كتب - مفرح حجاب:الظلم ظلمات ولكل فعل رد فعل، ومهما تأخرت العدالة لكنها تتحقق يوماً من أجل أن يحصل كل ذي حق على حقه، هذه كانت رسالة الفيلم السينمائي "أوسكار" للمؤلفة هيا أحمد، والذي أخرجه وشارك فيه بالتمثيل محمد الحملي، وجسد بطولته الفنانين عبدالرحمن العقل، شيماء سليمان، حسين عوض، لاما أمير، عبدالعزيز السعدون، غدير حسن، كما شهد مشاركة الفنانين أحمد إيراج، عبدالله الخضر، عصام الكاظمي وعبدالله الرميان كضيوف شرف وظهر كل منهما في مشهدين. ونظمت منصة "VO" المنتجة للفيلم عرضا خاصا لوسائل الإعلام في "غراند سينما" بمجمع الحمرا مول.تدور أحداث فيلم "أوسكار"، حول فنان ونجم كبير مشهور لديه شركة إنتاج وله ثقل في الساحة الفنية لدرجة انه يتحكم في جوائز المهرجانات ويشترط من يشارك معه في الأعمال الفنية وله نفوذ كبير في تسويق الأعمال الفنية التي تنتجها شركته لدى الجهات الرسمية وحصده الجوائز عن تلك الأعمال، لكن في الجانب الآخر لا يفارق يده كأس الخمر، حيث تعرف على فتاة كومبارس تدعى "سارة" كانت تشارك معه في أحد الأعمال وتزوجها سرا، رغم أن لديها طفلة من زيجتها الأولى، وفي أحد الأيام اتصلت به وأبلغته بأنها حامل، فذهب اليها في الليل حاملا باقة ورد لكنه كان يخفي لها غدرا، حيث انهال عليها ضربا مبرحا إلى أن سالت دمائها ودخلت في غيبوبة ثم أغلق عليها الباب وذهب ليكمل أعماله، لكنه لم يدرك أن الطفلة ابنة "سارة" كانت تشاهد كل ما حدث لوالدتها عن بعد مرتعدة وخائفة أن يسمع أحد صوتها. في هذه الأثناء تأخرت "سارة" عن موعد التصوير وكان يصعب تغييرها نظرا لتصويرها بعض المشاهد مما جعل مدير الإنتاج ومساعدة المخرج يذهبان إلى بيتها ويكسران الباب وينقذان حياتها، لكنها بقيت في مستشفى الطب النفسي لسنوات نتيجة ما حدث معها، وحين أصبحت ابنتها الطفلة الصغيرة شابة ظلت تبحث عن الفنان الشهير حتى ذهبت له في ليلة بمكتبه وكان "سكران"، فحكى لها كل تفاصيل حياته وعلاقاته ومشكلاته، وهي تقوم بتصويره وتسجيل ما يقوله، ثم نشرت كل المقاطع وكشفت حقيقته وأظهرته بصورة غير التي كان يعرفها عنه المجتمع، مما جعل الجهات الرسمية توقف التعامل معه في الأعمال الفنية وكذلك أحد المتنفذين الذي اتفق معه على أن يدر لشركته مائة ألف دينار شهريا على أن يحصل منه على 80 ألفا وانتهى الأمر بالفنان الشهير صاحب الجوائز في السجن.لم يختلف فيلم "أوسكار" عن التجارب السينمائية التي قدمت خلال السنوات القلية الماضية، فمازال كاتب السيناريو لا يفرق بين السهرة الدرامية التلفزيونية وبين صناعة الفيلم السينمائي، فالحبكة فقيرة جدا وكانت تحتاج مزيدا من المشاهد للكثير من الفنانين من بينهم عبدالله الخضر وأحمد إيراج وغيرهما من أجل أن يعيش المشاهد شغف السينما، ورغم أن الفنان عبدالرحمن العقل كان هو محرك الأحداث في العمل الا أن شيماء سليمان قدمت شخصية رائعة واستطاعت أن تنقل الكوميديا السوداء للسينما مما جعلها تكسر الأجواء الدرامية التراجيدية في الفيلم، لكن في كل الأحوال يبقى أن هذا العمل كشف القناع عن الجانب الآخر لحياة الكثير من الذين يعيشون معنا سواء مشاهير الفن أو غيرهم، ويحسب للمخرج محمد الحملي تقنية التصوير الرائعة وعدم الرتابة والمط في الفيلم رغم احتياج العمل للعديد من المشاهد.تحدث الفنان عبدالرحمن العقل، لوسائل الإعلام قبيل عرض الفيلم قائلا انه "وافق على بطولة الفيلم بسبب الفكرة والأحداث الثرية، فضلا عن أن أجواء الأعمال السينمائية لها ما يميزها"، مشيرا إلى أنه عرض عليه المشاركة في فيلمين يقرأ نصهما هذه الأيام.من جهته أكد مدير ادارة العلاقات العامة لمنصة "VO" أحمد السويلم، ان الفيلم من إنتاج المنصة، التي تحرص على تقديم وعرض كل أنواع الفنون سواء دراما التلفزيون أو السينما وغيرهما من أجل أن يكون هناك تنوع أمام مشاهديها، لافتا إلى أن التفكير في عرض فيلم "أوسكار" بالسينما جاء بعد الإقبال على مشاهدته من خلال المنصة، التي تدعم الشباب والجيل الجديد في كل ألوان الفنون.

العقل والحملي في مشهد من فيلم "أوسكار" (تصوير - بسام أبو شنب)