الأربعاء 17 ديسمبر 2025
15°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

أطباء لـ "السياسة": مسحة الأنف العميقة مستحيلة منزلياً والأفضل "القريبة" و"اللعابية"

Time
السبت 20 يونيو 2020
السياسة
عادل الحنيان:
المسحة اللعابية أسهل والمريض يأخذها بنفسه والتوجه نحو "بي سي آر"عبرها


أمل الكندري:
المسحة الأنفية العميقة تحتاج
إلى متخصصين لتؤدي لنتائج صحيحة


أحمد الرشيدي:
المسحة الأنفية "مزعجة" وتدريب المريض عليها مضيعة للوقت والجهد




تحقيق ـ مروة البحراوي:


بعد مرور نحو ثمانية أشهر على ظهور فيروس كورونا "كوفيد ـ 19" في الصين ودول العالم، لا يزال الفيروس الغامض تحت مجهر العلماء والمتخصصين لفك شفرته والوصول إلى لقاحات وأدوية ناجعة للقضاء عليه.
وبموازاة إعلان بعض الدول ايجابية النتائج السريرية لبعض الأدوية العلاجية، واتجاه البعض لاعتمادها لعلاج الفيروس، انصرف علماء آخرون إلى البحث عن طرق أسهل للكشف عن الفيروس، تمكن المرضى من اجراء الفحص منزليا ودون مساعدة المختصين، لاسيما مع عودة الموسم الدراسي وعودة العمل في القطاعات الحكومية والخاصة بصورة اعتيادية، حيث أظهرت بعض الدراسات نتائج ايجابية للفحص بالمسحة الأنفية القريبة "عمق 1.5 سنتيمتر" لدى بعض المرضى بحساسية تصل إلى 100 في المئة، وكشفت دراسات حديثة أخرى عن امكانية الفحص من خلال "اللعاب"، وأظهرت أيضا مؤشرات ايجابية للفحص.
وفي هذا الإطار، قال عدد من الأطباء والمتخصصين لـ "السياسة": إنه لا يمكن للمريض أن يأخذ المسحة الأنفية العميقة بنفسه، بل يجب أن تكون بيد ممارس صحي متخصص، ولكن هناك دراسات عالمية حديثة حول الفحص بعينة الأنف القريبة واللعاب، وغيرها من من الطرق التي جاءت نتائجها جيدة، وهناك مؤشرات ايجابية لإمكانية استخدام اللعاب مرادفا للمسحات، لاسيما للمجاميع الكبيرة، حيث تتطلب المسحات وقتا وموارد ومن الصعب تجميعها، في حين أن المسحة اللعابية أسهل والمريض بإمكانه اخذها بنفسه، لذا يوجد توجه لدى البعض بتطبيق مسحة الـ "pcr" اللعابية على الطلبة والمدرسين والموظفين قبل دخول المدارس وبدء العمل.

مؤشرات إيجابية
يؤكد استشاري أمراض المسالك البولية والأستاذ في كلية الطب بجامعة الكويت البروفيسور عادل الحنيان، أنه من المعروف أن اللعاب ينشر فيروس كورونا عن طريق التنفس والكلام والكحة والعطاس، لذا فمن الطبيعي أن يوجد الفيروس في اللعاب، ولهذا تناشد السلطات الصحية بالتباعد الاجتماعي بمسافة لا تقل عن متر ونصف.
وقال الحنيان لـ "السياسة": إن فريقاً من جامعة "ييل" Yale الأميركية أثبت وجود الفيروس في اللعاب، عبر دراسة أجريت على 44 مريضا يرقدون في المستشفى بسبب إصابات شديدة بالمرض، حيث اكتشفوا وجود فيروس كورونا المستجد في جميع عينات لعاب هؤلاء المرضى.
وأضاف أن دراسة مشابهة أجريت في هونغ كونغ والصين وإيطاليا وأظهرت تقريبا نفس النتائج، حيث وجدوا في هونغ كونغ تطابقا بين نتائج المسحة الأنفية وعينة اللعاب بمقدار 87 في المئة، وفي الصين بنسبة 92 في المئة، وإيطاليا 100 في المئة، وبسبب هذه الدراسات ودراسات أخرى وافقت إدارة الدواء والغذاء الاميركية على جهازين أميركيين يستخدمان عينات اللعاب لتشخيص كوفيد ـ 19، الأول من جامعة روتجر Rutger وصرح باستخدامه في شهر مايو الماضي، والثاني من شركة فوسفوروس Phosphorus الطبية ورخص في يونيو الجاري.
وتابع الحنيان: حاليا يقوم فريق من جامعة شيكاغو باختبار تقنية رقمية مطورة جديدة من اختبار الـ PCR، تسمى ddPCR باستخدام اللعاب لتشخيص كوفيد ـ 19، مقارنة بالمسحة البلعومية الأنفية و تطابقت نتائج مسحات جميع العينات التي تم جمعها واختبارها، حتى الآن مع عينات اللعاب، وهناك مؤشرات ايجابية لإمكانية استخدام اللعاب مرادفا للمسحات، لاسيما للمجاميع الكبيرة، حيث تتطلب المسحات وقتا وموارد بالإضافة إلى تجميعها، في حين المسحة اللعابية أسهل والمريض بإمكانه اخذها بنفسه، لذا يوجد توجه لدى البعض بتطبيق مسحة الـ pcr اللعابية على الطلبة والمدرسين والموظفين قبل دخول المدارس وبدء العمل.

