أَشْغِلْ فِكْرَك فِي أَنْشِطَة بَنّاءَة

د. خالد عايد الجنفاوي

يمثّل إشغال الفِكْر في أَنْشِطَة بنّاءة أفضل أنواع العلاج النفسي والبدني (العضوي) لأغلب حالات الشعور بالتوتّر، وحتى لمعالجة صعوبة التركيز، ومعالجة كثير من الآلام الحسية.
ما أعنيه بالضبط بالنشاط البنّاء في سياق هذه المقالة هو أي ممارسة فكرية، أو يدوية، أو بدنية نافعه وإيجابية، وبخاصة ما ستؤدي الى شعور الانسان بالحيوية الجسمية، والسعادة والاستقرار الفكري والنفسي، لا سيما في عالم اليوم المتغيّر الذي يكاد يفيض بالتفكير العبثي والعدمي، وبوجود خيارات "علاجية" مدمرة.
ومن بعض وسائل ونشاطات إشغال الفكر في ما سينفع الفرد على المديين، القريب والبعيد، نذكر التالي:
-تعلّم مهارات يدوية، حري بالعاقل الصحيح بدنيًّا أن يحرص على تعلّم مهارات يدوية فعّالة ومجزية بالنسبة له، على الأقل ما تشغل فكره في توفير ما يحتاجه في حياته، ويجدر به تعلّم حرف يدوية، أو فنيّة، تغنيه قدر المستطاع عن طلب مساعدة الآخرين للعناية ببيته، أو تصليح مركبته، أو لتحقيقه الاكتفاء الذاتي في طعامه، وأغلب ما يحتاجه.
-تنظيم الوقت: طوبى لمن يحرص على معرفة القيمة الحقيقية لوقته، ومن يبدأ في استعماله بممارسة نشاطات هادفة تقرّبه من تحقيق أهدافه الحياتية الأساسية، وأن يتوقّف عن تضييع الوقت في ما لا يستحق.
-القراءة: تمثل القراءة مصدرًا رئيسيًّا لتحقيق الثقة بالنفس وللشعور بالاستقرار النفسي، وخصوصا قراءة ما يساهم في جعل الانسان اليوم أفضل من الأمس، فاختر بعناية ماذا تقرأ، تربت يداك.
-النشاط البدني: صحّة الفرد النشط بدنيًّا وفكريًّا أفضل من صحّة الانسان الخامل بدنيًّا، والمتكاسل فكريًّا.
-التطوّع: أفضل طريقة لاستعمال الوقت الإضافي تتجسّد في التطوّع في أعمال خير يساهم فيها المرء في إسعاد الآخرين.
-السفر: سافر لوحدك، وسترى من نفسك العجب!
-العناية بالنفس: اجراء فَحص طبّي شامل كل ستة اشهر، وأكل طعام صحّي، وأخذ قسط كاف من النوم كل يوم.
-تربية حيوان أليف: الحيوان الأليف هو المخلوق الوحيد الذي ستضمن منه ألاّ يفعل بك التالي: نكران جميلك، أو خيانتك، أو الغدر بك، أو عقوقك، أو حِسدك، أو النمُّ بك بين الناس!

كاتب كويتي
@DrAljenfawi