طلال السعيدالحديث الدائر بين الناس بقوة هذه الأيام عن خبر منشور في الصحافة المحلية عن إنشاء أكاديمية للقيادات، يدخلها أبناء الأسرة لتأهيلهم للقيادة مستقبلا، وما أثار الناس هو أن الفكرة مصدرها تنظيم الاخوان المسلمين، أو أسندت إلى تنظيم "الاخوان لتنظيمها"، وهنا موضع العجب فما الذي سوف يتعلمه أبناء الأسرة من "الاخوان"؟الأمر الآخر المهم هو أن الأكاديمية الحقيقية التي يجب أن يدخلها أبناء الأسرة هي أكاديمية الكويت بكل ألوان الطيف فيها، حضرها وبدوها، شيعتها وسنتها، في كل مناطقها. دعوهم يعايشون الناس ويشعرون بشعورهم، ويعانون معاناتهم، يفرحون لفرحهم، ويحزنون لحزنهم. يشاركون الناس همومهم وأفراحهم، ويعرفون الناس ويتعرفون إليهم، هذا يباركون له، وذاك يواسونه، والآخر يعاونونه، والأهم الكرم، فليس للبخيل صديق، وليس للكريم عدو، فالكويت، بما لها وما عليها، هي المدرسة والأكاديمية، فقد تعلم فيها وتعلم منها كثيرون، خصوصًا من كان عنده استعداد للتعلم، أما الذي لا ينتبه لجلوسه في بيته أفضل!المسألة ليست مسألة عسكرية تتعلم في الميدان النظام المنضم والمسير، فهذا لا ينفع، وليس كل ما يتم تعلمه في الأكاديميات يصلح لحكم بلد، فأفشل البلدان هي التي يقودها العسكر، وأشهر القادة هم الذين قيادتهم بالفطرة، فمن منا لا يتذكر عبدالله السالم، وقبله مبارك الكبير الذي اجتاز بالكويت مراحل صعبة جدا، ووقع الاتفاقية المشهورة، وهو لم يكن خريج أكاديمية؟ ومن منا لا يعرف زايد بن سلطان وإنجازاته، ومن منا لا يعرف عبدالله بن عبدالعزيز وإنجازاته، وكل من الأسماء التي ذكرناها فاقت شعبيتها الآفاق، فأي أكاديمية تخرجوا منها غير أكاديمية الحياة التي هي المحك الحقيقي؟لكن كلهم رضعوا من صدور أمهاتهم ولم تربهم فلبينية، لكنهم تربوا على المجالس التي هي أفضل المدارس، فلا يكفي أن يكون الحاكم حاكما خلف مكتبه فقط، بل يجب أن يكون وجها لبلده.المشكلة حين يوكل الأمر لغير أهله، مثل تنظيم "الاخوان"، وكل "معازيبنا" لديهم من "اخوياهم" الثقات من يصلح لأن يكون أكاديمية بحد ذاته، وهذا ما سار عليه أسلافنا رحمهم الله...زين.
[email protected]