السبت 24 مايو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

أوباما: حسني مبارك... مستبد متقدم في السن

Time
الأحد 22 نوفمبر 2020
View
5
السياسة
واشنطن - وكالات: كشف الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، في مذكراته الجديدة التي نشرت تحت عنوان "الأرض الموعودة"، مواقفه إزاء عدد من الزعماء والقادة العرب ومن بينهم الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، كاشفا، كذلك، عن فحوى رؤية راودته حينما كانوا يصفقون له بقوة في جامعة القاهرة، خلال إلقائه خطابه الشهير في العام 2009.
وقال أوباما، عن الرئيس الراحل حسني مبارك: "ترك لدي انطباعا اعتدت عليه لاحقا في تعاملي مع حكام استبداديين متقدمين في السن أغلقوا أنفسهم في قصورهم ويديرون أمورهم عبر خدام متجهمين يحيطون بهم، ولم يعودوا يفرقون بين مصالحهم الشخصية ومصالح دولهم وليس وراء تصرفاتهم أي غرض سوى دعم شبكة معقدة من المحسوبية والمصالح التجارية التي تبقيهم في الحكم، الأمر الذي خلف اليوم جيلا من الشباب المصري الساخط العاجز عن العثور على عمل".
وأضاف: "إن الرئيس المصري الأسبق الراحل كان يمارس نهجا مماثلا لما اتبعه سلفه جمال عبدالناصر، ولم يهتم بإصلاح الاقتصاد المصري بسبب تعويله على المساعدات الأميركية والخليجية، لكن توقيع سلفه أنور السادات اتفاقية السلام مع إسرائيل جعلت مصر حليفة للولايات المتحدة ودفعت واشنطن إلى صرف النظر عن سياسات حكومة القاهرة التي كانت تتسبب في تزايد الفساد وتفاقم سجل حقوق الإنسان ومعاداة السامية".
وتطرق أوباما إلى الاجتماع الذي استمر عدة ساعات في قصر القبة بينه ومبارك، مشيرا إلى أنه، بعد مناقشة الملفات الاقتصادية وسبل تفعيل عملية السلام العربية - الإسرائيلية، اقترح على نظيره المصري اتخاذ خطوات في سبيل الإفراج عن السجناء السياسيين وتخفيف القيود على الصحافة.
لكن مبارك، حسب مذكرات أوباما، رفض بأدب هذه المبادرات وأصر على أن أجهزة الأمن المصرية تركز على محاربة المتطرفين الإسلاميين ويحظى هذا النهج الحازم بدعم شعبي واسع.
أما عن تفاصيل زيارته إلى مصر في العام 2009 والخطاب الشهير الذي ألقاه في جامعة القاهرة، فقد أعرب أوباما، في "الأرض الموعودة"، عن دهشته لعدم رؤية أي شخص سوى عناصر للشرطة خلال سير موكبه من مطار العاصمة المصرية، مشيرا إلى أن هذا الأمر يظهر مدى السيطرة الأمنية غير العادية التي كان يحظى بها الرئيس حسني مبارك على البلاد، وأن الرئيس الأميركي كان هدفا مغريا وقيما للتنظيمات المتطرفة المحلية.
كما تطرق إلى خطابه الشهير في جامعة القاهرة الذي استهله بالتحية الإسلامية "السلام عليكم"، متحدثا عن فارق مدهش بين خلو شوارع القاهرة من الناس واكتظاظ القاعة الجامعية بالحاضرين الذين بلغ عددهم ثلاثة آلاف شخص.
ولفت إلى أن إدارته ضغطت على السلطات المصرية ليُلقى هذا الخطاب الذي وصفه بحدث فريد أمام شريحة واسعة من المجتمع، بما في ذلك طلبة وصحافيون وعلماء وقادة منظمات نسائية ونشطاء، بالإضافة إلى رجال دين بارزين ورموز في جماعة "الإخوان المسلمين"، كما تم بث الخطاب عبر التلفزيون.
وذكّر أوباما باستجابة الجمهور الفورية عندما صعد إلى المنصة وألقى التحية الإسلامية، مضيفا: "كنت حريصا على توضيح أنه ليس هناك أي خطاب سيحل المشاكل الراسخة... لكن مع استمرار الهتافات والتصفيق والتأييد لحديثي حول الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والتسامح الديني والحاجة إلى سلام حقيقي ودائم بين إسرائيل آمنة ودولة فلسطينية مستقلة، كان بإمكاني حينها أن أتخيل بداية شرق أوسط جديد".
وأوضح الرئيس السابق أنه لم يكن من الصعب لديه في تلك اللحظات تصور "واقع بديل يقوم فيه الشباب الحاضرون في تلك القاعة بإقامة مشاريع وبناء مدارس جديدة وقيادة حكومات مسؤولة وفاعلة والبدء بإعادة تصور إيمانهم"، مضيفا: "ربما كان بإمكان المسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى الجالسين في الصف الثالث تخيل نفس الصورة أيضا". وأقر أوباما بأن ذلك الخطاب تحول لاحقا إلى سلاح في أيدي منتقديه، نظرا للتطورات الدراماتيكية التي مر بها الشرق الأوسط
منذ ذلك الحين، مؤكدا أن عددا من الأسئلة لا تزال مستمرة لديه، وتساءل بشأن ماهية جدوى وصف ما ينبغي أن يكون عليه العالم عندما تكون الجهود المبذولة من أجل تحقيق هذا العالم مصيرها الفشل، وما إذا كانت التوقعات المرتفعة تسببت في إحباط المصريين.
آخر الأخبار