أميركا تتهم إيران بالتخطيط لهجمات وترسل غواصة نووية إلى المنطقة

واشنطن، طهران، عواصم - وكالات: كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أمس، عن وجود معلومات استخبارية تفيد بأن إيران تهدف لتنفيذ هجمات بالمنطقة، ناقلة عن بيان للجيش الأميركي القول إنه أرسل غواصة صاروخية إلى البحر الأحمر في استعراض للقوة، رداً على الهجمات الأخيرة على المواقع الأميركية من قبل المتشددين المتحالفين مع إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وبحسب البيان "تحركت الغواصة (يو إس إس فلوريدا) إلى المنطقة، كجزء من تحرك أوسع من قبل البنتاغون لتعزيز قواتها في الشرق الأوسط، لردع القوات المدعومة من إيران عن تنفيذ المزيد من الهجمات على الولايات المتحدة وحلفائها".
ووفقا للصحيفة، فإنه غالباً لا يتم الإعلان عن تحركات الغواصات إلا إذا أراد البنتاغون "إرسال رسالة"، مضيفة "قال مسؤولون أميركيون إن لديهم معلومات استخبارية، تفيد بأن إيران تهدف إلى تنفيذ المزيد من الهجمات في جميع أنحاء المنطقة على المدى القريب".
من جانبها، أعلنت البحرية الأميركية أن غواصة نووية وصلت إلى منطقة الشرق الأوسط؛ لدعم عمليات الأسطول الخامس المتمركز في البحرين، وقال المتحدث تيموثي هوكينز إن "الغواصة التي تعمل بالطاقة النووية والمزودة بصواريخ موجهة دخلت المنطقة يوم الخميس الماضي، وبدأت بعبور قناة السويس"، مضيفا أنها قادرة على حمل نحو 154 صاروخ كروز من طراز توماهوك، وأُرسلت إلى الأسطول الخامس للمساعدة على نشر الأمن والاستقرار البحري في المنطقة.
ويتزامن وصول الغواصة مع تزايد التوتر بين إسرائيل ولبنان، بعد القصف المتبادل الذي وقع أول من أمس، حيث تخيم أجواء من التوتر على المنطقة بسبب حالة اللايقين التي تسود العلاقات الأميركية الإيرانية، وعدم قدرة الطرفين على التوصل لصيغة لإحياء الاتفاق النووي المجمد منذ 2018.
والأسبوع الماضي، قال الجيش الأميركي إنه يسرع إرسال سرب طائرات من طراز "A-10" إلى المنطقة، ردا على سلسلة من الهجمات على القوات الأميركية في سورية أسفرت عن مقتل متعاقد أميركي وإصابة عشرات آخرين.
في غضون ذلك، طالبت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، نظيرها الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال لقاء بينهما في بكين، بالافراج الفوري والعاجل عن الفرنسيين الستة المحتجزين لدى إيران والذين تحتجزهم طهران "بشكل تعسفي".
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن الجانبين بحثا الوضع في إيران وبرنامجها النووي والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث أعربت كولونا عن قلق فرنسا من موقف السلطات الإيرانية من هذه الموضوعات المختلفة.
من جانبها، قالت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" إن الوزيرين أكدا الاحترام المتبادل وضرورة استمرار الحوار المشترك، وتباحثا بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بما فيها العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية كما تم طرح بعض القضايا القنصلية.
على صعيد آخر، وصفت وكالة "إرنا" قرار أذربيجان بطرد أربعة ديبلوماسيين من سفارة إيران في باكو، بأنه "استمرار لسياساتها في تصعيد التوتر خلال الأسابيع الأخيرة تجاه إيران"، قائلة إن حكومة باكو قامت باستدعاء السفير الايراني لديها عباس موسوي إلى وزارة الخارجية، وأبلغته بأن أربعة من موظفي السفارة الإيرانية غير مرغوب فيهم، وعليهم مغادرة البلاد خلال 48 ساعة.
من جهة أخرى، دعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الاسلامي، لاتخاذ موقف مشترك في الدفاع عن الشعب الفلسطيني ومواجهة الجرائم الصهيونية،
وتناول رئيسي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الاندونيسي جوكو ويدودو الأوضاع الجارية في فلسطين المحتلة، وأكد أن دعم حقوق الشعب الفلسطيني ومواجهة الكيان الصهيوني مبدأ ثابت من ثوابت الأمة الإسلامية، ومن الضروري دائما توحيد صفوف العالم الإسلامي لمواجهة التجاوزات والجرائم الصهيونية، معربا عن قناعته بأن العالم الاسلامي ككتلة مؤثرة في المعادلات العالمية بحاجة أكثر إلى الانسجام والتلاحم. من جانبه، رحب الرئيس ويدودو بدعوة الرئيس رئيسي لعقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، وأعرب عن أمله في أن يساهم الاجتماع في تقوية العلاقات بين الدول الإسلامية.