الأربعاء 07 مايو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

أيمن العتوم: أدب السجون يستهويني والجوائز في بلداننا محاصصة

Time
السبت 06 يونيو 2020
View
10
السياسة
* إقبال الشباب على كتاب يعني أن النص حي وقادر على النضال وسط الهراء
* "يسمعون حسيسها" قصة سجين في سورية و"طريق جهنم" عن سجن أبوسليم
* روايتي الأولى "يا صاحبي السجن" وأصدرت خمسة دواوين شِعريّة و13 رواية


القاهرة - فتحى المزين:


يتميز بتفاعله مع قرائه في الوطن العربي ومعظمهم من الشباب، يرتحل إلى أي مكان مهما كانت المشاق باحثاعن معلومة تساعده في بناء مشروعه الأدبي، ويرى أن الكُتّاب الّذين ينعزلون عن قُرّائهم سيعزلهم قُرّاؤهم، له الكثير من الإصدارات الأدبية تربو عن خمسة دواوين شِعريّة وثلاث عشرة رواية، لكلّ ديوانٍ منها ورواية قِصّةٌ تستحقّ أنْ تروى.
حول أحدث رواياته "رؤوس الشّياطين" ومشواره الأدبي، ولماذا يركز على أدب السجون، أكد الكاتب أيمن العتوم في حديث إلى"السياسة"، أن أدب السجون يستهويه لأنه أدب إنساني يقف مع المظلوم، لافتا إلى ان الجوائز العربية تعتمد على المحاصصة وتفتقر إلى النزاهة، كما أشار إلى أنه يفضل الكتابة باللغة القرآنية لشموليتها وخلودها، مؤكدا أن الكثير من الكتاب طارئون على اللغة العربية ومنعزلون عن قرائهم، وفيما يلي التفاصيل:
ما أحدث إصداراتك؟
رواية "رؤوس الشّياطين"، تتحدّث عن طبيبٍ عبقريّ، يحصل له خَلَل اجتِماعيّ في طفولته، يؤدّي إلى خلل نفسيّ وعقليّ مع تقدّمه في العُمر، يعاني من أمراضِ عقليّة عِدّة، يُحاول - وهو الطّبيب البارع العارف بنفسِه - أنْ يخرج منها، كلّما خرج من هُوّة سقطَ في أخرى، جرّب الانتِحار ليُنهي معاناته، جرّب الحريق، الهجرة، الدّين، اللغة، القراءة، وجرّب العُزلة، جميعها لم تشفِ ما به، إلى أنْ تتوافر له عناصر الشّفاء في أبسط الأشياء الّتي كانتْ غائبةً عن ذهنه.
ما سبب الهجوم ضد الكتب الخفيفة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب؟
نعم، هناك مَنْ يكتب دون أنْ يُدرك ما تجنيه كتابتُه على اللغة العربيّة، لكنّ "العربيّة" أكبر من الكُتّاب كلّهم، فهي غِربالٌ تُصفّي الخَبَث والسَقَط من القول، لا تُبقي في مِصفاتها إلاّ ما كان صالِحًا وقادِرًا على الاستمرار، "العربيّة" منيعةٌ ضِدّ كلّ مَنْ يعبثُ بها، أو يحاول أنْ يُشوّه سِحرَها وجَمالَها.
كثير من الكُتّاب طارِئون عليها، عابرون، لا قيمةَ لهم؛ لأنّهم لم يصنعوا لعربيّتهم تلك القيمة، مع أنّني أؤيد أن تُقيَّم الأعمال قبلَ أنْ تُنشَر من قِبَل لجنةٍ متخصّصة في العربيّة، إلاّ أنّ غيابَ الرّقابة اليوم على هذه الأعمال ليس سيّئًا كما نعتقد؛ إذ في النّهاية ينتهي كلّ نصٍّ لا تسجدُ حروفه لجلال العربيّة، المعيار النّقديّ الإلهيّ حاضرٌ في كلّ حين "فأمّا الزّبَدُ فيذهبُ جُفاءً، وأمّا ما ينفعُ النّاسَ فيمكثُ في الأرض".
