أعدموا تاجر وجالب المخدرات

سعود السمكة

لن تتوقف جرائم القتل ما دام بمقدور تاجر المخدرات أن يروج بضاعته وسمومه بسهولة، فهذا التاجر أو مفاتيحه، الجالبون والمروجون، يرتكبون جرائم مزدوجة، فهم من جانب يدمرون المتعاطين مرتين، الاولى انهم يدمنون على هذه السموم، والثانية انها تزين لهم ارتكاب جرائم القتل، فالانسان المدمن منذ لحظه ادمانه تهرب منه انسانيته، فلا يفرق بين عدو وحبيب، فالأم المدمنة لا تتورع عن قتل ضناها حين تكون في قمة تعاطيها، اذ حينها تهرب منها امومتها، ويحل محلها شيطان رجيم، وكذلك الاخ حين يقتل اخاه أو صديق عمره، أو حين يقتل الحبيب حبيبته.
اذن إذا اردنا أن نحفظ ابناءنا وبناتنا فلا بد من أن نكافح المجرم الاساسي، ونقسو عليه بالعقوبة المشددة، تاجرا كان أو بائعا بالمفرق، أو مروجا، ولتكن العقوبة واحدة.
في عهد الزعيم الصيني ماو تسي تونغ كان العالم يطلق على الشعب الصيني الشعب المريض لكثرة تفشي المخدرات فأمر الزعيم ماو بنصب المشانق في ميادين بكين، وبدأ يأخذ بالشك والمظنة حتى اعدم الملايين من تجار ومروجي ومتعاطي مخدرات، وانظروا اليوم الى الصين، موطن الشعب المريض، كيف اصبحت بعد أن قضت على آفة المخدرات، فلقد تحولت من أمة مريضة الى أمة تتباهى بأقوى اقتصاد في العالم بعد أن عقدت العزم على قطع جذور آفة المخدرات، ونظفت نفسها منها.
لذلك آن الاوان أن نقتنع، حكما وحكومة ومجتمعا، بأن مسلسل جرائم القتل لن ينتهي، بل سوف يتزايد ما دمنا نتغافل عن العدو الحقيقي، و طالما غير مقتنعين بأن هذا العدو هو من يقود الامم الى التخلف!
فيا حكم، ويا حكومة، ويا مجتمع لا أحد منكم يعتبر نفسه في منأى من خطر هذا الوباء، ناهيك عن انه يقود الى هدم قيم ومثالية المجتمع، فيتحول، لا سمح الله، من مجتمع مسلم تصدح مآذنه بالله أكبر، خمس مرات في اليوم، الى مجتمع تتفشى فيه آفة المخدرات التي تمسح وشائج الرحمة بين الابناء، وتسرق من جوفهم الانسانية، فتقطع الارحام.
واعلموا جميعا، حكومة ومجتمعا، أن كل نفس تزهق بسبب هذه الآفة ذنبها في رقابكم لتساهلكم بأمر هذه الجريمة، ومن وراءها، فاعقدوا العزم، وطبقوا عقوبة الاعدام، فهي الكفيلة بقطع دابر هذه الآفة، واعلموا أنها العقوبة التي نقلت البلد الاكبر عدد سكان في العالم من جائع الى اقوى اقتصاد في الدنيا، فيا ناس طبقوا عقوبة الاعدام منذ اليوم تنجوا وتنجوا.
تحياتي.