"أُذُن من طين وأُذُن من عجين"

طلال السعيد

ازمة المرور تتفاقم، الاختناقات المرورية على اشدها، الازدحام في كل شارع مشوار ربع الساعة يستغرق ساعة كاملة، هناك مناطق مقفلة بالكامل، وشوارع كثيرة، السير متوقف فيها تماما، ولاتعرف وقتا للذروة، فكل الوقت عندها ذروة، وهناك سيارات تتوقف في الممنوع، فتعرقل حركة السير وأخرى تتجاوز الدور عند الإشارة، وتقف صفا ثالثا فتزيد الازدحام، والمرور لايحرك ساكنا، بالرغم من تواجد الدورية.
المصيبة ان اصوات الناس تتعالى بالشكوى والتذمر، وليس هناك مجيب، فأصحاب المرور والقائمون عليه لايسمعون، فلهم أذن من طين، والأخرى من عجين، وليس هناك خطط نرى بعضها على الارض ونلمس تحسن الوضع في الطرق، من خلال البدء بتطبيق تلك الخطط فمن المؤسف ان الوضع يزداد سوءا، يوما بعد يوم، وليس هناك توجه لعلاج مايجري في كل طرق الكويت، فهل مطلوب من المواطنين الهجرة الى بلدان اخرى وترك الكويت لاصحاب رخص القيادة المزورة، التي استخرجت بـ"الواسطة" والرشوة ومجاميع الوافدين واصحاب السيارات المتهالكة التي غالبا ماتتعطل لتزيد الازدحام ازدحاما وتعرقل حركة السير.
سئمنا من مخاطبة الداخلية والمرور ومن يعنيهم الامر، فنحن نعاني وهم لايتفاعلون مع معاناتنا، مع الاسف الشديد، ولاحل يلوح بالافق؛ لذلك نحن نتوجه بالنداء الى وزير الاوقاف والشؤون الإسلامية لعل وعسى نجد عنده الحل، على اساس انهم كلهم حكومة، ومفتاح الحل بيد الحكومة، وللعلم فإن وزارة الاوقاف ساهمت كذلك بتفاقم ازمة المرور حين طلبت منح المؤذنين رخص قيادة، فتحولوا الى خدمات التوصيل جزاهم الله خير الجزاء.
بالتأكيد ان تدخل وزير الاوقاف سوف يضع حلا ناجعا للازمة المرورية، فهو سيفكر بطريقة تختلف عن طريقة التفكير الحالية التي وصلت الى طريق مسدود، وبالتالي استسلم المروريون الى الامر الواقع وتركوا الوضع على ماهو عليه، وللعلم فإن رسالة المسجد كذلك ليست بالمستوى المطلوب، فلعل تبادل الأماكن ينفع في تحسين الأداء والله المستعان..زين