الدولية
أميركا تؤكد بقاء قواتها في العراق وتُهدد بحجب عائداته النفطية
الأحد 12 يناير 2020
5
السياسة
عواصم - وكالات: حذرت الإدارة الأميركية، العراق، من إمكانية خسارته الوصول إلى حساب مصرفي حيوي في حال إقدامه على طرد القوات الأميركية من البلاد.ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، عن مسؤولين عراقيين قولهم، ليل أول من أمس، إن "وزارة الخارجية الأميركية أبلغت السلطات في بغداد بأنها قد تفقد الوصول إلى حساب في البنك الاحتياطي الفيدرالي بنيويورك، يتضمن عائدات مبيعات النفط، الأمر الذي يهدد بتوجيه ضربة مؤلمة للاقتصاد العراقي المترنح".وأشار أحد المسؤولين إلى أن التحذير بشأن الحساب المذكور "جاء عبر اتصال هاتفي أجرته الخارجية الأميركية الأربعاء الماضي، مع رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبدالمهدي، ضمن بحث الطرفين ملفات أخرى من الشراكة العسكرية والمالية والسياسية بين واشنطن وبغداد".وأضاف إن العراق يحتفظ، مثله مثل البلدان الأخرى، بحسابات حكومية في "الاحتياطي الفيدرالي" في نيويورك، كجزء من إدارة الشؤون المالية للبلاد، بما في ذلك عائدات مبيعات النفط، "ويمكن أن تؤدي خسارة الوصول إلى الحساب إلى تقييد استخدام العراق لتلك الإيرادات، الأمر الذي يثير أزمة نقدية في النظام المالي ويحد من الموارد المهمة للاقتصاد".وأشار إلى أنه "سبق للولايات المتحدة أن منعت وصول بغداد إلى الحساب المذكور لمدة أسابيع عدة، على خلفية شبهات بأن جزءاً من أمواله يستخدم لسد احتياجات إيران، وكذلك لتمويل تنظيم داعش". وذكرت "وول ستريت جورنال"، أن "الآثار الاقتصادية والمالية المحتملة لإخراج القوات الأميركية من البلاد تلقي بثقلها على المسؤولين العراقيين الذين يحاولون معالجة المسألة من دون إثارة رد فعل عنيف".وفي وقت لاحق، أكد عبدالمهدي خلال لقائه في السليمانية، أول من أمس، مع رئيس المجلس السياسي لـ"الاتحاد الوطني الكردستاني" كوسرت رسول علي، سعيه للتهدئة والعمل على إدارة الأمور في البلاد بشكل قوي.وشدد على أن العراق صديق لجميع دول الجوار، وكذلك الولايات المتحدة ودول العالم الأخرى أيضاً، مضيفاً "نريد تعزيز علاقات الصداقة مع الجميع، ونسعى للتهدئة ونعمل على إدارة الأمور في البلاد بشكل قوي ومتوازن يحفظ سيادتنا ويمنع خطر داعش والإرهاب".وفي وقت لاحق، بحث عبدالمهدي أمس، مع سفيري بريطانيا ستيفن هيكي وفرنسا برونو أوبير، في آخر التطورات وجهود التهدئة ومنع التصعيد في العراق والمنطقة.وعلى صعيد التظاهرات، أعلن مصدر أمني أمس، ارتفاع أعداد المصابين جراء الاشتباكات التي اندلعت بين المتظاهرين وقوات الأمن قرب جامعة واسط، إلى 59 شخصاً.وقال إن الاشتباكات اندلعت عقب توجه العشرات من المتظاهرين إلى مبنى قيادة شرطة المحافظة، وأن أعداد المصابين قابلة للارتفاع.وفي كربلاء، قال ناشطون ليل أول من أمس، بتجدد الاشتباكات بين المتظاهرين والقوات الأمنية، مؤكدين سقوط قتيلين وعدد من الجرحى بعد أن استخدم الأمن القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي، ومشيرين إلى أن المحتجين قطعوا طرقات رئيسية وجسوراً.وقالوا إن "متظاهرين حاولوا اقتحام مبنى محافظة كربلاء وفرقتهم القوات الأمنية بإطلاق الرصاص لمنع وصولهم إلى المبنى، ما تسبب بمقتل متظاهرين اثنين وجرح نحو عشرة آخرين وسط كربلاء".وأمر عبدالمهدي، أمس، بتشكيل لجنة للتحقيق في استهداف المتظاهرين في كربلاء، لإلقاء القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة".وفي بغداد، تواصلت أمس، الاحتجاجات والاعتصامات في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب لتدخل يومها الرابع بعد المئة، فيما شل الاضراب معظم الجامعات والكثير من الدوائر الحكومية في وسط البلاد وجنوبها في الوقت الذي باشرت السلطات الامنية تحقيقا في عدد من حوادث الاغتيال والاستهدافات التي تطال المحتجين.وقال ناشطون وطلبة جامعات، إن الاحتجاجات متواصلة في ساحة التحرير وسط بغداد، فيما توافد العديد من طلبة الجامعات الى الساحة في اصرار على التمسك بالاضراب لحين تحقيق المطالب.ورفع المحتجون على المطعم التركي، القريب من الساحة، صورة كبيرة لرئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي ومكتوب عليها (عودتك مرفوضة)، وذلك في اشارة لرفض المحتجين للتسريبات التي تتحدث عن سعي بعض القوى السياسية لاعادة تكليفه بالمنصب مرة اخرى.وفي ذي قار، قال مصدر في الشرطة، إن المحتجين قطعوا أمس، ثلاثة جسور حيوية في مدينة الناصرية كبرى مدن المحافظة.وأضاف إن الدوام في المدارس الابتدائية والثانوية عاد بشكل تدريجي، فيما استمر الإضراب في جميع الجامعات والكليات الحكومية والأهلية في المحافظة، مع انضمام الطلبة الى المحتجين في ساحة الحبوبي وسط الناصرية.وفي النجف، قال ناشطون وشهود عيان، إن المحتجين قطعوا الطريق المؤدي إلى مطار النجف بالإطارات المحترقة، فيما قطع آخرون الجسر الذي يربط المدينة بقضاء الكوفة المجاور قبل أن يعيدوا فتحهما لاحقاً.وفي سياق آخر، لقي القيادي في "الحشد الشعبي" آمر "لواء كربلاء" عباس الساعدي مصرعه في بغداد، أول من أمس.