فيينا، طهران، عواصم - وكالات: في مواجهة تصعيد أوروبي ضدها، كررت إيران أمس، التحذير من صدور قرار ضدها في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدةً في الوقت ذاته التزامها بالديبلوماسية لحل التباين بشأن الملف النووي.وعرضت الدول الأوروبية الثلاث المنضوية ضمن الاتفاق النووي، على مجلس حكام الوكالة مشروع قرار تعرب فيه عن "قلقها البالغ" من تعليق إيران بعض عمليات التفتيش، وتدعوها إلى "الاستئناف الفوري" لكل برامج التفتيش المنصوص عليها في الاتفاق النووي.وأعربت الدول الأوروبية عن القلق من الموقف الايراني، مجددة دعمها للجهود المهنية والنزيهة التي يبذلها المدير العام والأمانة العامة للوكالة، لتنفيذ الاتفاق النووي وأنشطة التحقق والرصد المنصوص عليها في الاتفاق.وأكد مشروع القرار الأوروبي الذي سيعرض على التصويت الجمعة، ضرورة أن تتحقق الوكالة من عدم وجود أنشطة ومواد نووية غير معلنة في ايران، بينما شددت الدول الاوروبية على أن إيران ملزمة قانونيا بموجب اتفاقية الضمانات بعدم تعديل الترتيبات من جانب واحد.في المقابل، حذر المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، من أن "الخطوات التي تعاكس توقعاتنا ستكون لها نتائج عكسية على المسارات الديبلوماسية وقد تغلق سريعاً نوافذ الفرص"، بينما حذرت إيران في مذكرة غير رسمية موجهة إلى الدول الأعضاء في الوكالة، من أن القرار قد يدفع إلى "وضع حد" للاتفاق الموقت الذي تم إبرامه مع غروسي.من جانبها، حذرت موسكو من "إجراءات متخبطة وغير مسؤولة يمكن أن تقوض احتمالات العودة بشكل كامل" للاتفاق "في المستقبل القريب"، وفق ما كتب السفير الروسي ميخائيل أوليانوف في تغريدة.بدورها، اعتبرت وكالة "بلومبرغ" للأنباء، أن المفتشين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذين قاموا خلال السنوات الأربعة الماضية بنحو 170 زيارة بناء على إشعار قصير لمواقع في إيران، هم من أكثر ضحايا النزاع، حيث خسروا حقهم في طلب إجراء تفتيشات مفاجئة وزيارة منشآت مهمة الشهر الماضي، بعد أن علقت إيران الامتثال للبروتوكول الإضافي، ناقلة عن مدير عام الوكالة رافائيل غروسي، التشديد على أن "عمل الوكالة يجب ألا يصبح ورقة مساومة في المفاوضات".من جهته، اتهم نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة إلى مواقع في سورية، بتعطيل مفاوضات غير رسمية بين واشنطن وطهران، متهما ما أسماها "قوى مؤثرة في واشنطن" باتخاذ خطوات لتعطيل اللقاء.
في غضون ذلك، هددت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، بأنه "إذا ارتكبت اسرائيل خطأ فإنها ستكون قد كتبت نهايتها بنفسها".وقال رئيس اللجنة مجتبى ذو النور: إن "الكيان الصهيوني معروف في العالم بالكذب، ونحن نعتبره خطراً على البشرية جمعاء، ونتمنى أن يطهر العالم من قذارة هذا الكيان غير الشرعي"، زاعما أن "إيران من القوة، بحيث إذا سول الكيان الصهيوني لنفسه التطاول، فإننا قد لا نجد أثرا لإسرائيل بعد نصف ساعة من تطاولها".من جانبه، أكد المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي، أن إيران "ترصد سلوكيات الكيان الصهيوني ولن تسمح له بالعبث في المنطقة"، زاعما أن ما يقوله نتانياهو "أكاذيب".بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، إن الاتهامات المنسقة لا جدوى منها تجاه إيران، مضيفا: "سنرد على أي عمل بعمل وعلى أي خطوة بمثلها".وفي المقابل، حذرت تل أبيب، الرئيس الأميركي جو بايدن، في رسالة وقعها نحو ألفي مسؤول عسكري ومخابراتي إسرائيلي سابق، من العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، معتبرين أن "العودة إلى الاتفاق تهديد وجودي لإسرائيل".على صعيد آخر، كشف موقع "تانكر تراكرز" للرصد البحري أمس، أن الولايات المتحدة استوردت كميات من النفط الإيراني كانت قد صاردتها من خليج عُمان العام الماضي، موضحا أن هذه المرة الأولى التي تستورد فيها أميركا نفطا إيرانيا خاما منذ 30 عاما.وأضاف أن حملة الشحنة المصادرة تبلغ نحو مليوني برميل من النفط الخام.