وضعت حلقة، الثلاثاء، من المسلسل السعودي "العاصوف 2"، أجيالاً من السعوديين والمشاهدين الذين لم يعاصروا اقتحام الحرم المكي قبل نحو 40 عاما، في قلب الجريمة الإرهابية، من خلال مشاهد أقرب للحقيقة عن الاقتحام وإطلاق النار عند الكعبة المشرفة، في أول توثيق درامي لأحد أبرز الأحداث في تاريخ السعودية.تناولت الحلقة الساخنة، تفاصيل دقيقة للاقتحام والمسؤولين عنه بقيادة السعودي جهيمان العتيبي، وكيف بدأ رجال الأمن الهجوم على الجماعة المسلحة، التي تحصنت في طوابق وأروقة وأسطح الحرم المكي الشريف.كما صورت بعض المشاهد سقوط ضحايا من المهاجمين ورجال الأمن، بجانب المحتجزين في الحرم من المصلين والمعتمرين، الذين فاجأتهم الحادثة كما فاجأت العالم بأسره يومها.وتصدرت تفاصيل الحلقة نقاشات وتغريدات السعوديين في مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما عبر "تويتر" وسط حضور واسع لصور ومقاطع فيديو وتسجيلات صوتية حقيقية توثق تفاصيل تلك الأيام، وأبطالها من رجال الأمن، الذين شاركوا في تحرير الحرم المكي من المسلحين.وكانت حلقة يوم الاثنين مهدت الأحداث للتفاصيل الدامية لاقتحام الحرم، وصورت بداية سيطرة جماعة جهيمان على الحرم وإغلاق أبوابه بينما بدأت السلطات بوضع خطط الهجوم وتحريره من الإرهابيين.
وسيستمر "العاصوف" في الحلقات المقبلة بعرض باقي تسلسل حادثة الاقتحام، مستحوذاً على نسبة المشاهدة الأكبر للدراما المعروضة هذا العام على القنوات السعودية.ووقعت حادثة اقتحام الحرم المكي في 20 نوفمبر 1979، أي قبل 40 عاماً، إذ اقتحم نحو 200 رجل يقودهم جهيمان العتيبي ومحمد القحطاني المنتميان إلى "الجماعة السلفية المحتسبة"، الحرم المكي فجراً وسيطروا عليه بقوة السلاح، معلنين عن ظهور "المهدي المنتظر".ونجحت سلطات الأمن السعودية في السيطرة على الوضع في الحرم الذي احتجز فيه آلاف المصلين، بعد نحو أسبوعين، لتنتهي تلك الجريمة بمقتل غالبية المهاجمين والقبض على الباقين منهم ومن ثم إعدامهم، بجانب سقوط قتلى ومصابين في صفوف رجال الأمن والمصلين."العاصوف" مأخوذ عن رواية الكاتب السعودي الراحل عبدالرحمن الوايلي "بيوت من تراب"، ومن إخراج السوري المثنى صبح، ومشاركة كوكبة من نجوم الفن السعودي، إلى جانب ناصر القصبي منهم عبدالله السناني وحبيب الحبيب.ويتحدث المسلسل عن حقبة مفصلية في تاريخ السعودية، وهي حقبة السبعينيات التي ظهر في نهايتها نشاط لافت للتيار الديني فيما يُعرف بـ "الصحوة الدينية"، التي فرضت سطوة رجال الدين على الحياة الاجتماعية في المملكة.