الاقتصادية
أين وجّه أثرياء أميركا أموالهم بعد سحبها من البنوك خلال الأزمة الأخيرة؟
الخميس 06 أبريل 2023
5
السياسة
بالتزامن مع انهيار بنك "سيليكون فالي"، هرب المودعون من البنوك الأميركية الصغيرة ومتوسطة الحجم -وبعضهم هرب بعيدا تماما- بحثا عن ملاذات آمنة، خاصة أن الأزمة المصاحبة تسببت في اضطرابات حادة لأسواق المال.في يوم العاشر من مارس، عندما فرضت الحراسة على "سيليكون فالي بنك"، كانت السلطات تعتقد أنه سيكون قادرا على تلبية الودائع المطلوب سحبها، لكن تبين لاحقا أنه لا يستطيع.وكشفت طلبات العملاء عن حاجة البنك لرد ما مجموعه 100 مليار دولار خلال ذلك اليوم، وهو ما لم يكن متاحا لديه، إذ يأتي بعد سحب 42 مليار دولار من الودائع خلال 6 ساعات في اليوم السابق.بعد قرار إغلاق البنك في ذلك اليوم، بدأت الأزمة تشتد في مصارف أخرى، حتى أن "فيرست ريبابليك بنك" سجل تدفقات خارجة بأكثر من 70 مليار دولار خلال أيام قليلة، وهو ما يعادل 40% من إجمالي الودائع لديه. ووفقا لتقديرات بنك الاستثمار "جيه بي مورجان"، فإن البنوك الأمريكية ذات الأعمال الأكثر ضعفا فقدت ودائع بقيمة تريليون دولار، ورغم أن جزءا من هذه الأموال تدفق إلى مصارف أكبر فإن بعضها ذهب إلى مناطق أخرى بدافع القلق.ينقل المستثمرون الأثرياء ومكاتب إدارة ثروات العائلات المزيد من أموالهم من الأرصدة النقدية للبنوك إلى سندات الخزانة وصناديق النقد.وعادة ما يحتفظ المستثمرون أصحاب الثروات العالية بملايين الدولارات أو حتى عشرات الملايين نقدا في حساباتهم المصرفية، لتغطية الفواتير والنفقات غير المتوقعة، وغالبا ما تكون أرصدتهم أعلى بكثير من حد التأمين الفيدرالي البالغ 250 ألف دولار.وقال"باتريك دواير"المدير العام لشركة "نيو إيدج ويلز" لإدارة الثروات: "لقد كان انهيار "سيليكون فالي" دعوة حقيقية للاستيقاظ للأفراد من أصحاب الثروات المرتفعة الذين يحتفظون بالكاش". وأدت الأزمة إلى تسريع وتوسيع نطاق تحول المستثمرين الأثرياء من الإبقاء على النقد في أرصدة البنوك إلى سندات الخزانة وصناديق النقد.مع الرفع السريع للفائدة، تقدم سندات الخزانة وأسواق النقد الآن عائدا خاليا من المخاطر بنسبة 4% أو 5%، وغالبًا ما يتضاعف العائد على حساب التوفير. وكان المستثمرون الأثرياء ومكاتب الثروات العائلية ينقلون جميع أرصدتهم النقدية باستثناء جزء صغير منها إلى استثمارات ذات عائد نقدي أعلى، والتي لا تكون عادةً في الميزانية العمومية للبنوك.