إبراءُ الذِّمَّة من ظلم الغير

د. خالد عايد الجنفاوي

يشير مصطلح "إبراءُ الذِّمَّة" في سياق هذه المقالة الى التوبة من ظلم الانسان الآخر، ورد حقّه المسلوب إليه، أو على الأقل الاعتذار منه شخصيًّا بسبب الظلم الذي وقع عليه. وإبراء الذمة، خصوصا في ما يرتبط بانتهاك الحقوق المعنوية، كتشويه السمعة، أو النميمة، أو الانتقاص من كفاءة الآخر، هو أمر ضروري للغاية، اذ يقول الرسول (صلى لله عليه وسلم) في الحديث الشريف: "مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ"(صحيح البخاري).
وحري بالعاقل أن يستبرئ لذمته، قدر استطاعته، عن طريق الإقرار بحق الآخر عليه، وإصلاح الأمر إذا استطاع لذلك سبيلاً (قبل فوات الأوان)، ومن بعض السلوكيات والحقوق المعنوية التي يتوجّب على الانسان إبراء ذمته منها، نذكر ما يلي:
-تشويه السمعة،وتعمّد جعل سمعة الانسان الآخر سيئة عن طريق الافتراء عليه كذبًا، بهدف تشويه سمعته، لا سيما إذا تم ذلك عبر حسابات وهمية في شبكات التواصل الاجتماعي.
-نقل معلومات ناقصة أو كاذبة عن الآخر، اذ يحدث أحيانًا أن يتعمّد أحدهم نقل معلومات كاذبة أو ناقصة عن الآخر، لا سيما عن إمكاناته، أو مؤهلاته، أو إنجازاته الحقيقية بهدف تعطيل مسيرة حياته، أو للإخلال بموقعه الوظيفي، أو منعه من الحصول على وظيفة معينة.
-تعطيل التَرَقِّي الوظيفي، اذ يمارس البعض تعطيلاً متعمدًّا لمسيرة الترقّي الوظيفي للإنسان الآخر عندما يسعون جاهدين، وراء الكواليس، الى تعطيل ترقيته الوظيفية لأسباب كراهية عرقية، أو قبلية، أو طبقية، أو فئوية، الى أن يتقاعد مبكِّرًا بسبب الظلم الذي تعرّض له!
-كتابة تقييم وظيفي ظالم: لو لم توجد ظاهرة الظلم في التقييم الوظيفي، لما وجدت في الهيئات والإدارات والوزارات، آليات قانونية للتظلّم.
-التعصّب القبلي والتحيّز الطائفي والاقصاء الفئوي، اذ يظلم الانسان الشخص الآخر عبر التعصّب قبليًّا ضده وتمييزه طائفيًّا والسعي الى إقصائه فئويًا من المجتمع.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi