واشنطن، عواصم - وكالات: أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على شبكة استخبارات إيرانية، اتهمتها باستهداف ناشط ومعارضين إيرانيين في بلدان أخرى، موضحة أن الشبكة التي تضم أربعة من مسؤولي المخابرات الإيرانية، جزء من "حملة واسعة النطاق لإسكات منتقدي الحكومة الإيرانية".وذكرت في بيان أن المسؤول البارز في الاستخبارات الإيرانية علي رضا فرحاني يقود شبكة العملاء، لاستهداف منشقين إيرانيين في بلدان منها أميركا وبريطانيا وكندا، وحاول خطف مواطنة أميركية من أصل إيراني وناشطة حقوقية في نيويورك، معتبرة استهداف المعارضين في الخارج دليلا على أن "قمع النظام الإيراني يتجاوز حدود بلاده"، مؤكدة أن واشنطن ستستمر في محاسبة "الحكومات الاستبدادية" التي تلجأ إلى القمع العابر للحدود، سواء لاستهداف المنشقين أو الصحافيين أو قادة المعارضة.من جانبه، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكين، إن "محاولة إيران اختطاف مواطنة أميركية على الأراضي الأميركية لممارستها حقها في حرية التعبير في انتقاد الحكومة الإيرانية، غير مقبول وانتهاك صارخ للمبادئ الأساسية للمعايير الدولية."بدوره، أكد كبير المفاوضين الأميركيين في محادثات فيينا روبرت مالي، أن إدارة الرئيس جو بايدن "لا يمكنها الانتظار إلى الأبد" حتى تقرر إيران أنها تريد استئناف المحادثات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، قائلا إن الولايات المتحدة لم تتلق أي مؤشر على أن الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي مستعد للالتزام بجولة سابعة من المحادثات، مضيفا أنه "لا يمكننا الانتظار إلى الأبد بينما تواصل إيران تقدمها النووي"، غير أنه تابع بأن الولايات المتحدة "مستعدة للتحلي بالصبر".في المقابل، نفت إيران الاتهامات الأميركية وأدانت العقوبات، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، إنه "مع مثل هذه السيناريوهات الشبيهة بهوليود، تواصل الإدارة الأميركية الجديدة سياسة العقوبات الفاشلة للإدارة القديمة"، زاعما أنه "بدلا من نشر مزاعم لا أساس لها، يتعين أن يحاول الأميركيون علاج إدمانهم للعقوبات".
في غضون ذلك، ووسط تصاعد الاحتجاجات العمالية، شهدت العاصمة الإيرانية طهران أمس، تجمعاً واسعاً للمطالبة بالتوظيف وفرص عمل، حيث خرج عدد كبير من الناجحين في امتحان التوظيف في وزارة التربية والتعليم والمعروفين بـ "أصحاب السجل الأخضر" إلى الشارع، وتوجهوا نحو مبنى وزارة التربية في طهران احتجاجاً على عدم توظيفهم.على صعيد آخر، أشاد مساعد وزير الخارجية علي رضا عنايتي بالمواقف التي تبنتها السعودية في اتصالاتها مع طهران، مرجحا أن المملكة اتبعت نهجا جديدا إزاء قضايا المنطقة.وقال إن إطلاق محادثات مع السعودية كان قرارا مبدئيا من القيادة الإيرانية، مؤكدا أن الطرفين حتى اليوم أجريا ثلاث جولات من الحوار في العاصمة العراقية بغداد، وأن انعقاد الجولة الرابعة مرتبط بالتوقيت المناسب لكلا الجانبين، متابعا أن "السعودية جادة في محادثاتها مع إيران، ولم تكن لدى الجانبين شروط مسبقة لبدء التفاوض".وأكد أن إيران رحبت بجهود العراق الرامية إلى استئناف الحوار بينها والسعودية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن حكومة طهران لا تعتقد أنها في حاجة إلى وسيط للتواصل مع الرياض.