الأخيرة
أهل الكويت
الخميس 27 أكتوبر 2022
5
السياسة
طلال السعيدهؤلاء هم أهل الكويت الذين عرفناهم وعرفونا، وعرفتهم هذه الأرض التي أحبتهم وأحبوها، فهم أهل الكويت الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل ديرتهم، ويتعبون ويتنافسون على "كسب العلم الغانم"، بيض الله وجيههم من الشعر ثلاثين ليلة، ففي الوقت الذي يتنافس فيه الناس على المناصب، والبعض ويبذلون المال من أجل المنصب، أو من اجل نعيم يعلمون انه نعيم زائل. والبعض الاخر يتصور ان الوطنية أخذ فقط من دون عطاء، وما أكثر الذين يسألون أين حقي؟ والبعض الاخر يبخل بما اعطاه الله خوفاً من الفقر، متناسيا قول الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم): "ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلاعزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله". الوجه المشرق للكويت هم أهلها الاخيار، فهؤلاء ابناء خالد اليوسف المرزوق يبذلون المال في سبيل الآخرة بحثا عما عند الخالق عز وجل، كتب الله اجرهم ووسع لهم رزقهم، ووفقهم في الدنيا والاخرة، وجزاهم الله خير الجزاء عن الكويت وأهلها، وأغناهم الله من واسع فضله.هذا هو وجه الخير فواز بن خالد المرزوق نيابة عن اخوته يقدم هذا التبرع السخي لبناء مراكز صحية في جنوب الكويت، بمبلغ كبير جدا حبا والتزاما بالكويت واهلها. وللعلم ليست هذه مبادرتهم الاولى، ولن تكون الاخيرة بإذن الله، فلهم اياد بيضاء في كل زاوية من زوايا الوطن، وما ينفقه هولاء الاخيار اكثر بكثير مما نسمع عنه، فصدقاتهم بالسر أكثر منها في العلن، صدقة مستمرة منذ عهد والدهم، رحمه الله، حتى وقتنا الحالي، فهم يتفقدون اهلهم واخوانهم اهل الكويت، ويسألون عن أحوالهم، ويساعدون المحتاج. صدقات بالخفاء لا يعلم بها الا الله عز وجل لأن تجارتهم مع الخالق عز وجل، والناس شهود الله في ارضه، كل هذا لا يضيع حتى وان ضاع عند الناس، فلا يضيع عند رب الناس.العيد الوطني على الابواب، نتمنى على الدولة تكريم هؤلاء المواطنين الاخيار، رغم انهم ليسوا بحاجة الى التكريم، ولم يتبرعوا من اجل تكريم أو جائزة، لكن بتكريم مثل هؤلاء الاخيار تحفيز للاخرين لكي يحذوا حذوهم، فسنتهم هذه سنة حسنة لهم أجرها وأجر من عمل بها. هذا ما عهدناه في هذه الاسرة الكريمة العطاء المستمر لوجه الله تعالى، فبارك الله فيهم وبارك لهم ووفقهم لعمل الخير.أخيرا نقول لأخينا الفاضل، رجل البر والاحسان، الموفق بإذن الله، فواز المرزوق بمثلك وشرواك نشعر ان الدنيا بخير، وان بلادنا بلاد خير، وشعبنا اخيار، ففي هذا الوقت الصعب، وفي وسط زحام الماديات والتنافس على الدنيا نحتاج الى ان نسمع عن مواقف الخيرين امثالك، لكي نستعيد ثقتنا بأنفسنا، ونفخر بانتمائنا لهذا التراب الطاهر، فليست التبرعات غريبة عليكم، لكننا نحن الذين نشعر بالغربة من دون اخيار الكويت ومبادراتهم العظيمة، تقبل الله منكم وجزاكم الله خير الجزاء...آمين.