الاثنين 30 سبتمبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

أفخاخ الـ"فيتكونغ" وشوارعنا!

Time
السبت 10 يونيو 2023
View
11
السياسة
أحمد عبدالعالي بوعباس

لا أعلم لماذا ورد في ذهني الأفخاخ والمصائد التي كانت تعدها وتصنعها قوات جبهة الـ"فيتكونغ" لمقاومة الجيش الأميركي في حرب فيتنام، أثناء تأملي بأزمة قضية حفر شوارعنا، ومعها تكسر سياراتنا وعظامنا، وضياع أرواحنا.
استحضاري لحرب فيتنام هو لكمية العداء والشراسة، وانعدام الضمير والوحشية في نفوس أولئك المقاولين الفاسدين الذين لا يشبعون من نهب أموال وثروات الدولة، في مقابل تجهيز حفر تقتل المواطنين والمقيمين، بسبب غشهم الدائم في سفلتة الشوارع التي تتكسر وتتشقق من قطرات مطر.
فهم يتعاملون مع البشر الذين يعيشون على هذه الأرض وكأنهم عدو، وبيننا وبينهم ثأر، ويتعاملون مع المناقصات وكأنها غنائم حرب يكسبونها ضدنا، وليس عندهم أي مشكلة في قتلنا مقابل استمرارهم نهب البلد، وتخريب شوارعها، جهارا نهارا، بلا أي رادع لهم ولا حسيب ولا رقيب حازم يقطع دابرهم.
نحن هنا لا نلوم هؤلاء فهم مجرد جراثيم وجدوا بيئة مناسبة لنموهم، وبقائهم.
نحن نلوم كل وزير ومسؤول سكت عنهم، وظل يسلمهم المناقصات الواحدة تلو الأخرى، دونما أي إكتراث ليس فقط بأموال الدولة، بل حتى أرواح مواطنيها، فكم أسرة فقدت عزيزا، أو أصيب أحد أفرادها بعجز كلي أو عاهة مستديمة؟ هؤلاء كلهم لو في دولة أخرى لتم سحلهم في الشوارع عقابا على أفعالهم المتكررة. عندما نرى هذا التعاون العجيب والدائم بين مجرمين ومسؤولين مهملين، وبعضهم متواطئ، لا نرى سوى جريمة منظمة ضد البشر، ولا يوجد حتى اليوم اي رادع لهم، ولا عقاب يشفي جراح ضحاياهم.
وعلى الصعيد المادي نرى الجميع زبائن دائمين لمحال الإطارات، وورش السيارات، وتغيير الزجاج، فمن يعوض المواطن هذه التكاليف الباهظة، التي لا تتوقف، بل وتزيد بسبب هذه الشوارع القاتلة؟
من يعوض توجه المواطن لشراء سيارات رباعية الدفع، وكأنه يعيش في غابة أو صحراء، أو ساحة قتال لحماية نفسه واطفاله من آثار شوارعنا المدمرة؟
الى متى سيظل المواطن ضحية لمصائد هؤلاء المجرمين، في ماله وسلامته، متى ستتم معاملة هؤلاء على مستوى جرمهم المشهود، فهؤلاء لا يقلون إجراما عن أي غاز، أو معتد على دولتنا، وتجب محاكمتهم محاكمة علنية بأقصى سرعة؟
نطالب الحكومة التي اعلنت توجهها الإصلاحي الذي تنادي به ليلا ونهارا، باعتبار كل من راح ضحية بسبب الغش في البنية التحتية، وفساد المقاولين في سفلتة الشوارع ان تعتبره شهيدا، ويسجل في مكتب الشهيد.
وكل من أصيب اصابة جسيمة يجب أن يتم تعويضه ماديا ومعنويا بقرار عاجل يخفف آلام هؤلاء الضحايا وأسرهم المنكوبة.
وأن يتم إنشاء لجنة لتعويض كل مواطن ومقيم تدمرت سيارته او ممتلكاته بسبب تلك الشوارع الفاسدة وبصفة فورية، من غير إجراءات اللجوء للقضاء، والتي قد تطول، وذلك تجنبا لدعوة مظلوم ستطال كل فاسد تسبب في خسائرهم، ومقصر في تعويض الناس عنها، وليتم حجز أموال وأصول تلك الشركات وأصحابها في سبيل ذلك.

كاتب كويتي
آخر الأخبار