الأربعاء 25 يونيو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

إبداعات في زمن العزل المنزلي

Time
الأربعاء 06 مايو 2020
View
5
السياسة
محمد الفوزان

[email protected]تغيرت الحياة كثيراً، منذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية انتشار فيروس كورونا وصنفته بأنه جائحة يوم 11 مارس 2020.
ومع انتشار الفيروس التاجي المستجد أغلقت المكاتب وأفرغت الأماكن العامة، وحثت الحكومة الناس على البقاء في منازلهم قدر الإمكان، مع بعض التوصيات الصحية المهمة مثل غسل اليدين باستمرار وتطهير المنازل والأدوات ولبس الكمامات والقفازات والتباعد الاجتماعي.
ومع تفشى فيروس"كورونا" المسبب لمرض "كوفيد19"، وتطلب الناس البقاء فى المنزل للوقاية من الإصابة بعدوى المرض، اشتكى الكثير من ملل البقاء في العزلة، لكن لا يعلم الكثير أن غيرهم من عظماء التاريخ استغلوا فترات الحجر الصحي في الإبداع، فخلدوا أسماءهم بأعمال كتبت في العزلة، كانت فترة العزلة والحجر الصحي، سببا في ظهور الكثير من الإبداعات والنظريات الخالدة حتى الآن، وربما كانت تلك الفترات الطويلة التي قضاها أدباء وعلماء في عصور قديمة سابقة بسبب تفشي الأوبئة أو بسبب الحروب القاتلة التي شهدها العالم سببا في كتابتهم عددا من أيقونات الأدب العالمي، أو كتابة نظريات علمية سوف تبقى أمد الدهر.
من القصص الشائعة أن إسحاق نيوتن كان في العزلة عندما توصل إلى نظرية الجاذبية، ويرى عدد من الباحثين أن نيوتن فى عام 1665 عندما كان يدرس فى جامعة كامبريدج، كانت لندن تعاني من تفشي الطاعون، قرر نيوتن الانعزال في مكان في الريف يبعد مسيرة ساعة عن المدينة، وبقي هنالك مدة 18 شهرا، انكب خلالها على إجراء البحوث والدراسات ، وقد كانت هذه المرحلة فرصة له للتوصل إلى نظرية الجاذبية، كما أنه أنجز دراسة حول حساب التفاضل والتكامل، والشيء الوحيد الذي يبقى غير مؤكد حول نيوتن، هو الادعاء الشهير بأن استيعابه لفكرة الجاذبية حدث بالصدفة بعد أن وقعت تفاحة على رأسه.
أما الكاتب الفرنسى فيكتور هوغو، فقد اختار العزلة، ليس بسبب تفشي وباء، لكن بسبب مواقفه السياسية، حيث كان هوغو من أبرز منتقدي نابليون الثالث وسياساته، وآثر الخروج إلى المنفى لكي يتفادى بطش السلطة، وظل يتنقل بين أكثر من منفى بعيداً عن وطنه فرنسا على مدار عشرين عاماً كاملة، واستغل هذه الفترة في كتابة أعمال شعرية عدة، الا ان ابداعه الأبرز خلال تلك الفترة كان روايته الشهيرة "البؤساء"، التي تناولت الثورة الفرنسية وتحولت إلى إحدى كلاسيكيات الأدب الأوروبي وتحولت في العصر الحديث إلى أعمال سينمائية ومسرحية.
ويليام شكسبير فقد ابنه الوحيد وبعض شقيقاته وأصدقائه خلال فترة انتشار الطاعون، لكنه فطن إلى استغلال هذا الوقت وأفرغ عبقريته في كتاباته.
العزل المنزلي يمثل فرصة مثالية، للغارقين في زحمة الحياة، ويوفر الوقت المطلوب لإنجاز بعض المشاريع المتوقفة، مثل قراءة الكتب التي دائماً ما أردت قراءتها، ربما تتجه للرياضة بعد الكسل وحجة ضيق الوقت، أو تتعلم شيئاً جديداً كالطبخ مثلاً، أو حتى تهتم بغرفتك وتعيد تصميم ديكور المنزل وتغيير ترتيب أثاثه، وقضاء بعض الوقت مع العائلة.


إمام وخطيب
آخر الأخبار