أُميّة الطلبة؟

طلال السعيد

موضوع في غاية الاهمية يجري طرحه، لكن مع الاسف الشديد على استحياء وكأن الامر لايعني احدا!
هذا الموضوع هو امية التلاميذ رغم وصولهم الى الصف الثالث، الا ان اغلبهم لا يجيد حتى كتابة اسمه، واكمل قيل لا يفك احدهم الخط، وقد يكون لعام "كورونا"، او التعلم عن بعد دور في ذلك، لكن هذا لا يعني اهمال جيل كامل من ابناء الكويت قد يكون لهم دور فاعل في المستقبل!
لا بد من استنفار عام من اجل هذا الموضوع، تشارك فيه كل الجهات المتخصصة، بما فيها جمعية المعلمين، والجهات الاخرى المعنية، بما فيها المدرسون والمدرسات ونظار المدارس، ومسؤولو المناطق التعليمية.
الموضوع اكبر مما يتصور البعض، والمشكلة في تفاقم مستمر لا تشعر به حاليا الا بعض العائلات، بالاضافة الى اصحاب الاختصاص من المدرسين الذين اجبروا على التعامل مع تلاميذ السنة الثالثة، كما يتعاملون مع تلاميذ السنة الاولى، عكس ما هو حاصل مع تلاميذ المدارس الخاصة الذين يبدو انهم تغلبوا على تلك المشكلة نظرا الى حرصهم الشديد على سمعة مدارسهم التي تعتمد اولا واخيرا على اقبال الطلبة عليها.
المشكلة تتركز في مدارس الحكومة التي بالغت في التفاؤل بعد ظهور نتائج التعليم عن بعد، واتضح فيما بعد انها نتائج مشكوك في صحتها، واذا اردنا ان نخفف نقول: انها نتائج غير دقيقة حيث بالغ اولياء الامور بمساعدة اولادهم، وحصلوا على نتائج جيدة، لكن بعقول خاوية.
هنا لا بد ان نستذكر سنة الغزو، او ما اتفق على تسميته "عام الدمج" الذي حقق نتائج افضل من تلك النتائج التي حققها التعليم عن بعد وهذا ما يوجب على وزارة التربية ان تجعله اهم اولوياتها، فلا يسر احد ان يخرج علينا جيل يحمل شهادة، لكن من دون تعليم كاف!
الى الان التربية لم تعترف بوجود هذه المشكلة، وكل ما هو حاصل هو تلميح من بعض اصحاب الاختصاص الذين قد يبالغ بعضهم في شرح المشكلة، الا انه يحجم عن طرح الحل!
الاعتراف بوجود المشكلة بداية الحل، ولن يغلب اصحاب الاختصاص بايجاد الحلول الناجعة، مثل فتح المدارس بعد الظهر، ولو لحصتين لتكثيف التعليم، الى ان تعود الامور الى ما كانت عليه قبل التعليم.
عن بعد المهم ان هناك مشكلة كبيرة سوف تدفع الدولة ثمنها غاليا في السنوات المقبلة حين تفاجأ بطلبة وطالبات اميين ويحملون شهادات... زين.

[email protected]