هل يوجد ما يسمى باللغة القرآنية في الرواية؟
اللّغة القرآنيّة لغة كونيّة، لغة إنسانيّة، فالّذي قالَها هو رَبُّ العالمين، قالَها لكلّ النّاس، فقوله تعالى (مَنْ عَمِلَ صالِحًا فلنفسِهِ ومَنْ أساءَ فعليها)، قانون إنسانيّ لا يخصّ دينًا دون سِواه، لا عِرقًا، لا جِنسًا لا زمانًا ولا مكانًا دون آخر، كذلك قولُه تعالى (كلّ نفسٍ بما كسبتْ رهينة)، وقوله سبحانه (فمن شاء فلْيُؤمن ومن شاء فلْيكفرْ)، وقوله تعالى (والّذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سُبُلَنا)، الأمثلة كثيرةٌ لا يمكن حصرها، فإذا كان الخِطاب القرآني بهذه الشّموليّة الكونيّة والإنسانيّة، فأنا أقتبس من القرآن؛ لتكون لغتي كلغته شموليّة كونيّة وإنسانيّة.
لماذا تريد للغتك أن تكون لغة قرآنية؟
لأنّ لغة القرآن لغة إشاريّة، مُكثّفة، لكنّها مع ذلك سَهْلٌ ممتنع، فغريبُ القرآن في كتاب الله قليلٌ جدًّا، أكثرالناس يُفهَم المقصود منه، أريدُ للغتي أنْ تكون كذلك؛ إشاريّةً مُكثّفةً وسهلةُ مُمتنعة، كما أنّ لغة القرآن خالدة ساحِرة، أريد للغتي أيضًا أنْ تكون خالدةً لا تموت، وساحرةً لا ينقضي سِحرُها، الأسباب الّتي تدعوني إلى أنْ تكون لغتي قرآنية كثيرةٌ أكبر من أنْ أُحصيها في هذه العجالة، وإنه لمن دواعي فَخري أنْ تجري لغتي مع القرآن حيثُ جرى، وتدور معه حيثُ دار.
ماذا تقول للكُتاب المنعزلين عن قرائهم ويرفضون النزول من أبراجهم الخاصة؟
الكُتّاب الّذين ينعزلون عن قُرّائهم سيعزلهم قُرّاؤهم كذلك، الكاتب الّذي يعيشُ في برجٍ عاجيّ سيظلّ في ذلك البُرجِ العاجيّ لا يطاله أحدٌ وسيموت مع الزّمن، أنا من صِنف الكُتّاب الّذين يُحبّون التواصَل مع جمهورهم، أنْ يعيشوا بينهم كواحدٍ منهم، لأنّ كثيرًا من هذه التّجارب التّعايشيّة، إذا جاز التّعبير تكون مُلهِمة للقُرّاء، إذا كُنّا نريدُ الانعِزال عن قُرائنا، فلماذا نُطالبهم أنْ يؤمنوا بِنا، أليس الإيمان وليد المعايشة، والمعاينة والتجربة الحيّة، أذهبُ إلى كلّ معارض الكتب في الوطن العربيّ بأكمله، ألتقي قُرّائي، أنظر في عيونهم، أسمح لهم أنْ ينظروا في عينَيّ عميقًا، إنّ حرارة اللّقاء هذه مُفيدةٌ للطّرفَين.
أين قلمك من الجوائز العربية للرواية؟
الجوائز العربية في أوطاننا العربيّة مُحاصَصة، مثلها مثل الحصول على مقاعد المجالس النّيابيّة، تفتقر - إلى حدٍّ ما – إلى النّزاهة والشّفافيّة، تتدخّل فيها المحسوبيّات، نحن في أوطاننا العربيّة لم نصل إلى الحرّيّة الفِكريّة لتكون جوائزنا صورةً عن هذه الحرّيّة، إنّنا مُقولَبون، جاهِزون، يصدق علينا القول، "إذا لم تكنْ معي فأنتَ ضِدّي"، هكذا تتعامل الجوائز العربيّة مع الكُتّاب، إذا لم يكن الكاتب في سِلك النّظام، سابلَ الشّعرة، يمتلئ فمُه بالكلمات الّتي تُريدُها منه الأنظمة، فلن يكون له كبيرُ حَظٍّ في الفوز.
