أمبر هيرد: التخلي عن المحاولة أسوأ من السقوط

لم يوقف مسيرتها انفصالها عن نجم هوليوود جوني ديب، إثر مشكلات أسرية وتعدٍّ عنيف عليها، بل تمكنت الفنانة الشابة أمبر هيرد أن تمضي قدما في حياتها، وها هي اليوم بعد عامين تقريبا من الطلاق تحقق نجاحا كبيرا في السينما، إذ بلغت إيرادات فيلمها الأخير "Aquaman"، نحو 152 مليون دولار خلال أسبوع واحد في عدد من دول أوروبا وآسيا وأميركا.
أمبر الثائرة المتمردة تعرف أشكالها من الطيور، وقد أبدت اعجابها الشديد بالفتيات والنساء الثائرات ضد العنف الجنسي والاغتصاب، أمثال الناشطة الأميركية ذات الاصول الفلسطينية ياسمين مجلي، أستاذة القانون في جامعة ستانفورد ميشيل دوبير، التي ساندت إيميلي دو في قضية الاغتصاب المعروفة باسم قضية ستانفورد، وقالت: "هؤلاء النساء جديرات بتسليط الضوء عليهن، وأنا أتواضع أمامهن".


هيرد تحدثت مع مجلة "غلامور" عن أحدث أفلامها "رجل الماء" أو "Aquaman"، موضحة أنها تؤدي فيه دور الملكة المحاربة "ميرا" ذات الشعر الناري، وقالت: "لاشك أن أفلام البطلات الخارقات لها مصاعب مهنية من رفع الأثقال والتدريب على الفنون القتالية، والتدريبات القاسية في مواقع التصوير".
وأوضحت: "أنت مضطرة إلى استخدام ذكائك الحاد وأنت معلقة على ارتفاع 25 قدماً في الهواء، فما حولك قليل الشبه بما سيظهر بعد ذلك عندما يكتمل تصوير الفيلم، كل ذلك مصحوبا بالأكشن، الذي يتم تحت الماء مع أسماك القرش المتأهبة للافتراس".
بعد ثمانية أشهر من التصوير كان على أمبر أن تحشر نفسها في ثوب "ميرا" السمكي وعن ذلك قالت: "لا أحد يتمنى ارتداء ذلك الثوب الضيق".
بدأت هيرد العمل مبكراً فقد عاشت خارج أوستن، ولم تكن أسرتها تمتلك الكثير من المال، وعندما أرادت الاشتراك في مسابقات الجمال، اضطرت للعمل حتى تدبر المال اللازم للترويج، وهي تعترف أن مسابقات الجمال غريبة... "أشك في موضوعيتها".
كان والدها ديفيد يعمل في مجال الإنشاءات ويركب الخيل في وقت فراغه وتقول أمبر عن تلك الفترة: "عندما بلغت 12 عاما ناضلت حتى أستقر على ظهر الجواد"، وفي سنوات المراهقة شعرت بالملل من أخلاق المحافظين وأصبحت عنيدة ونباتية، "وكان أمامها الكثير لكي تثور ضده، وعملت عارضة أزياء وأنهت دراستها الثانوية مبكراً وفي سن السابعة عشرة اتجهت إلى لوس أنجليس لأداء أول تجارب الأداء في أدوار الفتاة المثيرة والمتحررة، وتتذكر أنها كانت تقضي وقتا طويلا تستقل فيه باص المدينة وتجلس في المقعد الخلفي وتستمتع بالرحلة. ولعبت عدة أدوار سينمائية منها صديقة لاعب كرة وأدوار جاسوسة دولية وقاتلة مع كيفن كوستنر ومراسلة صحافية لنيويورك تايمز.
وتطرقت أمبر إلى حياتها الخاصة، ذاكرة أنها واعدت رجلا انطلقت شهرته قبل أن تولد، وهو الممثل الشهير جوني ديب في العام 2009 في موقع تصوير فيلم "يوميات روم" وبعد 6 سنوات تم زواجهما في بيتهما في لوس أنجليس، ثم في حفل زفاف أسطوري في الجزيرة الخاصة لديب في البهاما... لكن الواقع لم يكن كذلك، ففي عام 2016 وبعد 15 شهراً من الزواج انفصل نجم فيلم "قراصنة الكاريبي" ديب عن أمبر هيرد، وسط مزاعم بحدوث عنف منزلي. وفي العام 2017 وافق ديب على أن يدفع لأمبر سبعة ملايين دولار كتسوية طلاق تبرعت بها أمبر لاتحاد الحريات المدنية الأميركية ACLU ومستشفى الأطفال في لوس أنجليس. وظل ديب ينكر اتهامات الاعتداءات المنزلية بإصرار.
هيرد معروفة بأنها لا تفقد الأمل، لادراكها أن المعارك لا يتم الانتصار فيها بين عشية وضحاها، وأن السياسيين ليسوا جميعهم أبطال أو أشرار، ولأنها تتمتع بشخصية قوية فقد نهضت مجددا من اليأس والمرارة، واستعادت نشاطها لاستكمال مسيرتها الناجحة.
وبسؤالها في اللقاء عن أسماء أشخاص معجبة بها، ابتعدت إجابتها عن الممثلين والممثلات وتحدثت عن الناشطة الأميركية من أصل فلسطيني ياسمين مجلي التي نقلت حركة "أنا أيضا" أو "Me To"، إلى الضفة الغربية. كما تدعم ميشيل دوبير أستاذة القانون في جامعة ستانفورد، التي وقفت مساندة لإيميلي دو في قضية الاغتصاب المعروفة باسم قضية ستانفورد، وقالت: "مثل هؤلاء النساء جديرات بتسليط الضوء عليهن، وأنا أتواضع أمامهن وأريد إلقاء الضوء عليهن وإعطائهن الفرصة ليعبرن عن أنفسهن".
هيرد لا تخشى أن يتحول الجمهور عنها، بزعم أنه لا يريد ممثلة تتحول إلى ناشطة أو إلى داعمة للمرشحات، وقالت عن الأمر: "عليك أن تظل متمسكا بالبقاء على ظهر حصانك، فأسوأ شيء ليس السقوط من على ظهر الحصان ولكن الأسوأ هو التخلي عن المحاولة".
جدير بالذكر أن فيلم "رجل الماء" من بطولة أمبر هيرد وكل من الفنانين جيسون موموا، نيكول كيدمان، وليام دافو، وباتريك ويلسون، وتدور أحداثه حول الأبطال الخارقين، عن قصة "أرثر كوري" الذي يكتشف امتلاكه قدرات خارقة تجعله يتحكم في الماء، ليكتشف انحداره من مملكة أتلانتا الخيالية، ويحاول إيقاف قوى شريرة تريد تدمير المملكة.