الأربعاء 07 مايو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة   /   كل الآراء

أقسم بالله إنه العار بعينه

Time
الثلاثاء 06 نوفمبر 2018
View
5
السياسة
سعود السمكة

أحد قرائي الأعزاءعلى قلبي، الأخ الفاضل عبدالسلام العوضي «ابوفيصل»، استفزني لأكتب هذه المقالة:
ينتشر خبر عن عطلة رسمية لجميع المؤسسات والقطاعات العامة والخاصة بالدولة تحت تبرير «سوء الاحوال الجوية»، والحقيقة الاحوال الجوية هي أمطار خير، كنا نتمناها في مثل هذا الموسم من كل عام، والسوء ليس بسبب الأحوال الجوية، بل السوء في غياب الاستعدادات والفساد الاداري، فبلد مثل بلدنا متواضع في سعته المكانية وفي تعداده البشري، وما يملكه من امكانيات مالية ومعدات قادرعلى ان يمتص ما هطل من امطار خير اضعاف اضعاف ما حصل خلال اليومين الماضيين، لكن للأسف، لأننا أصبحنا نعاني من انعدام المسؤولية وتعطيل قوانين ولوائح الثواب والعقاب، أصبحنا ضحايا لهذه الثقافة، ونبرر إهمالنا وفسادنا بمفاجآت الاحوال الجوية، فاذا اردنا ان نصدق مثل هذا التبرير الكاذب، ونقول ما حصل بسبب الاحوال الجوية، ولقد حصل ما حصل، فكيف نبرر غياب الصيانة وعدم توفير المياه الصالحة للشرب كل عام لابنائنا في المدارس، فهل هذا الغياب بسبب الاحوال الجوية؟
ان الذي يسمى سوء الاحوال الجوية، وذلك الذي يحدث بقوة وسرعة تفوق استعدادات الدول، كالرياح التي سرعتها مئات الكيلو مترات، وكميات امطار تصل الى آلاف المليمترات، اما حين تكون أمطارا موسمية عادية فإن من العيب والعار ان نسميها سوء الاحوال الجوية، فنكون قد رمينا هذا الخير الذي ننتظره كل عام، وفي هذا الموسم بفارغ الصبر وندعو الله ان يغيثنا في صلواتنا من أوساخنا واهمالنا وفسادنا ثم نشكو قلة الحيلة!
انه الاهمال أيها السادة، انه الفساد يا من تنامون في العسل، يا ايها المسؤولون في وزارة الاشغال، انه غياب الروح المسؤولة وامان من العقاب، انه تعطيل القوانين وتسيب في الرقابة، انه الفساد في مشاريع البنى التحتية، اننا ندعوكم لتروا بأم اعينكم كم هو اهمالكم وعدم متابعتكم لمشاريع البنى التحتية في المناطق الجديدة/ كضواحي جنوب السرة وغيرها، حين تحولت شوارعها التي لم يمض عليها عشر سنوات حفرا ومطبات تسببت في تعطيل وتدمير الكثير من المركبات، وانتم أيها المسؤولون وكأن الامر لا يعنيكم، حيث مشاريع هذه الضواحي تتقاذفها أيادي المقاولين بالباطن، امام سمعكم ونظركم، حتى تصل الى ادنى الاسعار ليصبح التنفيذ بالحد الادنى من الجودة، وبالتالي لا يمضي عليه سوى فترة زمنية محدودة، اقل بكثير من عمرها الافتراضي، حتى تتهالك.
ان العيب فيكم والاهمال منكم، والفساد يسكن عندكم، وأما الاحوال الجوية فهي منكم براء، براءة الذئب من دم يوسف، ولو انكم من الذين حباهم الله بضمائر حية، وقلوب مؤمنة بوطنها ومجتمعها، وتهمها سلامة الامة، من اطفال ونساء وكبار السن، لما حصل ما حصل، فمثل هذه الامطار لا يمكن ان ينتج عنها هذا الخراب، لو ان لدينا حدا أدنى من الاستعداد للموسم، لكن، للاسف، لان مبدأ العقاب والثواب ما زال يغط في نوم عميق، فإن العذر لدى المسؤولين في الجهات المتخصصة في علبة جاهز مكتوب عليها «سوء الاحوال الجوية»!
لكن الى متى، الى متى وهؤلاء المسؤولون مشمولون بغطاء الحماية من الدولة؟
المطلوب اليوم من مجلس الوزراء، وعلى رأسه سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، الذي نحن على ثقة بأنه حريص على اموال الناس، وأرواحهم، ومساكنهم التي تضررت، أن يبادر على الفور الى إقالة كل مسؤول سواء في وزارة الاشغال أو في جهة اخرى ذات صلة بما حصل، ويكفي الى هذا الحد من الاستهتار بالمسؤولية.
اقسم بالله إنه العار بعينه أن يحدث هذا في الكويت، بينما هناك دول فقيرة يحدث فيها اضعاف الاحوال الجوية التي حدثت لدينا من دون ان تتأثر شوارعها، لذلك آن الاوان لان تتحرك الحكومة وتضع حدا لهذا التطاول على المسؤولية، وليكن ما حدث نقطة بداية لمواجهة فساد الاهمال.
فيا أيها المسؤولون المهملون لا تلقوا أوساخكم على الاحوال الجوية، فهذه الاحوال خير وبركة من السماء، نتمناها في كل سنة من هذا الموسم.
آخر الأخبار