القاهرة، الخرطوم، أديس أبابا - وكالات: حذرت إدارة سد الروصيرص في السودان، من تعرض السد للخطر، بسبب انخفاض كميات المياه الواردة إليه من "النيل الأزرق"، في وقت تقول فيه إثيوبيا أنها تتجهز لمواجهة فيضانات خطيرة.وأكدت إدارة السد السوداني، استمرار انخفاض المياه الواردة إليه بنسبة 50 %، مشددة على ضرورة انجاز المفاوضات مع اثيوبيا بخصوص سد النهضة بسرعة للوصول الى اتفاق يحمي السدود القائمة على النيل من خطر انخفاض مناسيب المياه فيها.وقال وزير الري والموارد المائية السوداني، ياسر عباس، "إن المعلومات التي قدمتها أديس أبابا بشأن الملء للسنة الثانية ليست ذات قيمة تذكر، بعد أن تم صنع أمر واقع أعلى سد الروصيرص"، لافتا إلى أن السودان اتخذ تدابير كثيرة للحد من الآثار السلبية المتوقعة للملء الثاني الأحادي، ولكنها لم تخفف إلا القليل من التداعيات السالبة على التشغيل الآمن لسدودنا الوطنية".وفي أديس أبابا، أعلنت اللجنة الوطنية العليا لإدارة الكوارث في إثيوبيا أن نحو نصف مليون شخص مهددون بخطر الفيضانات في عدد من الأقاليم الإثيوبية، من بينها إقليم أمهرة الذي توجد فيه بحيرة تانا منبع النيل الأزرق، واصفة "الفيضانات بالخطيرة".إلى ذلك، كشفت إثيوبيا، عن حشد القوات القتالية الخاصة التابعة للأقاليم الإثيوبية المختلفة، استعدادا لمحاربة جبهة تحرير تيغراي.وقالت وكالة الأنباء الإثيوبية "إينا"، إن نشر القوات الخاصة التابعة للأقاليم، هو خطوة لردع ما وصفته بـ"الأعمال الاستفزازية" لجماعة جبهة تحرير تيغراي "الإرهابية" على حدود إقليمي أمهرا وتيغراي.وفي سياق متصل، أكدت مصر أنها لن تقبل بالقرار الأحادي لملء وتشغيل سد النهضة.وقال وزير الري والموارد المائية المصري محمد عبدالعاطي، أول من أمس، إن مصر والسودان لن تقبلا بالقرار الأحادي لملء وتشغيل السد الإثيوبي.
وأكد الوزير حرص مصر على استكمال المفاوضات بشأن السد، مع التأكيد على صون حقوق مصر المائية.وأشار إلى أن بلاده منفتحة على استكمال المفاوضات للتوصل لاتفاق قانوني عادل وملزم للجميع يلبي طموحات جميع الدول في التنمية، مع التأكيد على ثوابت مصر في حفظ حقوقها المائية وتحقيق المنفعة للجميع في أي اتفاق حول سد النهضة.وكشف بعض الإعلاميين في العديد من الصحف المصرية والعربية عن "دور خفي" تلعبه إسرائيل في أزمة سد النهضة الإثيوبي، وتواطؤ إثيوبيا لتحقيق أهداف تل أبيب من أجل تركيع القاهرة.ورصد موقع "BBC"، أهم ما يتردد في هذا الشأن على لسانهم، حيث نقلت عن الإعلامي المصري مصطفى بكري، قوله إن "أزمة سد النهضة سياسية وتهدف إلى إيصال مياه نهر النيل للدولة العبرية". بينما قال النائب في البرلمان المصري ضياء الدين داوود إن إسرائيل تستخدم إثيوبيا للضغط على مصر وصولا إلى "إسرائيل الكبرى من النيل للفرات".كما صرح الديبلوماسي المصري السابق المخضرم مصطفى الفقي، بأن إسرائيل لها تأثير على ملف سد النهضة.وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قد وجّه في وقت سابق، مجموعة من الرسائل إلى المواطنين بشأن أزمة سد النهضة، وقال إن المساس بأمن البلاد القومي خط أحمر، ولا يمكن اجتيازه شاء من شاء وأبى من أبى". وأوضح، أن ممارسة الحكمة لا تعني السماح بالمساس بمقدرات بلاده، مضيفا أن هناك خيارات عديدة للحفاظ على الوطن "نقدرها طبقا للموقف والظروف".واعتبر السيسي أن القلق الذي يعيشه المواطنون المصريون والمخاوف من نقص المياه قلق مشروع، داعيا الشعب للاطمئنان، قائلا: "عيشوا حياتكم بشكل طبيعي، ولا تقلقوا من شيء... مصر دولة كبيرة ولا يليق بنا أن نقلق أبدا في قضية المياه".