السبت 12 يوليو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

أعمال جاكسون "ذات مذاق مر" بعد الاعتداءات

Time
الاثنين 11 مارس 2019
View
5
السياسة
لوس أنجلوس - د ب أ: كانت إذاعة NRK من أوائل الذين قرروا التوقف عن بث أغنيات مايكل جاكسون لمدة أسبوعين، حسبما أعلنت الإذاعة مبدئيا في أوسلو.
ثم تبعتها إذاعات من نيوزلندا وكندا، لأنه بعد الفيلم الوثائقي الذي يتهم جاكسون بالاعتداءات الجنسية على الأطفال، أصبحت أشهر أعمال جاكسون "ذات مذاق مر".
أصبح السؤال عما إذا كان من الممكن فصل العمل الفني عن الفنان يطرح نفسه أيضا مع أحد أنجح النجوم في تاريخ الموسيقى.
لا يزال لقب "ملك البوب" يعني العالم بالنسبة للبعض، في حين أن آخرين يهيمون في الأحلام عندما يسمعون أغنية R&B للمغني آر كيلي.
كما يحتفي الناس بقصص الغرام الفكاهية لوودي آلن، ويتحمسون للممثل كيفن سبيسي، ويعتبرون فيلم "خيال رخيص" للمنتج هارفي واينستين، فيلمهم المفضل.
وكانت سلسلتا حلقات بيل كوسبي ولويس سي كيه الكوميدية اثنتين من أفضل كوميديا جيل كل منهما.
فهل يجب منع أعمال هؤلاء الفنانين بعد الاتهامات الموجهة لهم وبعد التحقيقات بارتكاب اعتداءات جنسية؟
أبدا، هكذا ترى الناقدة جوسفين ليفنجستون، التي تؤكد أن أفلام وودي آلن أو رومان بولانسكي هدايا لهم ولعالم الثقافة، حسبما كتبت ليفنجستون في صحيفة "نيو ريبابليك" مضيفة: "لن أتخلى عنها أبدا".
وذهبت الناقدة إلى أنه ليس آلن ولا بولانسكي هما اللذان يمتلكان سلطة تحليل أفلامهما والتركة الخاصة بفنهما، بل الجمهور.
وبذلك تنضم ليفينجستون إلى جانب الناقد الأدبي الفرنسي رولان بارت، الذي أعلن "موت المؤلف" عام 1967.
ولكن جاكسون نفسه كان عملا فنيا مجملا، الضفائر، القفازات البيضاء البراقة، الرقص الذي يبدو وكأنه لا يتأثر بالجاذبية، حيث ارتقى المغني الأميركي الذي ولد في مدينة غاري، ولاية انديانا، وأصبحت له مكانة غير مسبوقة عند الجماهير الصاخبة.
أصبح لدى معجبيه شعور بأنهم رافقوه من أيام الطفولة من خلال فرقة "جاكسون 5"، وعبر الأرقام القياسية التي حققها جاكسون في عالم الموسيقى، وعناوين الصحف الصفراء.
يرى ويسلي موريس من صحيفة "نيويورك تايمز" أن الرابط الذي يشعر به المعجبون بجاكسون تجاهه لا يدانيه رابط مع أي فنان آخر، وقال إن هذا الرابط هو أحد أسباب الاعتراض الشديد من قبل الجماهير على الفيلم الوثائقي "ليفينغ نيفرلاند" الذي يتناول اتهامات الاعتداءات الجنسية الموجهة لنجم البوب.
كما أصبحت موسيقى جاكسون بعد عشر سنوات من وفاته، حاضرة في كل مكان، على الأقل في الثقافة الغربية، حيث تنقل اقتباساته ويقلد في الغرب.
كان جاكسون يؤثر على قمة البوب، بدءا من جاستن بيبر ومرورا بجاستين تيمبرليك، و وصولا إلى برونو مارس.
ويبدو المغني "ذا ويكند"، غير قادر على المشاركة في مقابلة دون أن يتحدث عن أيقونته مايكل جاكسون.
وقامت جانيل موني قبل بضعة أسابيع فقط بأداء مشية القمر "مون ووك" على مسرح غرامي، تلك المشية التي اشتهر بها جاكسون.
لن يكون باستطاعة كل متجر وكل مرقص حذف أغنيات جاكسون من قائمة أغانيه.
ربما لم يكن ذلك ضروريا أيضا، طالما أن المعجبين يستمتعون، مع التحفظ، بموسيقاه، أو أفلام هارفي وينستين ووودي آلن.
تنصح صحيفة "غارديان" البريطانية بأنه "يمكن أن يصنع الفن الرائع بأيدي أشخاص مرعبين، ويمكن استخدام الموهبة كسلاح بشكل مريع".
ورأت الصحيفة أن "من يحب عملا فنيا ويستنتج منه أن الفنان هو الآخر يجسد الخير تلقائيا، يرتكب خطأ مرعبا، ربما كانت له عواقب مخيفة".
ربما احتاج مذيعو الراديو هذه الملاحظة مستقبلا عندما يقررون بث إحدى أغنيات جاكسون.
في المقابل لا تعتزم الإذاعات الألمانية الكبيرة WDR و NDR و SWR و BR حذف أغنيات "ملك البوب" مبدئيا من برامجها، ولكنها ستراقب الموضوع.
كما أن إذاعة NRK النرويجية التي توقفت عن إذاعة أعمال جاكسون لمدة أسبوعين، أكدت هي الأخرى على لسان مدير الإذاعة، تور جيرموند، أن "علينا أن نفرق بين الفن والفنان".
كما تمسكت الصالة الاتحادية للفن في مدينة بون الألمانية بالمعرض المقرر في 22 مارس الجاري، ويتناول تأثير جاكسون على الفنون المرئية، وقالت إن المعرض "ليس تكريما لشخص جاكسون".
معروف أن جاكسون اتهم مرارا باعتداءات جنسية، وفي القضية التي اتهم فيها عام 1993 بارتكاب اعتداءات جنسية بحق فتى في الثالثة عشرة من عمره، توصل مايكل لاتفاق مع أسرة الفتى لدفع تعويض بالملايين، رغم أنه كان ينفي الاتهامات بقوة.
سطر مايكل جاكسون فن بوب رائعا، وهو ربما اعتدى على أطفال جنسيا، ومع ذلك أصبح محبوه اليوم مضطرين للاستماع لموسيقاه على هذه الخلفية.


بيل كوسبي إلى السجن
آخر الأخبار