نتائج أفضل
وعن الفحص عن طريق المسحة الأنفية، شدد الحنيان على ضرورة التفرقة بين المسحة الأنفية العميقة وهي المعتمدة حاليا للكشف عن الفيروس، والمسحة الأنفية القريبة التي لا تقل عن مسافة 1.5 سنتيمتر داخل الانف، ولا يستطيع المريض إدخالها لأكثر من ذلك دون أن يجرح نفسه، وهي معتمدة أيضا من قبل المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض "CDC"، موضحا أن الأولى تؤخذ من خلال ممارس صحي متخصص، بينما يمكن للمريض أن يأخذ المسحة الانفية القريبة بنفسه.
وقال الحنيان: إن المسحة الأنفية القريبة سهلة، وتؤخذ العينة من خلال مسح اغشية الأنف القريبة من فتحتي الأنف، ووفق أحدث دراسة لجامعة ستانفورد نشرت نتائجها في 12 يونيو الجاري على 30 متطوعا، فإن حساسية عينة الانف القريبة في تشخيص مرض كوفيد - 19 كانت 100 في المئة والنوعية كانت 95 في المئة. وأوضح أن المسحات "الأنفية القريبة واللعابية" تسهلان خدمة أكبر عدد من المشتبه بإصابتهم بالفيروس، وأن دقة النتائج تكون أعلى لدى حالات الاشتباه والحالات المخالطة لحالات ايجابية، بالمقارنة مع الأشخاص العاديين والعينات العشوائية التي لا يظهر عليها أعراض للإصابة.

صعوبة بالغة
من جانبها، تؤكد رئيس المفتشين الصحيين بمنطقة العاصمة د. أمل الكندري لـ "السياسة" صعوبة أخذ المسحة الأنفية العميقة منزليا، لأنها تمر من الأنف الى الحلق ثم الأذن وتحتاج إلى متخصص لإجرائها، لأنها تعطي نتائج خطأ في حال أخذها بطريقة غير صحيحة.
وأشارت الكندري إلى أن معظم العاملين على أخذ المسحات من أطباء الأسنان والأنف والأذن والحنجرة والممارسين الصحيين المدربين، لافتة إلى أن المسحة أحيانا لا تناسب بعض الأنوف ويجد المختص صعوبة في أخذها ويضطر لتغيير فتحة الأنف وتكرار المسحة مرة أخرى، فكيف للمريض أن يأخذها لنفسه؟!

مضيعة للوقت
ويتفق رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى الفروانية د. أحمد الرشيدي مع الاراء السابقة، حول صعوبة اخذ المريض المسحة الأنفية العميقة لنفسه، إلا أنه يجد أن الأمر ليس مستحيلا على بعض المرضى المثقفين والمدركين لطبيعة الأمر ممن يتم تدريبهم جيداً على أخذ المسحة، لكن في هذه الحالة يكون تدريبه غير مجد لأن الأمر لا يستحق ومضيعة للوقت.
وقال الرشيدي: تصنف المسحة الأنفية بأنها "مزعجة"، فدخول جسم غريب داخل الأنف لمسافة طويلة يتسبب في ازعاج شديد للمرضى، وأخذها بطريقة خطأ ربما يتسبب في نزيف وجرح بالأنف، أو تحقيق نتائج خطأ للفحص.
وأضاف، أن هناك دراسات جديدة حول امكانية أخذ المريض المسحة لنفسه داخل المنشآت الصحية، وذلك بهدف حماية الكادر الطبي من التقاط العدوى، نظرا لتكرار المسحات، الا انني لا أفضل ذلك، فالوقت الذي يستغرقه الطبيب أو المتخصص في تدريب المريض على أخذ المسحة يكفي لإجراء عشرات المسحات الأخرى، فضلا عن عدم دقة النتائج.



آخر الأخبار