحقون مناصب القيادة، الا اذا كنا سوف نستجير من الرمضاء بالنار؟الداخلية تحتاج الى جراح ماهر يخاف الله بالوطن والمواطن، يفتح الجروح وينظفها، ويختار بدقة بين الصفين الثاني والثالث من يتوسم فيهم الخير، ويسند اليهم مناصب القيادة بالتكليف فان أفلحوا استمروا، والا استبدلوا بمن هو خير منهم، والتدخل لا بد ان يكون سريعا جدا فقد فلت الزمام، وعذرا على الازعاج، يا اصحاب السعادة انتم لا تصلحون، والكويت اغلى منكم، والوضع لم يعد يحتمل... زين.
[email protected]