الدولية
أميركا: إيران تستغل الفوضى وتنقل صواريخ باليستية سراً إلى العراق
الخميس 05 ديسمبر 2019
5
السياسة
بغداد - وكالات: كشف مسؤولو استخبارات أميركيون أمس، أن إيران استغلت حالة الفوضى الحالية في العراق لبناء ترسانة سرية من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى في البلاد، ضمن جهود موسعة لزعزعة استقرار الشرق الأوسط وبسط نفوذها.ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن المسؤولين قولهم، إن "تلك الصواريخ تشكل تهديداً لحلفاء الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل والسعودية، وقد تعرض القوات الأميركية للخطر". وأضافوا ان إيران "تنخرط في حرب خفية وتضرب دولاً في الشرق الأوسط، لكنها تخفي أصل تلك الهجمات لتقليل فرص إثارة رد أو تصعيد القتال".ولم يحدد المسؤولون نوعية الصواريخ التي نقلتها إيران إلى العراق، لكنهم أشاروا إلى أن مداها ربما يصل إلى 600 ميل، ما يعني إمكانية وصولها إلى القدس إذا أطلقت من بغداد.وفي سياق آخر، قالت النائب الديمقراطي عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي إليسا سلوتكين، إن "العراقيين لا يريدون أن يقودهم الإيرانيون، لكن لسوء الحظ، بسبب الفوضى والارتباك في الحكومة العراقية، فإن إيران هي الأكثر استعداداً للاستفادة من الاضطرابات الشعبية".من ناحية ثانية، استمرت التظاهرات في محافظة ذي قار، وسط تصاعد الغضب الشعبي هناك ودعوات لاستمرار الاحتجاجات حتى تحقيق مطالب المتظاهرين.وقال شهود عيان إنه تم فتح جميع الجسور في الناصرية، مركز المحافظة، باستثناء جسر الزيتون، الذي سيغلق أربعين يوماً، حداداً على أروح القتلى الذين سقطوا خلال الاحتجاجات.وفي سياق آخر، كشف مصدر طبي أمس، عن مقتل نحو 55 متظاهراً في ذي قار، خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها المحافظة، مضيفاً ان "العدد الكلي لقتلى تظاهرات محافظة ذي قار منذ الأول من أكتوبر الماضي وصل إلى نحو 145 قتيلاً".من جهته، أكد قائد عمليات الرافدين اللواء جبار الطائي، إن الوضع الأمني في ذي قار مستتب والدوائر الرسمية والمؤسسات ستشهد عودة الدوام الرسمي.وقال إن جميع الدوائر الرسمية تحت حماية قوات الأمن حالياً، مضيفاً ان هناك تعاوناً كبيراً مع المتظاهرين.وفي بغداد، أفاد ناشطون ليل أول من أمس، بقطع التيار الكهربائي بالكامل عن ساحة التحرير وسط بغداد، قبل أن يعود لاحقاً، فيما توافد مئات المتظاهرين أمس، إلى ساحتي التحرير والخلاني في العاصمة، هاتفين " نحن الوطن"، في حين رفع آخرون شعارات مؤيدة للمرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني.وقال ناشطون، إن "قسماً من من هؤلاء المتظاهرين من مناصري الحشد الشعبي"، متهمين أنصار السلطة بطعن المحتجين.وأضافوا إن "التظاهرة خرجت بحجة دعمها للاحتجاجات السلمية، وقطع الطريق على المخربين"، معربين عن تخوفهم من إمكانية حصول أي احتكاكات أو صدامات ما قد يشكل خطراً على المتظاهرين.من جانبها، قالت القيادية في "تجمع القوى المدنية الوطنية" شروق العبايجي، إن "محاولة أحزاب السلطة الدخول على خط التظاهرات كانت محاولة فاشلة من بداياتها رغم تغطية الغرض الأساسي لها، تحت شعار طرد المندسين والبعثيين"، مضيفة ان "متظاهري ساحة التحرير لم يفسحوا لهم المجال بالانتشار، والبقاء لأكثر من فترة قصيرة، إذ غادروا بعدها كما جاؤوا".وطالبت أحزاب السلطة "أن تفهم أن كل محاولاتها لخرق التظاهرات واحتوائها ستبوء بالفشل، بسبب المطالب الثابتة للمتظاهرين، المتمسكة بإبعاد كل أحزاب السلطة عن المشهد العراقي".في غضون ذلك، قال عضو مفوضية حقوق الإنسان في العراق علي البياتي، إن شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين، شهدا مقتل نحو 460 متظاهراً على الأقل في مختلف المحافظات، فيما أصيب نحو 17400 آخرين، بينهم ثلاثة آلاف أصيبوا بعاهات دائمة.من جانبها، أعلنت مديرية الشرطة في النجف، أن عدد المصابين من ضباط ومنتسبي قوات الأمن خلال الاحتجاجات في المحافظة، منذ 25 نوفمبر الماضي، حتى الرابع من ديسمبر الجاري، بلغ 114 شخصاً.من جهة أخرى، دعا رئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي، الذي يقود حكومة تصريف أعمال، أول من أمس، إلى الإسراع بتشكيل حكومة أصيلة ضمن المهلة الدستورية المحددة.وقال إنه يتمنى على القوى السياسية أن توجد البديل بأسرع وتشكل حكومة بكامل صلاحياتها خلال أقصر مدة ممكنة.وجدد التأكيد على أن خيار استقالته كان ضرورياً لتخفيف حدة التوتر وفرض التهدئة في البلاد، مشيراً إلى أنه كان أمام خيارين، إما الاستقالة ودعوة البرلمان لتقديم مرشح جديد، وإما إعلان الموقع شاغراً ليتولى رئيس الجمهورية منصب رئيس الوزراء لـ 15 يوماً لحين اختيار رئيس وزراء جديد.ووصف التظاهرات بـ "المؤشر على وجود مطالب شعبية لم يتم الإصغاء إليها من قبل الحكومة".من ناحيته، أعلن مجلس النواب أول من أمس، أن رئيس الوزراء المكلف الجديد سيقدم برنامجاً حكومياً جديداً يخضع للتصويت أمام البرلمان، مشيراً إلى أن البرنامج الحكومي لعبد المهدي لاغياً منذ إعلان استقالته.وأشار إلى أن الرئيس برهم صالح سيطلب من جميع الكتل السياسية تقديم مرشحين مستقلين لمنصب رئيس الوزراء الجديد.وفي وقت لاحق، بحث الرئيس برهم صالح والمبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري، أمس في الدعم الدولي لتعزيز أمن واستقرار العراق.وذكرت رئاسة الجمهورية في بيان، أنه تم بحث الدعم الدولي لتعزيز أمن واستقرار العراق وتحقيق الإصلاحات المطلوبة، والتأكيد على أهمية تطوير العلاقات الثنائية وتوسيع آفاق التعاون والتبادل التجاري بين البلدين خدمة للمصالح المشتركة، مشيرة إلى استعراض آخر التطورات في سورية والأحداث في المنطقة وضرورة ترسيخ السلم والأمن الدوليين.إلى ذلك، أفادت خلية الإعلام الأمني أول من أمس، بالعثور على عشرة صواريخ مضادة للدبابات في محافظة صلاح الدين.