متى نتخلص من تلك "القولبة" ؟
ما زال أمامنا دربٌ طويلةٌ لنتحرّر من آفاقنا الضّيّقة، أسلوب النّظر إلى النّصوص الإبداعيّة، تصنيف الكُتّاب، توزيعهم على مسطرة النّظام، ربّما إذا امتلكْنا كشعوب وأنظمة تلك الحرّيّة الفكريّة سوف تكون أمور جوائزنا خيرًا مِمّا هي عليه اليوم.
أدب السجون
لماذا تركز على أدب السجون؟
لأنّه أدبٌ إنسانيّ، يقفُ مع المظلوم، أحدُ أهدافي الكُبرَى التعبير عن هذه الشّريحة من النّاس الّتي تعرّضتْ للظُلم، وأدّى بها رأيُها الّذي يُفتَرضُ أنْ تصونه الأنظمة الدّيمقراطيّة إلى هذه المُصادرة، بالتّالي مُصادرة الجسد، فَطَرَ الله النّاس على حُبّ الحرّية، الدّفاع عنه بالمُهج والأرواح، فطرها كذلك على كُره العبوديّة والظُّلم ومحاربة الظّالم، فأنا أنحاز إلى ما فطر الله النّاسَ عليه.
متى بدأت كتابة الرواية؟
أصدرتُ حتى اليوم خمسة دواوين شِعريّة وثلاث عشرة رواية، لكلّ ديوانٍ منها ورواية قِصّةٌ تستحقّ أنْ تُروى، ربّما يضيق المجال عن ذِكر كلّ قِصّةٍ من هذه القصص، لكنْ أكتفي بإيراد قصّة كتابة روايتَي،"يسمعون حسيسها" و "طريق جهنّم"، فالأولى لم يكن الدّاعي لكتابتها نجاح روايتي الأولى "يا صاحبي السّجن"، في أدب السّجون؛ بل كان لها قِصّة مغايرة؛ اذ قرأتُ كتاب "بالخلاص يا شباب"، للكاتب ياسين الحاجّ صالح، التي روى تجربته في سجون سوريّة، التي قضى فيها ستّة عشر عامًا، منها خمسة عشر عامًا في سجون مختلفة، اما السّادس عشر فقضاه في سجن تدمر، فقال، " إنّ سنةً واحدةً في سجن تدمر تعادل خمسة عشر عامًا فيما عداه على مستوى الألم والوحشيّة"، قال في ثلاثة مواضع أخرى من الكتاب "إنّ ما عانيناه نحن الشّيوعيّين في سجن تدمر لا يُساوي ما كان يعانيه الإسلاميّون في السّجن نفسه، لكنّنا وثّقنا تجاربنا من خلال الكتب والدّراسات والرّوايات إلاّ أنّ الإسلاميّين لم يفعلوا ذلك وأظنّهم لن يفعلوا.
ألهذا كتبت الرواية؟
، لقد استفزّتْني العِبارة الأخيرة مع أنّها صادقةٌ إلى حدّ كبير، هُرعت أسال أن أحد مساجين تدمر إذا كان موجودًا على الأرض الأردنيّة، بالفِعل أرشدني إليه بعض الأصدقاء، التقيتُ السّجين، سجّلتُ معه نحو خمس وعشرين ساعةً صوتيّة، تفرّغتُ شهرًا كامِلاً لأقرأ ما يقرب من ثلاثين كتابًا وروايةً من الرّوايات الّتي تحدّثت عن السّجون السّوريّة لتكون رؤيتي للموضوع أكثر شموليّة، بعدها كتبتُ هذه الرّواية "يسمعون حسيسها"؛ تلك هي قصّتي معها.
