الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

أيها الإخوة يا إسلاميي المجلس السياسيين

Time
الثلاثاء 13 يونيو 2023
View
12
السياسة
د. حمود الحطاب

اليكم ايها الإخوة الممثلون للتيارات السياسية الاسلامية ما يلي باختصار:
لا تتعاظمو في أنفسكم، ولا تستعلوا بغير حق، ولا تتكبروا على عباد الله الذين يفترض فيكم تمثيلهم في مجلس الامة، ممن انتخبكم، وتوقع منكم التقوى والورع والخير؛ وما انتم في نعمة الله الا غارقون، ولحمد الله مقصرون.
ولا تظنوا في انفسكم اكثر من طاقتها الحقيقية، وتأكدوا أن العمل السياسي لعبة ذكاء، وحكمة، وعميق خبرة ودهاء، ومكر، وستراتيجيات وتكتيكات، وحسن سلوك وتصرف.
وتأكـدوا أنكم سياسيا في حجم الزوري من السمك، مقابل من تلعبون معهم او ضدهم اللعبة السياسية، وتأكدوا أنهم في حجم الحيتان من الخبرة السياسية المتوارثة، التي لها ستراتيجيات وتلعب معكم في التكتيك كلعبة الشطرنج، او الدامة، فلربما اعطتكم حطبتين من حطب الدامة لتأكلوها، ثم بعدها تكشكم كشا، اقصد تصفية حطبكم في الدامة واخراجكم من اللعبة.
ولست هنا في مكان الناصح غير الخبير، في ما انصحكم به؛ فإن تاريخ اللعبة الديمقراطية السياسية في الكويت ليس تجربة كما هو مضحك تسميتها، حين يقولون التجربة الديمقراطية السياسية الكويتية.
ان تاريخ اللعبة السياسية الديمقراطية في الكويـت تاريخ مليء بالافخــاخ "العتـرة"، وهي كلمة مرتبطة بنوع الفخ شديدة الفتك؛ فيمن اطبقت على جناحه او رأسه وكسرته. وقد سبـق أن اطبقت على الليبـراليين، وكانوا أكثر شطارة منكم، وخلفهم ظهور اسناد عالمي؛ لكنها اطبقت عليهم وكسرت منهم كل مكسر، وحذفتهم خارج اللعبة السياسية تماما، ومزقتهم ايما ممزق؛ فأين انديتهم واين طليعتهم، واين نادي الاستقلال، او حتى نادي الاستعمار؛ الذي يؤيهم؟
لقد ذهب كل شيء مع تكتيكات افخاخ اللعبة السياسية المقابلة وستراتيجياتها، وقوة دهائها وخبرة ادارتها؛ وهي تلعب بالبرود التكتيكي الانكليزي، وهو مدرستها ان كنتم تجهلون.
ثم بعد ذلك اسألوا أنفسكم: أين قوة التوجه السياسي الاسلامي في سبعينات القرن الماضي، وكيف كان يشق ويفصل ويخيط ويطرز؛ وكيف استطاعت اللعبة التكتيكية السياسية المقابلة ان تفرض ستراتيجيتها عليه، وتنتزع منه تلك القـوة في غضون سنوات قليلة، وتسحب البساط المهلهل من تحت اقدامهم، ثم تطيح بكل ما بنوا، وتدفعهم دفعا بطرف اصبعها ان يسقطوا ويحلوا انفسهم بأنفسهم؟
كيف كسرتهم وحلتهم تلك القوة المضادة التي لعبت ضدهم باقتدار وفككتهم، ومزقتهم كل ممزق فعل ترى لهم من باقية؛ فهل ترون انفسكم ايها الجدد، ولا ارى فيكم فرسانا حقا، اقول: هل ترون انفسكم بقوة سلفكم السياسيين نفسها، وقوة تلك الديناصورات التي كانت تملك القوة المالية والاقتصادية، وتملك التأثير بوسائل متعددة، وقد اسقطوها؟
او تروا أنفسكم أكثر عظمة منهم فتعاظموا أنفسكم كما تعاظمت نفسها تلك الضفدعة التي ارادت ان تصبح في حجم البقرة اعجابا بحجمها، فنفخت نفسها مستعلية بغرور حتى انفجرت وماتت؟
اكتفي بهذا. والحر تكفيه الاشارة؛ ولسـت متفـائلا بـإن الإشـارة تكفيكم.
وما أراكم في البحر السياسي بين الحيتان في غير حجم الزوري، فاعذروني من هذه الرؤية التي لن تعجبكم. وسامحوني... وللحديث بقية، إن شاء الله.

كاتب كويتي

[email protected]
آخر الأخبار