أغيثوا… غزة

"حماس" تعلن النفير العام وتحشد أحرار العالم لـ"جمعة طوفان الأقصى": انفروا خفافاً وثقالاً

هنية: "طوفان الأقصى" فلسطيني القرار والتنفيذ.. و"القسام" لسكان عسقلان: غادروا

شركاء نتانياهو يخولونه تشكيل "حكومة حرب".. والبيت الأبيض: لا إرسال لقوات برية

غزة، عواصم - وكالات: دعت حركة "حماس" جماهير الشعب الفلسطيني وجماهير الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى النفير العام يوم الجمعة المقبل "جمعة طوفان الأقصى"، من أجل نصرة القدس والأقصى وغزة المجاهدة، مؤكدة أن "إعلان يوم الجمعة القادم، جمعة طوفان الأقصى، يوماً للنفير العام في عالمنا العربي والإسلامي وأحرار العالم، يأتي للتضامن مع شعبنا الفلسطيني ومقاومته"، قائلة إن "فلسطين وشعبها الصابر المرابط، تناديكم من قلب معركة طوفان الأقصى، فلبّوا النداء واحشدوا كل الطاقات، وانفروا خفافاً وثقالاً لنصرة القدس والأقصى وغزة المجاهدة".
وأضافت أن "المقاومة الفلسطينية، وفي مقدّمتها كتائب عزّ الدين القسّام، تسطّر أروع صور ملاحم البطولة والفداء ضد الاحتلال الصهيوني، دفاعاً عن الأرض والقدس والمسجد الأقصى المبارك، وذوداً عن كرامة المرابطات من حرائر فلسطين، وانتصاراً لأسرانا الأحرار وأسيراتنا الماجدات، نيابة عن الأمَّة قاطبة".
وشدت على "أيادي شبابنا الثائرين في عموم الضفة الغربية، في مدنها وقراها ومخيماتها المنتفضة، وحارات وأحياء مدينة القدس وساحات المسجد الأقصى للانتفاض والخروج في حشود هادرة، وزلزلة الأرض تحت أقدام الغزّاة الصهاينة وقطعان مستوطنيه، والاشتباك مع جنوده وجيشه الجبان في كل مكان، تأكيداً على وحدة المصير والمسار نحو القدس والأقصى وتحريرهما من دنس الاحتلال الصهيوني الفاشي"، مطالبة فلسطيني الداخل بالاحتشاد والمرابطة في المسجد الأقصى للمحافظة عليه وعلى إسلاميته ورسالته.
ودعت جماهير "أمّتنا العربية والإسلامية وجماهير شعبنا الفلسطيني في كل مكان وفي مخيمات اللجوء والشتات، إلى الزحف نحو حدود فلسطين في حشود ضخمة لنعلن فيها تضامننا مع فلسطين والقدس والأقصى، ومن حالت دونهم الجغرافيا فليحتشدوا في أقرب نقطة نحو القدس"، كما دعت "أحرار العالم للنفير تضامنا مع شعبنا الفلسطيني ونصرة لقضيته العادلة وحقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير".
من جانبه، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية أن معركة "طوفان الأقصى" التي أطلقتها الحركة ضد إسرائيل منذ يوم السبت الماضي "فلسطينية القرار والتنفيذ"، قائلا في بيان إن "هذا لا يقلل من قناعتنا بوجوب المشاركة والدخول في المعركة من كل أبناء أمتنا، وفي مقدمتها قوى المقاومة"، مضيفا أن الشعب الفلسطيني في غزة "أثبت من جديد أنه على مستوى معركة طوفان الأقصى التي دشنت مرحلة التحرير، وأثبتت قدرته على الصمود والتحدي واستعداده للتضحية"، معتبرا عملية "الدمار والوحشية التي تمارسها حكومة إسرائيل ضد غزة، تعكس النتائج المدوية التي أحدثتها ضربات القسام وفصائل المقاومة منذ بدء المعركة طوفان".
وبشأن الأسرى الإسرائيليين لدى "حماس" في غزة، ذكر هنية أنه تم إبلاغ كل الجهات أن الملف "لن يُفتح قبل نهاية المعركة، ولن يكون إلا بثمن تقبله المقاومة".
ومع دخول عملية "طوفان الأقصى" يومها الرابع أمس، أعلنت "حماس" أن كتائب القسام قصفت تل أبيب ومطار بن غوريون الإسرائيلي بالصواريخ ردا على استهداف المدنيين، إلا أن المتحدث باسم مطار بن غوريون نفى استهداف المطار بأي صواريخ، وقال إن العمليات مستمرة بالمطار.
وحذر المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" أبوعبيدة، عبر "تليغرام"، سكان عسقلان جنوب إسرائيل أمس، مشيراً إلى أن أمامهم حتى الخامسة بالتوقيت المحلي لمغادرة المدينة، قائلا إن ذلك يأتي "ردا على جريمة تهجير العدو لأهلنا وإجبارهم على النزوح من منازلهم في مناطق عدة من قطاع غزة"، بحسب تعبيره.
من جانبها، أظهرت صور انتشار الدبابات الإسرائيلية في نحو 20 موقعا قرب غزة، وزعم جيش الاحتلال أنه أعاد فرض السيطرة على حدود غزة في الساعات الأربع والعشرين الماضية، فيما نقل راديو جيش الاحتلال عن كبير متحدثي الجيش القول إن القوات تلغم الأجزاء المخترقة من السياج الحدودي لغزة، مضيفاً أنه لا مؤشر على وجود أنفاق تسلل عبر حدود غزة.
في غضون ذلك، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن أعضاء الائتلاف الحكومي المشاركين في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وافقوا على تشكيل حكومة جديدة تكون بمثابة "حكومة حرب"، قائلة إن أعضاء الائتلاف عقدوا اجتماعا بحثوا خلاله إمكانية تشكيل حكومة طوارئ لإدارة أمور الحرب، لافتة إلى أنهم وافقوا على تشكيل الحكومة، بمن فيهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
وكانت المعارضة الإسرائيلية أبدت استعدادها للدخول في مثل هذه الحكومة، وعقد نتانياهو اجتماعات بهذا الخصوص مع زعيم المعارضة يائير لابيد، ووافق زعيم حزب معسكر الدولة بيني غانتس، وزير الدفاع السابق على الدخول في "حكومة حرب"، لكنه اشترط ألا يقر الكنيست خلال فترة ولاية الحكومة أي قانون خارج موضوع الحرب.
ودعا عضو من اليمين المتطرف في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى ضم سياسيين معارضين للحكومة في إطار جهود إحلال الاستقرار، وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في تدوينة على وسائل التواصل الاجتماعي "حكومة طوارئ وطنية الآن!".
من جانبه، أكد البيت الأبيض أنه لا نية لإرسال قوات برية أميركية، قائلا إن الدفعة الأولى من المساعدات الأمنية في طريقها لإسرائيل، مضيفا أنه من المنتظر إرسال المزيد من المساعدات الأمنية الأميركية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، إن الولايات المتحدة تتوقع طلبات أمنية إضافية من إسرائيل، وستحاول تلبية كل ما تحتاجه في أسرع وقت ممكن، لافتا إلى أنه إذا احتجنا تمويلا دفاعيا إضافيا فسنطلب من الكونغرس، مشيرا إلى أن واشنطن يمكنها دعم إسرائيل وأوكرانيا في ذات الوقت.
وأكد أن الولايات المتحدة لا ترى دليلا دامغا حول تقارير أوردتها صحيفة "وول ستريت جورنال" على تورط طهران تورطا مباشرا، مؤكدا في تصريح لـ"العربية/الحدث" أن إيران متواطئة على الرغم من أن الولايات المتحدة ليس لديها معلومات استخباراتية أو أدلة تشير إلى تورط إيران المباشر، قائلا إن إيران دعمت منذ فترة طويلة "حماس" والشبكات الإرهابية الأخرى في أنحاء المنطقة من خلال التدريب على قدرات الموارد، وفق قوله.
وتابع أنه من الواضح أن إيران متواطئة ولكن فيما يتعلق بالأدلة المحددة على هذا النوع من الهجمات، لا، ليس لدى أميركا أي شيء، لافتا إلى أن قرار وقف إطلاق النار في غزة يرجع إلى إسرائيل، موضحاً أن الإدارة الأميركية تعمل بشكل وثيق مع المسؤولين الإسرائيليين للحصول على معلومات حول الرهائن الأميركيين لدى "حماس".
وتابع أن واشنطن تأكدت من أن عدداً من الأميركيين قُتلوا في الهجوم فيما لا يزال عدد آخر من المفقودين، داعياً "حماس" إلى إطلاق سراح جميع الرهائن على الفور ووقف أي هجمات ضد إسرائيل، زاعما أن بلاده لا تريد مزيدا من الضحايا من المدنيين الأبرياء من الجانبين، مشددا على أن الأمر سيترك للحكومة الإسرائيلية لاتخاذ القرارات المتعلقة في الرد.