أوكرانيا تبحث فرضية تعرض طائرتها المنكوبة لصاروخ فوق إيران

كييف، طهران، عواصم - وكالات: أعلن مجلس الأمن القومي الأوكراني أمس، أنه يبحث في احتمالات عدة في أسباب سقوط الطائرة الأوكرانية في طهران، موضحا أنه يبحث فرضية العمل الإرهابي، أو استهداف الطائرة فوق طهران بصاروخ مضاد للطائرات، مشيراً إلى تقارير وردته وتشير لوجود بقايا صاروخ قرب مكان تحطم الطائرة.
وذكر أمين عام مجلس الأمن الوطني الأوكراني أولكسي دانيلوف على "فيسبوك"، أن بعض المواقع تحدثت عن "وجود بقايا صاروخ روسي" قرب مكان تحطم الطائرة بطهران، مشيرا إلى احتمالية التصادم أو انفجار محرك الطائرة كأسباب لسقوطها.
من جانبه، طمأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الشعب الأوكراني، بأن الحقيقة سيتم التوصل إليها "بالتأكيد".
وقال في بيان مصور إن فريقاً من الخبراء الأوكرانيين سيتوجه إلى طهران، للمساعدة في التحقيق في الحادث، كما وضع زهوراً داخل إحدى صالات مطار بوريسبيل، حيث تم إنشاء نصب تذكاري مؤقت لأفراد طاقم الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية التسعة الذين قتلوا في الحادث.
ووقع زيلينسكي مرسومًا يعلن يوم 9 يناير يوم الحداد، عقب اجتماع عمل حول القضايا المتعلقة بتحطم الطائرة، كما أمر "بتنكيس الأعلام الوطنية الأوكرانية إلى نصف الصاري على مباني سلطات الدولة، ووكالات الحكم الذاتي المحلية والمؤسسات والمنظمات المملوكة للدولة، وإلغاء أنشطة الترفيه والحفلات الموسيقية، بالإضافة إلى تغيير البرامج التلفزيونية والإذاعية".
في المقابل، أعلنت الحكومة الإيرانية يوم أمس يوم حداد عام، على ضحايا الطائرة الأوكرانية وحادثة التدافع التي وقعت خلال تشييع جنازة قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني.
من جانبه، أفاد تقرير أولي لمنظمة الطيران المدني الإيرانية، بأن الطائرة حاولت العودة قبل سقوطها، إلا أن التقرير أشار إلى أن الطيارين لم يبلغا بأي أمر غير اعتيادي، وأوضح أن الطائرة اختفت عن شاشات الرادار وهي على ارتفاع ثمانية آلاف قدم.
ونقل عن شهود عيان أنهم رأوا حريقا في الجو قبل سقوط الطائرة، مضيفا أن أضرارا لحقت بالصندوقين الأسودين، إلا أنه لا يزال من الممكن الوصول إلى الذاكرة الأساسية بهما.
من جهته، أرجع وزير النقل الإيراني محمد إسلامي الحادث إلى "خلل فني"، رافضا التكهنات، وقائلا إن "نيرانا اشتعلت في الطائرة بسبب خلل فني، ما تسبب في تحطمها"، ومعلنا أنه سيتم تسليم الصندوقين وأشلاء الركاب إلى السلطات الأكرانية.
بدوره، أعلن مدير مكتب الحوادث الجوية بمنظمة الطيران المدني الإيرانية حسن رضايي فر، أن فريقا أوكرانيا وصل إلى طهران فجر أمس للمشاركة في تحقيقات الحادث، يضم خبراء بالكوارث الجوية والطوارئ والأدلة الجنائية والعلاقات الدولية، إلى جانب ممثلين عن الشركة المشغلة للطائرة.
من ناحيته، تعهد رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، مواصلة حكومة بلاده العمل عن قرب مع شركائها الدوليين، من أجل ضمان إجراء تحقيق شامل والحصول على إجابات على جميع الأسئلة المثارة بشأن الحادث، مقدما العزاء في ضحايا الطائرة من المواطنين الكنديين الذين فقدوا حياتهم في هذا "الحادث المأساوي". وفي السياق، دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إيران، إلى "تعاون كامل" بشأن التحقيق، بعدما رفضت تسليم الصندوقين الأسودين لواشنطن.
وقال إن "الولايات المتحدة تدعو إلى التعاون الكامل مع أي تحقيق في أسباب حادث التحطم"، مضيفا أن "واشنطن ستواصل متابعة الحادث، ومستعدة لأن تقدم إلى أوكرانيا كل المساعدة الضرورية".
من جانبها، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بأن التحقيق في تحطم الطائرة، يواجه تعقيدات وسط التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، موضحة أنه في التحقيق في أي حادث مشابه، تحصل كل من شركة "بوينغ" وجنرال إلكتريك الأميركية ووكالة التحقيق في حوادث النقل الأميركية على إذن للوصول إلى موقع الحادث.