أقسم بالله

علي جابر الأحمد

من الملاحظ تزايد الذين يرددون القسم على كل كبيرة وصغيرة، وفي كل سالفة وموضوع من جميع افراد المجتمع، بما فيهم ممثلو الشعب ومسؤولو الحكومة، وهو أمر لا يجوز شرعاً ولم ننطق به بالسنين الماضية إلا بالحق.
فهل انعدمت الثقة بين الناس ليصبح القسم بالله فقط لإدخال الطمأنينة من ناحية، أو للتهديد من ناحية ثانية بصدق الكلام وتضليلهم في ما نقول بغير حق، والله سبحانه وتعالى قد ذم من يكثر الحلف والقسم به، وقال تعالى:" ولا تطع كل حلاف مهين"(صدق الله العظيم).
لذلك ندعوكم إلى حفظ أيمانكم ولا تضعوا القسم واليمين في غير محلهما كما أمركم رب العزة والجلالة، قال تعالى" وانه لقسم لو تعلمون عظيم"( صدق الله العظيم).
* * *
ذو وجهين
منقول من أطراف لهم علاقة ببعض النواب الحاليين والقدامى يشهدون أن الآخرين وبمطالبتهم العلنية بالعفو هو عكس حقيقة أمانيهم التي ترفض العفو بجميع أشكاله.
والملاحظة الملفتة للنظر في السنوات الأخيرة زيادة من هم ذو وجهين الذين تتغير آراؤهم من وقت الى آخر وفق المصالح والأوامر والمواقف، وهذه ليست الملاحظة الوحيدة الملفتة للنظر، بل كثيرة هي الملاحظات والحريات المؤسفة التي ليس لها سقف وكانت سببا بتدمير أخلاق المجتمع، كالنفاق والمجاملة الزائدة، والنميمة، وسوء النوايا وغيرها الكثير.
فهل هي موجة أم هوجة أو لوثة تصيب عقول بعض البشر؟
كما اتسعت دائرة من أعوجت ألسنتهم وانحرفت عن حسن الكلام وطيب المفردات التي تزخر بها لغتنا العربية الى أسوأ الكلمات وأدناها وما هو سبب ذلك؟
هل هي عدم التربية أم عدم مساءلة الحكومة لهم، أم الأجهزة الحديثة التي نشرت كل ما هو مخالف للعادات والتقاليد، أم بسبب ما يفترض أن يكونوا هم القدوة ومنهم تشربت الفئة التي بدأ يزداد عددها حتى وصلت تلك اللوثة الى البعض من هذا الجيل، وتطاوله بشكل سافر على كل من يخالفه الرأي من دون مراعاة للسن والمقام؟
تصرفات مخجلة، ومشينة، وهمجية هذا ونحن ندين بالإسلام الذي هو دين الأخلاق والتسامح.
فالأخلاق يا من إعوجت ألسنتهم وانحرفت عن حسن الكلام هي من أهم القيم التي يجب توافرها في المجتمع، والتي تساعد على بنائه لا هدمه، وتطويره لا تخلفه، وتقويمه لا اعوجاجه.
كما ان الاسلام حض على التخلق بالاخلاق الحسنة والطيبة، قال الرسول، عليه الصلاة والسلام:" ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق".
فالأخلاق الحميدة هي من أهم الاسباب التي يساعد وجودها علي انتشار المحبة والمودة والألفة، وانتهاء العداوة والحقد، فهي مجموعة من القيم والمبادئ، وهي أساس صلاح الافراد، فاذا صلح الفرد صلح المجتمع.
قال أحمد شوقي:
"صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوم النفس بالأخلاق تستقم"
وقال أيضاً:
"إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا"
علماً أنني متأكد من أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ومن بعدها أشعار شوقي لن تنفع مع تلك الفئة التي لا تصون لسانها ولا تحفظ كيانها، وأخيرا نطلب من الله عز وجل لنا ولهم ولكم الهداية.
* * *
سقط أم نجح؟
مقولة سقط أو انتهى سياسياً جملة قديمة يطلقها السادة النواب على الوزير عند مرحلة طرح الثقة فيه، وهي فعلياً لا تمثل الواقع لعدم تحقيق أمانيهم، بل يستمر على درجته نفسها كوزير، وكسب المزيد من الثقة بتعيينه بمكان أكثر أفضلية وملاءمة لكسب التميز والارتياح معاً.
لذلك عليكم أيها السادة أن تلغوا هذه الجملة من قاموسكم لأن من تعتقدون انه انتهى سياسيا قد نجح بدرجة امتياز ومرتبة الشرف والبقية تأتي...
* * *
الذكرى تنفع المؤمنين
نذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين، وبالذات المسؤولين أصحاب القرار، بكشف مزوري الجنسية، ومزوري الشهادات العلمية، ومزوري الاعاقة، أو نشر المبررات التي تمنعكم من ذلك.
والشعب بانتظار القرار والمواجهة أشجع من الفرار.