الاثنين 16 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
أنا كويتي… وفلسطين قضيتي
play icon
كل الآراء   /   الأخيرة

أنا كويتي… وفلسطين قضيتي

Time
الأحد 22 أكتوبر 2023
View
153
السياسة

في هذه العجالة، أوجه كلماتي الى أهلي، ولست اميز نفسي، ككويتي، عن الاخرين، فالفلسطيني شقيق، والسوري ايضا واللبناني، والسعودي، والعربي عموما الى اي جنسية انتمي هو شقيقي، لكن لا بد من قول كلمة الحق، فنحن شعب لا يغير جلده، ولا يتخلى عن نواميسه، ولا يضيع البوصلة، مهما جار عليه الزمن.
لهذا اقولها صراحة: انا كويتي وافتخر، انا كويتي بروح اسلامية وانتمائي عربي، واخلاقي عالية.
انا كويتي، عندما الله رزقني واحب الاخرين وعمل الخير، وقبل ذلك كنت مكافحا، ادخل البحر والصحراء، واوجد الرزق، ولا ابخل على الاخرين.
قد افتخر بنفسي، لكنني اذكر غيري، ففي بداية القضية الفلسطينية، اول دولة آوت الفلسطيني اللاجئ والمهجر والنازح من ارضه هي الكويت، منذ عام 1948، وكانت اعدادهم بالعشرات، بل مئات الالاف، لكن ماذا حصل؟
خطفت "الجابرية"، من بعض الفلسطينيين، ورغم ذلك لم اكفر بديني، ولا كفرت بانتمائي العربي، كذلك لم اكفر بدعمي للقضية الفلسطينية، ولم اكفر انني كويتي، بالاخلاق وسموها.
بل تمسكنا بالقضية اكثر مما مضى، لكن فجأة، وبعد كل الدعم بالمال والسياسة، والانفس ايضا، وقع الغزو الغاشم من شقيق عراقي، ويا للغرابة ان من وقف معه هو ياسر عرفات الفلسطيني، اي الذي كنت اقف معه وادعمه، وقف ضد حقي المشروع الذي لا يختلف عن قضيته، لكنه اضاع البوصلة، ورغم ذلك بقيت فلسطين الوجهة الصحيحة عندي، لانها ام القضايا، التي يجب ان اغفر الزلات من اجلها، فهي دخلت في مناهجنا منذ البداية، والقدس كانت موضوعا اساسيا في التعليم.
رغم كل ذلك، اليوم انا اقف مع الفلسطيني، فشوارعي، وساحاتي مزدحمة بالتظاهرات، ومساجدنا ممتلئة بالدعوة الى نصرة غزة، وادانة الغزو البربري الصهيوني لها، لماذا؟
لانني انا كويتي، وقضية فلسطين قضيتي، وبيت المقدس وزيارة الاقصى منسك من مناسك ديني، وانا عربي، لذلك افتخر انني كويتي، وانا مع غزة، من الوريد الى الوريد، وانا معها ايضا من الجد الى الحفيد، انا مع غزة وفلسطين، ومع تحرير بيت المقدس، لانني اشعر بحق الفلسطيني، والاخوة معه، ولهذا كله انا كويتي.
اول حركة تحرير فلسطينية انطلقت من الكويت،وهي حركة "فتح" ودعمناها، ونحن معهم، مع هذا الشعب المظلوم، ولهذا لا تزال الكويت اكثر دولة متشددة في العالم العربي رافضة التطبيع، بل لا يزال الى اليوم المرسوم الاميري الصادر في 25 يونيو 1967 بالاعلان عن قيام الحرب الدفاعية بين دولة الكويت والعصابات الصهيونية في فلسطين المحتلة ساريا الى اليوم، رغم كل ما فعلته منظمة التحرير ضد الكويت.
انا لا اوجه هذه الرسالة ضد احد، انما اخاطب اهلي وناسي، بعدما استغرب البعض لماذا نقف مع القضية الفلسطينية، ونناصر الحقوق المشروعة لهذا الشعب الشقيق، ففي المراحل الحرجة لا بد ان نعض على الجرح، ونحيد الخلافات الجانبية، من اجل الهدف الاسمى، وهو القضية التي عشنا طوال عمرنا نكافح من اجلها، ونفتخر بدعم التحرر الفلسطيني، فمن عاش ويلات الغزو، حتى من الشقيق الغادر، لا يمكنه التخلي عن حقوق الاخرين.
ايضا لا بد من تأكيد حقيقة، وهي ان طبعي، ككويتي، النخوة، والتعاضد، والكرم، كذلك لا ننسى ان ثمة كويتيين جادوا بدمهم من اجل فلسطين، لا سيما الشهيد الشيخ فهد الاحمد الذي قاتل من اجل فلسطين، في قرى المواجهة على الحدود اللبنانية- الفلسطينية، وكذلك الشهيد البطل فوزي المجادي، الذي اقتحم مستعمرة "مسكاف عام" (بلدة المنارة المحتلة) مع ثلة من المناضلين عام 1989، اي قبل عام واحد من الغزو العراقي للكويت.
نعم، نحن، وكما نقول بالعامية "الحق ربعي" فلا تزعلون منا اذا تذكرنا المآسي، لكننا اليوم نكررها تعض الكويت على الجرح، لان الدم العربي واحد، ولان لا وجهة لنا ولا طريق من اجل الخلاص مما يعيشه العرب الا تحرير فلسطين، وان يعيش الفلسطيني على ارضه معززا ومتحررا من كل القيود التي يفرضها الصهيوني عليه، وإلا فان العالم العربي سيبقى يرزح تحت نير الاستغلال.

م. عادل الجارالله الخرافي

آخر الأخبار