أول الخير!

طلال السعيد

أول خير الادارة العامة للمرور أو اللجنة التي شكلت لإعادة النظر برخص القيادة أنها ألغت 65 ألف رخصة قيادة!
هذا إنجاز عظيم يحسب لهم ويدخلهم تاريخ دولة الكويت من أوسع الأبواب، لكن هذه الرخص الملغية هي بالأساس لا قيمة لها على أرض الواقع، والغاؤها لن يخفف زحام الشوارع، أو يوفر لنا مواقف حتى الى جانب بيوتنا، لأنها بالاساس لأشخاص غادروا البلاد، ولم يعودوا، أو انتقلوا الى رحمة الله، يعني لاطبنا ولا غدا الشر، فهم بالاساس غير موجودين في الكويت!
نحن نبحث عن حلول عملية تخفف علينا زحام الشوارع، وتوفر لنا مواقف لسياراتنا، حتى بيوتنا لم نعد نستطيع الوصول اليها بسبب السيارات المركونة في كل مكان، في مواقفنا ومواقف مدارسنا، ومساجدنا، وساحاتنا، وفوق الأرصفة، وتحت الجسور، وبعضها لم تتحرك منذ مدة طويلة ولا احد يسأل عنها!
65 الف رخصة قيادة لو سحبت ممن يستخدمون الشوارع حاليا لرأيت الفرق في بعض الطرق من ناحية الازدحام، لكنها رخص لأشخاص هم خارج البلاد، وما حصل هو مراجعة إدارية لإجراء كان يجب ان يكون آليا، فيسقط "الليسن" مع سقوط الاقامة، ولأننا "متخلفون" تكنولوجيا بقي هذا العدد الكبير من الرخص ساري المفعول!
يا أهل المرور: سيارات خاصة تجوب الشوارع تنقل الركاب من دون خوف ولا حياء، ولا يعترض طريقها أحد، وطباخ باسمه ثلاثين سيارة، ومن لا يملك دراجة في بلده يملك سيارة أو اثنتين في بلدنا، حتى اصحاب "تاكسي" المطار يشتكون من محاربتهم بأرزاقهم من وافدين ينقلون الركاب بسيارات خاصة، اما احتلال المواقف العامة بالسيارات المركونة منذ فترات طويلة، والتي لا يعرف أصحابها فحدث عنها ولا حرج!
مهم جدا ان يعرف ربع المرور أو اللجنة المشكلة ان مشكلتنا ليست بمن انتهت إقاماتهم، أو غادروا البلاد من دون رجعة، ورخصهم سارية المفعول، انما المشكلة الحقيقية برخص صدرت من دون ملفات، وأخرى بالرشوة، وثالثة بالتزوير، أو بأوراق ليست صحيحة، والأدهى والامر من لا رخص معهم، ويستأجرون سيارات، ويشترون ويبيعون، حتى الطباخ إياه الذي كشفه عبدالفتاح العلي، والذي باسمه ثلاثين سيارة! نرجوكم احترموا عقولنا، وبشرونا بسحب الرخص التي صرفت من دون وجه حق، اما رخص المغادرين والموتى، فيجب محاسبتكم على عدم الغائها، اذا كان هناك من يحاسب...زين.