"أغاني المسلسلات" أعادت إلى الأذهان ذكريات الماضي الجميل

فالح العنزي


لطالما ارتبطت ذاكرتنا بالكثير من المسلسلات التلفزيونية، لكن الارتباط الأكبر يكمن في شارة المقدمة، التي كنا نحفظها ونرددها عن ظهر قلب، وفي السبعينات بدأت تشكل مقدمات المسلسلات التلفزيونية وما يقدمه من محتوى درامي حيزا رئيسيا من العمل الفني إلى درجة كان شغف معرفة الشكل الذي ستظهر عليه يشغل المشاهدين كثيرا، وفي الثمانينات حافظت المقدمات الغنائية على قالبها الجميل، حيث كان كل مسلسل يفرض طبيعة وشكل ونسق المقدمة، على سبيل المثال غنت رباب مقدمة "الغرباء" بصوت حزين مستوحى من فكرة البطش والسطوة، التي كانت طاغية على الأحداث، على عكس مقدمة مسلسل "خرج ولم يعد" والتي اعتمدت على أداء طريف وجميل بين ثلاثي المسلسل الفنان الراحل غانم الصالح والفنانتين سعاد عبدالله وحياة الفهد أطال الله في اعمارهما …إلخ، ومع مطلع التسعينات تبدل شكل المقدمة الغنائية، حيث أصبحت هي المروج التجاري والتسويقي للعمل وبالتالي بات المنتجون يتصارعون من أجل الظفر بنجوم الساحة الغنائية، الأمر الذي أشعل فتيل حرب كانت نتائجها ايجابية على المشاهد العربي.
أول من أمس وضمن فعاليات مركز جابر الأحمد الثقافي وبالتعاون مع شركة "سين" للإنتاج الفني وتحت قيادة المايسترو الدكتور خالد نوري وفرقته الموسيقية، اقيمت فعالية "أغاني المسلسلات" والتي استرجعنا من خلالها ذكريات الزمن الجميل، خصوصا ان مخرج الحفل استغل الشاشة العملاقة التي كانت عبارة عن شريط ذكريات لابطال تلك الأعمال مما خلق حالة شجن وتواصل مشترك بين الجمهور والشاشة والفرقة الموسيقية، وكان نصيب الأسد لجيل السبعينيات والثمانينات، فالسواد الأعظم من برنامج الأمسية التي شارك فيها غناء مجموعة من المطربين الشباب كان لمواليد هذه الحقبة الزمنية، ونجح المايسترو نوري في اختيار "المغني المناسب في المكان المناسب" وتم توظيف كل فنان بشكل رائع جدا معتمدين على ما يملكه من موهبة وامكانيات في الأداء والغناء. بدأت الأمسية بواحدة من أشهر المقطوعات الموسيقية للمسلسل التركي "سنوات الضياع" من ألحان نيل بورتسيفر ومعلومة بسيطة هذا العمل والذي اشتهر عربيا بقصة الحب العنيفة بين "لميس ويحيى"، واعترفت بطلته توبا بويوكستون، بأن فريق المسلسل "صدموا جميعا" بتجاوز نسبة مشاهدات المسلسل الملايين وانهم لم يشعروا بالشهرة والانتشار الا من خلال ردود الفعل في الضفة الأخرى من الشرق الاوسط، حيث كان يعرض بالتزامن على شاشة احدى القنوات المحلية في تركيا.
الأغنية الثانية كانت واحدة من بصمات الدراما الكويتية من كلمات عبدالله البراك ولحن عادل المسيليم لمقدمة مسلسل "ثمن عمري" التي تغنى بها الفنان نبيل شعيل، أداء جماعي جميل من قبل كورال الفرقة الموسيقية، أما المغني الشاب عبدالله خيرالله وزميله سعود الكبان، فتكفلا بغناء مقدمة المسلسل القطري "فايز التوش" التي رددها الجمهور، حيث كان لهذا المسلسل متابعون كثر في منطقة الخليج مع بداية تبادل الاعمال الفنية بين تلفزيونات المنطقة وهي من ألحان عبدالعزيز ناصر وكلمات الشاعر البحريني الراحل عبدالرحمن الرفيع المعروف بخفة دمه، لذا لم يكن اختياره لكتابة المقدمة من فراغ والمقدمة كانت من أداء الفنان الراحل عبدالعزيز جاسم والفنان غانم السليطي.
