الأخيرة
أعمانا الطمع!
الأحد 25 أغسطس 2019
5
السياسة
طلال السعيدحين يعمي الناس الطمع ويصبح تفكير احدهم بالثراء السريع من دون جهد ولا تعب، يجد النصابون إليهم مدخلا يدخلون منه، وينجحون في إغرائهم ثم إغوائهم الى ان يقعوا في المصيدة، فليس هناك نصاب محترف، لكن هناك إرادة ضعيفة وطمع يعمي البصر والبصيرة، وإلا ماذا يعني إذا اتصل على احدهم رقم ذهبي، أو عرضت على احدهم طائرة خاصة يسافر بها، لم يسبق ان استقلت والده ولا جده، ليكتشف فيما بعد انه الطعم الذي ابتلعه برضاه، فأصبح أسيرا لنصاب يتحدث من داخل السجن؟نشط النصابون عندنا من مواطنين ووافدين، وكثرت الشكاوى ضدهم، بعضهم يلقى القبض عليه، وبعضهم ينجح بالهرب، وإذا بحثت أساس القضية وجدت ان للطمع دورا كبيرا في الإيقاع بالضحية.بالأمس القريب شغل الرأي العام الكويتي بقضية شاب وسيم امتهن النصب على الأرامل والمطلقات، ومن فاتهن قطار الزواج، فيطمعن بما عنده ويعطينه ماعندهن ثم يختفي، وانتهى به الأمر الى السجن، بعد ان أوقعت به احدى ضحاياه. واليوم تشغل الرأي العام الكويتي قضية النصاب الكبير الذي يمارس النصب من السجن المركزي وفق ما يتداول، وليس هو الأول ولن يكون الأخير الذي يمارس نشاطه الإجرامي من السجن المركزي، فغيره وقبله كثيرون طالما هناك نفوس لا تشبع، وقلوب لا تقنع، وعيون أعماها الطمع عن رؤية طريق الصواب، وهذا الكلام ينطبق على النصابين وضحاياهم، وشرطة وضباط السجن، فمن يحلم بالثروة، ويعميه الطمع فيتجاوز القسم، وحين لا يبالي المرء من أين كسب رزقه، من حلال أو حرام، يدفعه الطمع الى ارتكاب الكبائر، ثم يصبح فريسة للنصابين الذين يسلطهم الله عليه، ثم يسلط على النصاب من هو أقوى منه "ان بطش ربك لشديد".اعرف شخصيا كثر رواتبهم لا تتجاوز الألف دينار أو تقل عنه، يعيشون في راحة، يحمدون الله عليها، وينامون ملء عيونهم، من دون خوف ولا قلق، هؤلاء لا يستطيع اكبر نصاب في العالم النصب عليهم، هذه هي الحكاية الطمع أعمانا...زين.