أمير قطر يدعو لعدم استغلال مأساة الزلزال في سورية لأغراض سياسية

الدوحة، عواصم - وكالات: أعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد أمس، عن استغرابه لتأخر وصول المساعدات الإنسانية لضحايا الزلزال في الشمال السوري الأكثر تضررا، داعيا إلى عدم استغلال المأساة الإنسانية لأغراض سياسية، كما دعا إلى التضامن مع تركيا لتجاوز آثار الكارثة.
وخلال افتتاحه مؤتمر الأمم المتحدة الخامس للدول الأقل نموًا، والذي تستضيفُه الدوحة تحت شعار "من الإمكانات إلى الازدهار" بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وعدد من رؤساء الدول النامية وكبار المسؤولين في الأمم المتحدة، أكد الشيخ تميم أنه لا يمكن حل أزمة الأمن الغذائي عبر المساعدات الإنسانية الطارئة والمعالجات المؤقتة فقط، مشددا على المسؤولية العالمية مشتركة في مواجهة تحديات الأمن الغذائي والتغير المناخي وأزمة الطاقة.
وأعلن عن تقديم مساهمة بقيمة 60 مليون دولار منها 10 ملايين لدعم برنامج عمل الدوحة للدول الأقل نموا، و50 مليونا لدعم النتائج المتوخاة للبرنامج وبناء القدرات لصالح الدول الأقل نموا، داعيا إلى دعم دولي واسع لبرنامج عمل الدوحة لتحقيق التنمية المطلوبة في الدول الأقل نموا خلال العقد القادم.
من جانبه، أكد غوتيريش أن الدول الأقل نموا عالقة في موجة من الأزمات وانعدام اليقين والفوضى المناخية والظلم العالمي التاريخي، وغير قادرة على اللحاق بالتغيرات التكنولوجية السريعة، محذرا من أن النظم في الدول الأقل نموا وصلت حد الفناء في الرعاية الصحية والتعليم والرعاية الاجتماعية والبنى التحتية وخلق الوظائف، مشيرا إلى أن النظام المالي العالمي المنحاز ظلم هذه الدول ظلما بينا، والتي باتت تواجه نسبة فائدة تفوق الثمانية مرات المقدمة للدول المتقدمة.
وأوضح أن 25 من الاقتصادات النامية تنفق نحو 20 في المئة من دخلها لسداد فوائد الديون، مضيفا أن الدول الأقل نموا بحاجة لثورة في الدعم المقدم لها في ثلاث مجالات رئيسية، هي المساعدات الفورية لإنقاذ أهداف التنمية المستدامة وتقديم حزمة حوافز لأهداف التنمية المستدامة وتوفير نحو 500 مليار دولار سنويا للدول النامية.
ودعا إلى ضرورة إصلاح النظام المالي العالمي، مطالبا المؤسسات المالية الدولية بابتكار السبل لتوفير التمويل، مشددا على ضرورة الوفاء بوعدها في توفير 100 مليار دولار لصالح الدول النامية، معلنا عقد قمة في سبتمبر المقبل للطموح المناخي، وستكون فرصة للدول والشركات ومنظمات المجتمع المدني للانتقال من الأقوال الى الأفعال في تقليص الإنبعاثات إلى الصفر وتحقيق العدالة المناخية لكل سكان العالم.
بدوره، ثمن رئيس مالاوي رئيس مجموعة البلدان الأقل نموا لازاروس شاكويرا، تقديم قطر مساهمة مالية بإجمالي 60 مليون دولار أميركي لدعم تنفيذ أنشطة برنامج عمل الدوحة لصالح أقل البلدان نموا، ودعا الشركاء الدوليين لأن يحذو حذو قطر، قائلا: "كلي ثقة بأن شركاءنا الإنمائيين سوف يستجيبون بالدعمين الفني والمالي المطلوبين بنفس الطريقة التي قامت بها قطر"، مضيفا أن مرحلة جديدة معاصرة حلت فيها التعاون الدولي متعدد الأطراف والتعاون بين الدول التي تساعد بعضها البعض على قدم المساواة، ظرف اليوم.
وطالب بأن تشارك أقل البلدان نموا في المضي قدما على مسار تعزيز الزخم، مشيرا للدروس المستفادة من تنفيذ البرنامج السابق لبرنامج الدوحة، والذي شكل ركيزة ضمن جهود الأسرة الدولية لتنمية وتطوير مجموعة البلدان الأقل نموا وإخراجها من براثن الفقر وتأهيلها للاندماج بقوة في عجلة الاقتصاد الدولي.