أين نحن من اسم الكويت؟

اتجاه الصميم

يقول المثل الشعبي المصري القديم "الصيت ولا الغنى"، ويعني به أن السمعة والشهرة وإعلاءها تعلو عن كل ما تملكه من مال وثروة، ما لم يكن مقروناً باسمك وسمعتك.
ومع، كل الأسف، ومع كل ما نملكه من إمكانات، مادية وبشرية، نكاد نتفوق على غيرنا فيها، الا أن هناك من سبقنا بإعلاء اسم دولهم في المحافل، والمناسبات الدولية المختلفة، سواء أكانت اقتصادية، أو سياسية، أو رياضية.
فالذي نراه أن الجميع، سواء اكانت شركات تجارية لها اسمها العالمي، وما تملكه من قدرات مالية هائلة، أو مصارف مالية كبيرة، تعمل على نشر اسمها محلياً، ولا تتعدى حدودنا الداخلية، وكأنها تعمل فقط للكسب السهل القريب، مبتعدة عن نشر اسم تلك الشركات المقرون باسم الكويت الغالية في العالم.
فنجدنا نشاهد تلك المناسبات العالمية، ونرى اسم الدول الأخرى، حتى ولو كانت لديها أزمات مالية واقتصادية كبيرة، ومشكلات داخلية خطيرة الا انها تعلن اسم شركاتها، ودولها أمام أنظار العالم، ونحن نبقى متفرجين، لا نرى اسم دولتنا في تلك المحافل.
نحن نقدر على ذلك، ونستطيع ان نصل الى ذلك بقوة، لكن هل هناك أشخاص يفكرون بان اسم الكويت خارجياً، وظهورها أمام العالم بأسرة يساوي كل ربح مادي داخل الكويت؟
قبل سنوات عدة أتذكر أن مرشحاً لمجلس الأمة استطاع أن يعلن عن ترشحه في أكبر ملاعب أوروبا، فهل تلك الشركات العالمية، والمصارف التي تعلن أرباحها الضخمة لا تستطيع أن تنشر اعلاناً دعائياً لأسمها واسم الكويت في الخارج، فما الفائدة من أن تلك الشركات أن تعلن توزيع تمر في رمضان، أو تعلن عن مسابقة شد الحبل، أو تبرع بالدم، رغم ان ذلك من الملامح الإنسانية، أو توزيع "صمون فلافل" للعمالة؟
هذه جميعها لا نختلف عليه إنسانياً، لكن أين العمل من أجل أن ترى اسم دولتنا الغالية "الكويت" في تلك المحافل الدولية، اكانت رياضية، او اقتصادية، او فنية، او ثقافية، وهي التي أعطت كل شيء من اجل نمو وازدهار تلك الشركات؟
الفنان الكبير، رحمه الله، عبد الكريم عبد القادر قال في احدى أغانيه خلال الزمن الجميل: "الكل عرفها…إنها الكويت صفقوا لها".
فالعمل من أجل إعلاء اسم الكويت يساوي كل ربح مادي، بما ينطبق على المثل المصري "الصيت ولا الغنى".
اللهم احفظ الكويت.

محام وكاتب كويتي

نافع حوري الظفيري

[email protected]