طلال السعيدعمر الفاروق، رضي الله عنه وأرضاه، أمير المؤمنين، يقول: "أميتوا الباطل بتركه"، بمعنى اتركوا الباطل ولا تعطوه فوق ما يستحق فيموت،فالمؤسف حقا أننا تداولنا الباطل فيما بيننا حتى جعلنا للباطل أهمية وساهمنا بنشره ولفتنا النظر اليه واقصد بذلك المسلسل سيئ الذكر الذي أثار غضب الرأي العام الكويتي حتى أصبح قضية اليوم.المسلسل لايستحق كل هذا الاهتمام ويجب عدم الالتفات نحوه وتركه ولكنه نجح باستفزاز الناس، فأصبح قضيتهم، وهذا في حد ذاته، حقق نجاحا لم يكن يحلم به من أنتجه، فقد أصبح حديث الناس في منطقة الخليج كلها، وليس الكويت فقط وصب بعض أعضاء المجلس جام غضبهم على وزارة الإعلام الكويتية متصورا أن الوزارة تستطيع ايقافه، وهذا شبه مستحيل فلا هو إنتاج كويتي، ولم يصور بالكويت، ولا دخل للوزارة فيه ولا سلطة لها عليه حتى توقفه أو تمنعه هذا ما يجب أن يعرفه الجميع.وبدلا من إضاعة الوقت في كلام غير مجدٍ، فما الخطوات العملية التي يجب أن تتخذ تجاه مثل هذا العمل الذي يقولون إنه أساء للكويت وأهلها فالأعمال الإعلامية يرد عليها بأعمال إعلامية مثلها تظهر الوجه المشرق للكويت وتعكس الصورة الحقيقية للمجتمع الكويتي التي نود أن يراها القريب والبعيد، فما الذي قدمته وزارة الإعلام او ماهي أعمال تلفزيون الكويت.ومن الاساس كان يجب أن تكتب جنسية كل ممثل الى جانب اسمه كأن يقال الفنان العراقي او البحريني او اي جنسية أخرى ليعرف من الذي يمثل الكويت. نحن نفوق الآخرين "بالتحلطم" وكثرة الهرج والمرج، والمقدم ما يجب تقديمه ثم نتابع ما تعرضه القنوات الفضائية ونطالبها بإيقافه وهي تضاعف أعداد مشاهديها على حسابنا متناسين أن الحياة لاتتوقف عندنا بينما نملك أسلحة إعلامية قوية ومؤثرة ولكننا لم نحسن استغلالها ونحارب الكفاءات، ونبخل عليها ونحسدها ونضيق عليها حتى هربت منا، وفي الوقت نفسه نطالب الاخرين بمراعاة خصوصيتنا متناسين ان القوي فقط هو الذي يُحترم ويُسمع كلامه.لدينا من الكفاءات الاعلامية من كتاب ومهرجين وممثلين من يستطيعون سحب البساط من تحت مثل ذلك المسلسل وغيره اذا أعطيت لهم الفرصة، وتوفر لهم الدعم ولكننا انشغلنا بلعن الظلام ولم نشعل شمعة.لاتنتظر من أحد أن يوقف مثل هذا المسلسل من أجل سواد عيونك مالم يشعر بقوتك والقوة متوافرة عندنا ولكنها معطلة أو لانحسن استخدامها في مسلسلات درب الزلق والاقدار ورقية وسبيكة، وخرج ولم يعد، غزونا كل شاشات التلفزيون في المنطقة وفرضنا ثقافتنا ولم نسئ لأحد، فهل نعجز عن إنتاج مسلسل قوي مؤثر يظهر الوجه الحقيقي لنا ويرد على مثل تلك الادعاءات؟ هكذا يجب أن يكون التفكير...زين.
[email protected]