ماذا عن الرواية الثانية؟
في أواخر شهر مارس من عام 2018 بعثتْ فاطمة إليّ برسالة، كانتْ كلماتها مقتضبة، "لديّ قصّة تستحقّ أنْ تُروى"، نامتْ رسالتُها بين أخواتها المئات الّتي تنتظر أنْ أفتح لها النّوافذ لتتنفّس، أنهضتُها من بينِ أخواتها النّائمات بعدَ حين، قلتُ في نفسي،"ما أكثر الّذين يرون في قصصهم مادّة تستحقّ أنْ تُروى"، كدتُ أغفل الموضوع، وأتجاوزها إلى رسالةٍ أخرى، لكنّني قلتُ، لأجرّب"، رددتُ عليها بمثل اقتِضابها "ابعثي القصّة هنا وسأرى"، كانتْ فاطمة تتحدّث عن أبيها الّذي استُشهد في مجزرة سجن "أبو سليم"، ضمن المئات الّذين سقطوا في ذلك اليوم المشؤوم البعيد من أواخر شهر يونيو من عام 1996م. كانتْ عاطفتُها – ربّما هكذا قدّرتُ – أكبر من الحدث نفسه، كون الّذي تتحدّث عنه في الرّسالة هو أبوها. قلتُ لها في رسالة أخرى،"ابعثي لي كلّ ما كُتِب عن مجزرة أبو سليم". لم تتوانَ، كانتْ مدفوعةً بحلم أنْ يُصبح أبوها بطلاً في رواية، بعد أنْ جسّد بطولته الحقيقيّة في الواقع.
هل بعثت لك برسالة ثانية؟
نعم، بعد أنْ قرأتُ ما بعثتْه في المرة الثّانية، كادتْ كلّ شعرةٍ في رأسي تقف، سألتُها من بعدُ أكثر من عشرين سؤالاً، كان أهمّها، "هل هناك من أحدٍ حيٍّ من الّذين شهدوا المذبحة ما زال حيًّا ويُمكننا التّواصل معه"، ردّت: "كثيرون، لكنّ معظمهم لا يريد الحديث"، اهتدينا معًا إلى "علي العكرميّ" السّجين الّذي قضى ثلاثين عامًا في سجون القذّافي، بدأتُ بمراسلته بشكلٍ شخصيّ، طرتُ إليه إلى تونس، سجّلتُ معه شهادته منذ الميلاد إلى اللّحظة الّتي كُنتُ أنظر فيها إلى عينَيه العميقتَين بشكلٍ مُباشر، كان رجلاً شهمًا وكريمًا في الحديث معي، دلّني على رفاق المحنة واحِدًا واحِدًا، أعطاني نحو ثمانية كتب أولئك الّذين سجّلوا شهاداتهم على شكل مذكّرات، قرأتُها عن بكرةِ أبيها في أسبوع، استمعتُ من بعدُ إلى عشرات الشّهود، قبل أنْ أغادر تونس عائدًا إلى الأردنّ أعطاني الوثائق الّتي بحوزته عن تاريخ السّجن السّياسيّ خلال أربعة عقود من حُكم القذّافي.
ماذا وجدت فيها؟
كان أثمن ما حصلتُ عليه، وقائع الأيّام الّتي سبقتْ المذبحة، والأيّام الّتي تلتْها، ووقائع اليوم نفسه الّتي ارتُكبتْ فيه المذبحة؛ كيفَ تمّتْ، مَنْ أمر بها، مَنْ كان في تلك اللّحظات من ذلك اليوم البعيد على رأس عمله، التّمرّد الّذي حدث في السّجن، القنّاصة الّذين اعتلَوا أسطح العنابر، و... وكلّ شيء.
عهد القذّافي
ماذا فعلت بها؟
بعدَ عودتي إلى الأردنّ، قرأتُ عن عهد القذّافي أكثر من عشرة كتب أخرى، ساعدتْني زوجتي زهراء في تفريغ الشّهادات، وبقينا أكثر من أسبوعَين نواصل اللّيل بالنّهار لنستطيع أنْ نكتب كلّ ما سجلناه أو شاهدناه، كان عليّ أنْ أستمع إلى القذّافي؛ اللاعب الرّئيسيّ في الأحداث كلّها، نبشتُ عليه قبره، استنطقتُه؛ كان هو الآخر كريمًا في الكلام معي، قال كلّ شئ كان يريد أنْ يقوله ليُفسّر ما حدث، سجّلتُ روايته في النّصّ، لم أبخل عليه ولا على هواجسه بما أراد منّي أنْ أكتبه.
