إبرة بـ 500 دينار؟

طلال السعيد

أعجبني كثيرا مبنى مستشفى "رويال حياة" فراجعته مضطرا لا بطلا، متصورا ان وراء تلك الخدمات الفندقية الراقية جدا خدمات طبية مماثلة، فكانت مراجعتي في الدور الرابع في قسم الانف والاذن والحنجرة، ليكتشف الطبيب انني بحاجة ماسة الى ابرة خاصة غالية الثمن قيمتها 500 دينار، فطلبها لي عبر خدمة "عافية" جزاهم الله خيرا، وفي اليوم التالي ابلغني ان الموافقة وصلت، وتم طلب الابرة، وطلب مني المراجعة حيث احالني الى الصيدلية التي صرفت لي الابرة بعد ان وقعت على مبلغ 547 دينارا، ولا اعرف سببا لزيادة 47 دينارا على قيمة الابرة، ولم اجد جوابا فعدت الى الدور الرابع، لاكتشف بعد جولة على كل اقسام وممرضات ذلك الدور بصحبة سكرتيرة الطبيب ان هذا المستشفى الكبير لا يوجد فيه من يجيد اعطاء مثل تلك الابرة!
ثم عدت الى الطبيب المعالج الذي اقنعني ان الشركة الموردة لتلك الابرة سوف ترسل لي ممرضة تعطيني الابرة في المنزل، واخيرا وبعد أربعة ايام من الانتظار لم تأتني الممرضة، ولم يعتذر لي المستشفى!
اسمع ان المريض الذي تعجز عن علاجه المستشفيات الخاصة تحيله الى مستشفيات الحكومة، فحملت الابرة غالية الثمن معي، وراجعت مركز اسعد الحمد التخصصي الذي كان مستشفى، ولم يكن فندق خمس نجوم، ولحسن حظي راجعت الاختصاصية الاستاذة الدكتورة أطلال اللافي، تلك الانسانة الرائعة، صغيرة السن كبيرة القدر والعلم، والمكانة، فوجدت منها الترحيب، والعناية، والفهم، والتشخيص، ووجدت ان الابرة التي أحملها معي تعطى مجانا في الحكومة للمحتاجين من المرضى.
والاهم ان كل ممرضات ذلك المركز يجدن إعطاء الابرة، ولا داعي للانتظار، ولانني احتاج الى "كورس" كامل رتبوا لي مواعيد الزيارات المقبلة، والاهم هو تبسيط وصف الاصابة، وتعريف العلاج، فقد كنت اتصور انني على وشك الموت عند طبيب الـ"رويال حياة" بينما عرفتني دكتورتي الجميلة خُلقا واخلاقا، انني اعاني من نوع من انواع الحساسية يمكن علاجه بسهولة ويسر، فخرجت بانطباع مغاير، ولكل من فتكت به الحساسية عليك بالانسانة الدكتورة أطلال اللافي بيض الله وجهها...زين.

[email protected]