أعد ترتيب حياتك في رمضان

محمد الفوزانيقول احدهم: كنت في يوم من الأيام غافلاًعاصياً، ارافق اصحاب السوء واستمتع بصحبتهم معتقدا انهم يسلّوني ويضحِّكوني، كنا جميعا نعتقد ان الصلاة للعجائز وان الصوم لا معنى له، كنا جميعا عصاة نفتقد حلاوة الايمان والامان الداخلي في نفوسنا، لكني كنت عندما اسمع صوت الاذان يخشع قلبي، واهم بتغيير مسيرة حياتي، فيلاحقني رفقاء السوء، في يوم كنت امشي على رصيف احد الشوارع وحيدا، وبجانب هذا الشارع مسجد ضخم كبير، رأيت على غير العادة اعدادا كبيرة من السيارات الواقفة تلتف حول المسجد، كان اصحاب السيارات ينزلون منها متوجهين بشوق ولهفة الى المسجد، ووجوههم تشع بالبشر والسعادة، كان العدد كبيرا، ترى ما الامر؟ هل هو احتفال ام محاضرة شيخ جليل ام مناسبة دينية؟استوقفت احدهم سألته: ما الأمر؟ فاجابني متعجبا اليوم هو الاول من رمضان والناس متوجهون الى المسجد، واثناء الحوار والمناقشة علا صوت الاذان، يا الهي ما اعذب هذا الصوت كأني اسمعه لاول مرة، وبشعور جميل وجدت نفسي منجذبا الى الداخل، توجهت حيث يجلس الامام فسلمت عليه وسألته: ياعم هنا تصلون التراويح وصلاة الجمعة والصلوات الخمس؟ فرد علي مستغربا من السؤال: نعم يابني، قلت: ياسيدي جئت اليك لاحكي قصتي، انا ياعمي شاب عصى الله سنين طويلة فهل من توبة تكفر عني هذه الاثام العظيمة التي ارتكبتها؟ فانا اليوم عزمت على التوبة والاستقامة، قال الشيخ: بالتأكيد ياعزيزي، لقد رأيت في عينيك عزمك على التوبة النصوح، فاذهب وتوضأ ثم اتني الى هنا، ففعلت ما امر الشيخ، ثم جلست بين يديه بعد ان ادينا الصلاة ليعلمني ويوجهني واستمع الى نصائحه، لقد التزمت بما اوصاني به، وبدأت بحفظ القران حتى حفظته عن ظهر قلب باتقان، وحصلت على جائزة قيمة في احدى المسابقات بالقرآن الكريم، والحمد لله الذي هداني كم انا سعيد في حياتي بعد الهداية، لقد اعدت ترتيب حياتي من جديد فرمضان مدرسة لتنظيم الوقت واستثماره فيما يقرب الى الله تعالى، لقد دخل رمضان فماذا ستفعل ايها المسلم؟ هل اعددت خطتك الايمانية؟ كم ستختم القرآن؟ كم ستحفظ من القرآن؟ كم من الصلوات ستحافظ عليها في المسجد؟ هل ستعتكف العشر الاواخر من رمضان؟ في رمضان اعد ترتيب نفسك، واقترب من احلامك البعيدة، اكتشف مواطن البر والخير في داخلك، واحزم نفسك الامارة بالسوء، اسأل الله تعالى ان يوقفنا في رمضان على ذكره وشكره وحسن عبادته.