الأربعاء 28 مايو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

أوقاف دمشق من أعجب ما رأى الرحالة ابن بطوطة

Time
الخميس 25 يوليو 2019
View
5
السياسة
محمد الفوزان

عرف ابن بطوطة برحلاته في بلاد العالم القديم، وهنا سيكون حديثنا عن أعجب ما رأى في بلاد المسلمين.
يعد ابن بطوطة أشهر رحالة مسلم، بل سيد رحالة القرن الثامن الهجري، الرابع عشر الميلادي، من دون منازع؛ حيث قضى 28 عامًا مرتحلاً في دول العالم المعروفة في أيامه.
وتستمد رحلات ابن بطوطة قيمتها من تميز صاحبها عن سواه من الرحالة السابقين؛ إذ لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ألَمَّ بها وتكلم عنها بتفصيل، وكان أكثر الرحالة تميّزًا، وأشدهم عناية بالحديث عن الحالة الاجتماعية للمجتمع أو البلد الذي يراه.
ومن أعجب الأشياء التي رأها ابن بطوطة في رحلاته في بلاد المسلمين كانت أوقاف مدينة دمشق.
لا شك ان للوقف فوائد كثيرة منها: وصول الثواب إلى المرء بعد موته باستمرار وجود الوقف، وانتفاع المسلمين بهذا الوقف، وذلك وفق الجهة الموقوف عليها، فقد يكون وقفا للمجاهدين، وقد يكون وقفا للعلماء والطلاب، وقد يكون وقفا على الفقراء والمساكين.
وقد انبهر ابن بطوطة من أوقاف دمشق حيث قال عنها:"...والأوقاف بدمشق لا تحصر أنواعها ومصارفها؛ لكثرتها، فمنها أوقاف على العاجزين عن الحج، يُعطى لمن يحج عن الرجل منهم كفايته، ومنها أوقاف على تجهيز البنات إلى أزواجهن، وهن اللواتي لا قدرة لأهلهن على تجهيزهن، ومنها أوقاف لفكاك الأسارى، ومنها أوقاف لأبناء السبيل، يعطون منها ما يأكلون ويلبسون، ومنها أوقاف على تعديل الطرق ورصفها؛ لأن أزقة دمشق لكل واحد منها رصيفان في جنبيه يمر عليهما المارة، ويمر راكبو الدواب بين ذلك".
ومن أعجب ما ذكره ابن بطوطة كانت أوقاف الأواني، إذ قال عن تجربة شخصية له:" مررت يومًا ببعض أزقة دمشق فرأيت به مملوكًا صغيرًا قد سقط من يده صحن من الفخار، فتكسر واجتمع عليه الناس، فقال له رجل من بينهم: اجمع ما تكسر منه، واذهب معي لصاحب أوقاف الأواني...فجمعه، وذهب الرجل معه إليه، فأراه إياها، فدفع له ما اشترى به مثل ذلك الصحن".
ويكمل ابن بطوطة حديثه قائلا:" وهذا من أحسن الأعمال؛ فإن سيد الغلام لا بُدَّ له أن يضربه على كسر الصحن، وهو -أيضًا- ينكسر قلبه، ويتغير لأجل ذلك فكان هذا الوقف جبرًا للقلوب"!
آخر الأخبار