الخميس 29 مايو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى

أهلاً بكم في مملكة "الوهم" الأصفر!

Time
الخميس 12 سبتمبر 2019
View
5
السياسة
بالسخرية والتهكم أحيانا.. وبالتهويل والتخويف في أخرى استقبل كثيرون حول العالم اعلان سيدة تدعى نادرة عواد ناصيف في الخامس من سبتمبر الجاري قيام مملكة جديدة اطلقت عليها اسم "مملكة الجبل الأصفر".
السيدة ناصيف ـ الأميركية من أصل لبناني قدمت نفسها في تسجيل مصور جرى بثه من مدينة أوديسا في اوكرانيا بوصفها رئيسة مجلس الوزراء في المملكة الافتراضية والمفوضة من الملك.
وأشارت إلى أن الإعلان جاء عقب اجتماع عقده وزراء وملك دولتهم في مدينة أوديسا . وقالت :ان الملك ـ الذي لم يكشف عن اسمه ولا لماذا صار ملكا اصلا ـ سيخرج وعدد من أعضاء الدولة في مؤتمر ومنتدى أمام الصحافة العالمية خلال أيام للحديث بشكل مفصل عن الدولة وطرح كل الملفات المتعلقة بها، وشرحها بشكل واف، بل ان المؤتمر سيدشن عدداً من المشاريع بالمملكة.
واضافت: إن المملكة ستسعى إلى "وضع حد لأزمة المهاجرين العرب والمسلمين وتوفير العيش الكريم لهم"، وزعمت أيضاً أن المملكة ستكون دولة مناسبة للأطفال والمسنين والنساء والرجال النازحين الذين أجبروا على ترك بلادهم بسبب الحروب، لا سيما للاجئين من سوريا وفلسطين.
الى هنا بدا الأمر وكأنه نوع من المزاح الثقيل ضحك عليه البعض لكن عندما حددت ناصيف موقع المملكة المزعومة بدا أن الأمر جد خطير، بحسب الفيديو ، فإن المملكة تقع بمنطقة "بئر الطويل"، وهي عبارة عن جيب أو مثلث يعرف باسم "مثلث بارتازوجا" على الحدود بين مصر والسودان.
خبراء القانون الدولي، أوضحوا أن هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها "مغامرون وطامحون" عن مثل هذه الخطوة ، فقبل سنوات نصب مغامر هندي يدعى سوياش ديكسيت نفسه حاكما على هذه المنطقة وفي2014، ادعى الأميركي جيرمي هيتون ملكيته لتلك الارض ونصب ابنته الصغيرة أميرة عليها!
وفقا للخبراء فإن هذه القصة التي تتكرر كل بضع سنوات ، سببها المباشر خلاف حدودي بين مصر والسودان، إذ تستند مصر الى اتفاقية الحكم الثنائي الموقعة عام 1899 مع بريطانيا التي تحدد حدود مصر الجنوبية استنادا الى خط عرض 22 درجة، ووفقا لهذا الخط فإن "مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد" يقع ضمن الاراضي المصرية في حين ان مثلث "بير الطويل" ضمن الاراضي السودانية.
في المقابل، يطالب السودان باعتماد اتفاقية الحدود الإدارية لعام 1902 التي تضع مثلث حلايب داخل الحدود السودانية وتضع بير طويل داخل الحدود المصرية.
وبناء على ذلك صارت منطقة "بير الطويل" ارضا بلا صاحب حيث لا تطالب بها اي من الدولتين، وهي حالة تعرف في القانون الدولي باسم ( Unclaimed Lands)، أو (أراضي لا يطالب بها أحد).
ويؤكد خبير القانون الدولي د.أيمن سلامة ان"منطقة بئر الطويل تبلغ مساحتها 2060 كيلو متراً مربعاً، وأن الإعلان عن المملكة المزعومة لا يشكل خطورة على دول المنطقة.
ويشير المتخصصون الى ان حالة "بير الطويل" ليست فريدة فهناك 11 منطقة حول العالم ينطبق عليها الوصف ذاته بمعنى انها (اراض لا يطالب بها احد) وابرزها: "ليبرلاند" التي تقع بين صربيا وكرواتيا، وتبلغ مساحتها 7 كيلومترات، ونشأت نتيجة تغيّر مسار نهر الدانوب لتبقى أرضًا غير مملوكة لأي دولة، و"أنتاركتيكا" في القارة المتجمدة القطبية جنوب الكرة الأرضية، و"سيبوروغا" هي عبارة عن بلدة صغيرة في مقاطعة ليغوريا، شمالي إيطاليا، على الحدود مع فرنسا، و"جزر كورال سي"، في بحر كورال.
من جهته انتقد خبير الشؤون الافريقية بمركز الاهرام للدراسات السياسية والستراتيجية د.هاني رسلان ما وصفها بانها "حالة الاستخفاف واللامبالاة والاستهانة بهذه الخطوة"، واعتبر الصمت بمثابة دفن للرؤوس في الرمال، ووصف مملكة الجبل الاصفر بانها "خنجر مسموم في خاصرة مصر والسودان وانه ينطوي على مخاطر وتعقيدات لا حدود لها"، مؤكدا ان الوقت قد حان للجوء الى التحكيم الدولي لحسم الخلاف الحدودي.
آخر الأخبار