إبداعات جمالية تحاكي الإنسان والواقع في معرض" فن البورتريه"

كتب- جمال بخيت:

أقيم في قاعة بوشهري للفنون معرض "البورتريه فن جميل" تضمن ابداعات وانطباعات انسانية جمالية تعبر عن اسقاطات فنانين من الكويت وسورية والعراق ونيبال واسبانيا ومصر وايران بتوليفة من فنون البوتريه الشخصي تسحر عيون متذوقي هذا النوع من الفنون.ويعتبر البورتريه فن رسم الشخصية من وجهة نظر الرسام في شخصية الإنسان الذي يرسمه وهو أحد أنواع الرسم التي ينظر إليها الفنانون على أنها معقدة، لاعتمادها على تقديم الشخصية عبر ملامح الوجه.
زخر المعرض بمجموعة من اعمال فناني الكويت تقدمهم بورتريه لسمو الامير الشيخ صباح الاحمد بريشة التشكيلية الكويتية ناريمان كاكولي، إضافة إلى بورتريه للفنان سامي محمد الذي قدم حالة جمالية برسم الذات فرسم نفسه بشكل انطباعي جميل توافرت في الصورة علامات الاجادة الفنية وبالطبع الاحترافية العالية في صياغة الشكل الانساني خاصة عندما يقدم الفنان بورتريه يعبر عن نفسه ويعكس احاسيسه الواقعية، فتبدو الصورة وكأنها انعكاس لحالة الفنان واسقاط بديع لما تكون عليه الحالة الانسانية.وتلعب الفنانة الكويتية ثريا البقصمي بواقعية مباشرة في وصف المرأة ومنحها صفة التبجيل، وترسم بورتريها معاصر بالوان معاصرة. من جانبه، رسم الفنان السوري يوسف يوسف الطفولة الفنية بلغة التضخيم وهي أحد مميزات الفن اللاتيني في اظهار القوة الذاتية في حالات التعبير الذاتي، فيما منح الفنان العراقي أديب مكي المرأة جمالا عبر لغة التجسيد والفن الهندسي الجميل الذي نراه في التكوينات والخطوط الفنية التي تشير الى لغة الواقعية المعاصرة في رسم البورتريه. وتطالعنا في المعرض كذلك، اعمال سالار أحمديان من ايران بشكل اسقاطي بديع تختفي فيه ملامح الوجه ويطغي اللون الاسود على ملامح الوجه، ويبدو جزء بسيط فقط من الوجه في ايماءة تعبيرية تدل على الحرفية العالية التي تسجلها ريشة الاسقاط التعبيرية.اما وائل حمدان فرسم بورتريه الوجه الفرح والجمالي الذي منح الشكل الانساني لغة رائعة من التامل، وكذلك بورتريه فيصل اللعيبي المرسوم بلغة التصوير الفني المعاصر،اما علاء حجازي من مصر فمنح الوجه لغة اعتراضية من السواد وحالة القبح الفني الذي يعبرعن الحالة التفاعلية لاسقاط مايدور في ذاكرة الفنان.
وقدمت الفنانة سوزان بشناق مجموعة من البورتريهات المصغرة للمرأة،وعلى المنوال نفسه قدم الفنان ابراهيم الأفوكاتو بورتريه للمرأة، وبلغة مختلفة قدم الفنان الكويتي محمد العجمي المرأة بملامح التراث،ومنح ابرام عبده من مصر البورتريه لغة التجريد الفني،ومنحت الفنانة السورية لغة التأملات الحزينة لبورتريه المرأة مع محاولة منح جماليات الزخرفة وانسيابية الحالة الجمالية على معطيات الوجه.وبلغة الالوان قدم عياد النمر البورتريه الملون وكذلك مهند عرابي من سورية وسعيد العبد من مصر قدم البورتريه التعبيري والطفولة البديعة التي تجلت في بورتريه الفنان العراقي عبد الجليل الشريفي والذي قدم ملامح الجمال الطفولي الرائع.
وفي لمحة تعبيرية جميلة قدمت داليا الليثي من مصر بورتريه للمرأة بتنوعات لونية جميلة،وقدم فتحي عفيفي البورتريه الانثوي وكذلك سهير هاشم من مصر قدمت بورتريه للفنان محمد عبد الوهاب، فيما قدمت الفنانة الكويتية سامية السيد عمر بورتريه المرأة وكذلك الفنان المصري عمر النجدي قدم البورتريه الفني وكذلك صدام الجميلي من العراق الذي قدم جانبا من البورتريه السياسي،فيما قدمت الكويتية نبيلة الشطي المرأة ورمز السلام.وتظل اعمال ادوارد شهدا وآية خير وحمود شنتوت من سورية ومجدي الكفراوي من مصر واحمد سيف من مصر وسوريا دوراج من نيبال واعمال الاسباني الفريدو بالميرو علامات بارزة في مشهد رسم البورتريه المعاصر،ورغم ان المعرض استعادي الا ان هناك أعمالا كانت وليدة اللحظة رسمها المشاركون بلغة التأثير المباشر والتفاعل الانساني الجميل الذي منح المعرض صفة الجمال والابداع .وتبرز الأعمال المقدمة في المعرض تأثر الفنانين بعصر النهضة الذي منح الحرية للفنان، ودفعه لرصد الحياة، والبحث عن جمالياتها، واعتماد العقل في التفكير والتأمل، بعيداً عن تأثير رجال الدين والأساطير والأفكار الغيبية، وهكذا تحلل الفنان من الضغوط الخارجية، وأخذ حريته الكاملة في التعبير عن المشاعر الإنسانية في أعماله، كما تحلل من الموضوعات التي كانت مفروضة عليه، وصار بإمكانه رسم وجه أمه أو أبيه أو أخته أو حبيبته ورسم صورته أيضاً، إذ بدأت ظاهرةُ (الوجه الشخصي للفنان ) تنتشر وتسود في نتاجات الفنانين التشكيليين.