طلال السعيدمخطئ من يتصور أن أمن الكويت مرتبط في شرطي الداخلية أو جندي الجيش أو عسكري الحرس الوطني أو حتى برجل الإطفاء، فأمن الكويت مرتبط بكل مواطن صغيرا كان ام كبيرا، فلا خير بشعب لايستطيع ان يحمي وطنه، ولا خير في وطن لم يزرع حبه في قلوب شعبه رغم كل مايقدمه، وسوف يفاجأ كل من يحاول زعزعة أمن هذا الشعب الهادئ المسالم بانفجاره في وجهه كالبركان، وسوف تكون المواجهة الحقيقية بين أهل الكويت وبينهم قبل المواجهة مع الجهات الرسمية.
هذا ما جبل عليه أهل الكويت منذ الأزل وسوف يستمرون عليه الى أن يرث الحق عز وجل الارض ومن عليها، فقد ينشغل كل منا في همّه ولكن عند الضرورة تجدنا كلنا جنودا مجندين، فلا يتصور احد مهما بلغ عدده وعدته و عتاده اننا سنترك جنودنا مكشوفي الظهر نهائيا، حتى ان سكتنا فترة واكتفينا بالمعالجة الرسمية للأحداث فترة اخرى، فهذا لايعني بأي حال من الأحوال ان شأن بلدنا لايهمنا ولايتصور الاخرون انهم في الساحة وحدهم؛ فليسأل كل منهم نفسه: هل باستطاعتهم مواجهة اهل الكويت الذين يهمهم أمن واستقرار بلدهم؟ كثيرون هم أولئك الذين لم يقرأوا بتمعّن تاريخ الكويت ولا يعرفون سر علاقة الحاكم بالمحكوم في هذه الارض الطيبة، ويتصورون انهم يستطيعون النفاذ بينهم متناسين ماجرى بالامس القريب حين كان قرار المواجهة شعبيا، قبل ان يكون رسميا للوقوف في وجه حراك الربيع العربي الذي أسموه ظلما وعدوانا الحراك الشعبي، بينما الحراك الشعبي الحقيقي هو الذي تمثل بالتفاف اهل الكويت حول قيادتهم في موقف تاريخي مشهود وليس بجديد، فالموقف متوارث بين الأجيال و يتكرر كلما دعت الحاجة.قد يجهل البعض الكويت وطبيعتها وطبيعة أهلها وطبيعة علاقة الحاكم بالمحكوم ،وطبيعة علاقة المحكوم والحاكم بالوطن، فليعلم كل هؤلاء أن المسألة ليست ولاء وانتماء فقط؛ بل هي اكبر من ذلك بكثير فهي ارتباط طويل، عمره عمر الزمن، ضاربة جذوره في اعماق هذه الارض لايمكن خلعه؛ ومحبة صادقة لا تنفصم عراها، تزداد مع الايام قوة ومتانة، فالكويت هي أهلها وأهل الكويت هم الكويت هذه حقيقة هذا الكيان الذي لايعرفه كل طارئ ووافد، و كل من يحاول الإضرار بهذا الوطن للتكسب من اجل مصالح خاصة او ادعاء مواطنة، نقول لكل من يعنيهم الامر، وكل من يحاول ان يجد له مكانا على خارطة الكويت بالتزوير والكذب والبهتان، لاتختبر اهل الكويت؛ فأمن الكويت بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت...زين.