من كلمات الشاعر الغنائي عبداللطيف البناي وألحان عبدالله القعود، تغنى الشاب مساعد التتان بمقدمة مسلسل "زوارة خميس"، التي عرفناها بصوت المطرب محمد المسباح، والتتان موهبة غنائية صاعدة.
من المقدمات الغنائية كذلك والتي قام كورال الفرقة بالتصدي لها شارة مسلسل "عائلة الحاج متولي" للملحن ميشيل المصري، و"الأقدار" ومقدمة مسلسل "خان الذهب" للفنان العراقي المخضرم فاضل عواد وقدمتها المغنية العراقية الشابة رحمة رياض، ومسلسل "الجوارح" للملحن طارق ناصر، وكذلك مسلسل "العاصوف" من كلمات خلف الحربي ولحن ناصر الصالح وغناء راشد الماجد، بينما نجح كورال الفرقة الموسيقية بأداء جيد لمقدمة مسلسل "إلى أبي وأمي مع التحية" من كلمات عبدالأمير عيسى ولحن مرزوق المرزوق، في حين اسندت مهمة غناء شارة مسلسل "ليالي الحلمية" للمطرب محمد مقصيد، حيث جالت بنا كلمات سيد حجاب وألحان ميشيل المصري إلى "نازك السلحدار" صفية العمري و"سليم البدري" يحيى الفخراني و"سليمان غانم" صلاح السعدني، وعرفت هذه الشارة بصوت الفنان محمد الحلو، ثم حط المايسترو الدكتور خالد نوري، رحاله عند شارة الدراما السورية الاكثر شهرة "باب الحارة" بصوت عدنان الحلاق وتصدى لغنائها عبدالرحمن الدرباس، وهي من كلمات أسامة السعود وألحان سعد الحسيني، أما من كلمات عبداللطيف البناي وألحان يوسف ناصر فشارك في أداء جماعي مكون من ضحى الدوسري وعبدالله خيرالله وغنيمة العنزي وسعود الفايز ولجين العنزي وعبدالله الفضلي وأمينة العروج وسعود الكبان شاركوا جميعهم في أداء مميز لمقدمة مسلسل "خالتي قماشة"، كذلك من المقدمات الغنائية التي قدمت "يوم آخر" للشاعر صقر الكعبي ولحن الفيصل وغناء عبدالمجيد عبدالله، واسندت مهمة الأداء لفاطمة بودستور، شارة "خرج ولم يعد" التي كتبها عبداللطيف البناي ولحنها يوسف ناصر كانت من أداء خليفة العميري وشهد تقي وفاطمة بودستور وعبدالرحمن الرزيح ، مقدمة مسلسل "الغرباء" التي التصقت بذاكرتنا بصوت الراحلة رباب، وجدت المغنية الشابة غنيمة العنزي تفاعلا كبيرا مع ادائها الرائع وكتب كلمات المقدمة الشاعر عبداللطيف البناي ولحنها أنور عبدالله، بينما تشارك كل من خليفة العميري وفرح العنزي وأمينة العروج وعبدالرحمن الرزيح ومساعد التتان وعبدالله خيرالله في اداء مقدمة مسلسل "مذكرات جحا" التي كتبها الشاعر بدر بورسلي ولحنها مرزوق المرزوق وهي مسجلة بأصوات أبطال المسلسل ابراهيم الصلال وطيبة الفرج وعبدالله الحبيل وهدى حمادة وصالح حمد وخالد العبيد.
محمد الأسدي مطرب جيد تمكن باقتدار من تقديم وصلته الغنائية لشارة مسلسل "على الدنيا السلام" التي كتبها عبداللطيف البناي ولحنها أنور عبدالله، والجميل في الأسدي انه لم يقلد مطربها الرئيس الفنان محمد البلوشي إنما اعطى لنفسه هوية خاصة تعبر عنه.