كم من الوقت استغرقته لكتابة التفاصيل؟
اعتكفتُ في صومعة الكتابة شهرًا، نزفتُ الكثير من دماء الحرف، سافرتُ إلى أوروبّا، في قريةٍ صغيرةٍ نائية أكملتُ بقيّة القصّة، في "تروسنجن" في ألمانيا أنهيتُ النّزف الّذي كاد أنْ يذهب بكلّ الدّماء الّتي تجري في عروقي. قبل أنْ أنتهي تمامًا كانتْ حربُ الكلمات قد وضعتْ أوزارها، تلك هي القصّة باختصار؛ أنا مدينٌ لهؤلاء الثّلاثة، القذّافي،عليّ العكرمي، وفاطمة بشير، بالطّريق الّذي مشيتُه من أجل أنْ أضع رّواية "طريق جهنّم" بين أيدي القرّاء.
لماذا يحظى قلمك وشخصك بقبول واسع النطاق بين شباب الوطن العربيّ؟
هذا مدعاةٌ للفرح لأنّ الشّباب هم الّذين يقرؤون، نحن نشهدُ عزوفًا تامًّا من الشّباب عن القراءة، فإذا اتّجه هذا القِطاع إلى القراءة، فهذا يُبشّر بجيلٍ قادمٍ قارئ, ثُمّ إنّ القراءة عَدوى، فإذا رأى الشّباب أقرانَهم يقرأون فهذا سيدعوهم هم أنفسهم إلى القراءة، ثُمّ إنّ الكتاب إذا استهوى الشّباب وجذبهم إلى القراءة فهذا يعني أنّ النّصّ حيّ، قادرٌ على النّضال في وسطِ كَمٍّ كبيرٍ من الهُراء الّذي تقذف به المطابع إلى النّشر، الّذي قد يكون عاملاً كبيرًا في عزوف الشّباب عن القراءة، أمّا أنّ تكون كتبي عاملَ جذب، فهذا مِمّا أفتخر به.
ما قيمة القراءة في حياتنا؟
القراءة تعني الحياة، لا يُمكن تخيّل شكل الحياة ولا لونها، ولا طعمها تلك الّتي تخلو من القراءة، إنّها أشبه بموتٍ، أو بحياةٍ على قيد الموت، إنّها صحارى من الجفاف لا يُمكن احتمالُها.
ما نصائحك لأصحاب التجربة الأولى في الكتابة؟
أنصح الكُتّاب بالقراءة المُستمرّة، نحن نكتب من بِئر ما نقرأ، فإذا كانت تلك البئر جافّة، مليئة بالحشرات والأفاعي، فأيّ شيء يُمكن أنْ يُقدّمه الكُتّاب الّذين بِئرهم لها تلك الصّفة إلى القُرّاء، أقول لكلّ هؤلاء الكُتّاب الجُدُد الّذين يستنصحونني، "اقرأ حتّى يشيب الغُراب".
كيف يطور الكتّاب من كتاباتهم؟
ليُطوّر الكُتّاب من تجاربهم، عليهم دائمًا أنْ يفعلوا ذلك... القراءة والتعمق والتأمل، وأؤكد أن التّجربة الأولى ليستْ حَكَمًا على الكاتب، إنّها مثل الماء الأوّل، مثل فُنجان القهوة الأوّل، عليهم كلّ مرّةٍ أنْ يختاروا ماءً جديدًا، بُنًّا جديدًا، يُجرّبوا تغيير درجة الحرارة، كمّيّة البُنّ إلى الماء، يظلّوا في تلك المحاولات حتّى تنضج تجاربهم ويصلوا إلى المرحلة الّتي يُمكن القول إنّها تُعبّر عنهم أصدقَ تعبير.


ايمن العتوم
آخر الأخبار