الأربعاء 24 ديسمبر 2025
18°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى   /   الاقتصادية

إخفاقات الإدارة العامة سيدفع ثمنها جميع المؤسسات العاملة في الدولة

Time
السبت 07 أغسطس 2021
السياسة
قال التقرير حول التصنيف الائتماني لستاندرد آند بورز انه على النقيض تماماً من تقرير سلامة الاستقرار المالي بمفهومه الضيق، جاء الانتقاد لاذعاً لفشل الحكومة في تأمين الاستقرار المالي بمفهومه الكلي، أي استقرار أوضاع المالية العامة، وخفضت الوكالة التصنيف السيادي من -AA إلى +A مع نظرة مستقبلية سلبية. ولأن التصنيف السيادي للدولة هو السقف الأعلى للتصنيف الائتماني لبقية مؤسساتها العامة والخاصة، وأهمها وحدات القطاع المصرفي، خفضت الوكالة تصنيفات بعض المصارف رغم إشادتها بها، ولم يسلم أفضل بنوك الكويت وربما الإقليم من التخفيض. ومن المرجح أن تتبع وكالات التصنيف الأخرى نفس المسار في تخفيض التصنيف السيادي وما يتبعه من تخفيضات لوحدات في القطاع المصرفي، ذلك يعني إن إخفاقات الإدارة العامة سوف يدفع ثمنها كل المؤسسات العاملة في بيئة تلك الإخفاقات.ونكرر ما ذكرناه في أكثر من مناسبة، بأن تقارير مؤسسات التصنيف الائتماني لا بد وأن تقرأ بشكل صحيح لمضمونها، لا نفرح كثيراً ولا نجزع كثيراً في حالتي إيجابيتها أو سلبيتها، فهي موجهة للمتعاملين مالياً وتجارياً واستثمارياً مع الكويت، لذلك همها قدرة الكويت على مواجهة التزاماتها تجاههم على المدى القصير إلى المتوسط. ولا بد من تحذير شديد من خطورة التركيز على تعديل التصنيف من دون إصلاحات اقتصادية ومالية جوهرية، فقد ترتفع تلك التصنيفات وبسرعة إن أقر قانوناً للدين العام يسمح للحكومة بالاقتراض وسداد عجز موازنتها العامة، او السماح لها بالسحب من صندوق احتياطي الأجيال القادمة. أما كيفية استخدام الحصيلة، وربما وتبديدها بممارسات مثل إقرار إنفاق المليار دينارعلى تأجيل أقساط القروض أو مكافآت الصفوف الأمامية، فقد يعني دخول مصيدة القروض وسداد أصلها وفوائدها ما يؤدي إلى تدهور بعيد المدى لا فكاك منه. وبعد النكوث عن مشروعات الإصلاح المالي والاقتصادي عندما وعدت الكويت بها سوق الإقراض العالمي في عام 2017، وبعد استنزاف سيولة الاحتياطي العام، ووقف الإضافة وبداية السحب غير المباشر من احتياطي الأجيال القادمة، لم يؤمن أحد بحصافة السماح للحكومة بالاقتراض، وعجزت عن إقناع مجلس الأمة السابق الذي تملك فيه أغلبية.
آخر الأخبار