الاثنين 23 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
إخلاء مسؤولية
play icon
الأخيرة

إخلاء مسؤولية

Time
السبت 23 سبتمبر 2023
View
76
السياسة

زين وشين

ردة فعل وزارة الخارجية على الاعتداء الغادر على المواطن الكويتي في تركيا "ما تبرد الكبد" ولا تسمن ولا تغني من جوع، بل والحكومة كلها، لا تختلف ردة فعلها عن زميلتهم الخارجية، كلهم بمن فيهم سفارتنا في تركيا، تطمنوا على صحة المصاب، واكدوا ان القانون التركي سوف يأخذ مجراه!
لا اكثر ولا اقل، وليس هناك ردة فعل قوية تشعر الكويتي بان وراءه حكومة يعتمد عليها، وتشد ازره، وتستبسل بالدفاع عنه!
في عهد اميرنا الراحل، رحمه الله، بعث بطائرة خاصة الى المكسيك، في اخر الدنيا، لتحضر كويتية عالقة هناك بسبب ازمة "كورونا" في ذلك الوقت، وللعلم هي مجنسة على زوجها الكويتي، يعني كويتية احتياط، ورغم ذلك ذهبت الطائرة لاحضارها الى الكويت!
اما حكومتنا الحالية ابدلنا الله بها خيرا منها، فانها تكتفي بالاطمئنان على صحة المغدور، او تبعث بالورود "وصياح بناته" ذهبت ادراج الرياح!
في بلدنا نشكو من تسلط الوافدين، وخراب الطرق، والقروض والرواتب، وتكدس طلبات الاسكان، والتوظيف، وجميع منغصات الحياة.
واذا قررنا السفر للراحة تعرضنا لأسوأ انواع المعاملة بسبب ضعف سفاراتنا، وخارجيتنا، وحكومتنا بعامة، فاين المفر؟
والحل سهل جدا، مطلوب من وزارة الخارجية ان تعلن رسميا اخلاء مسؤوليتها عن كل كويتي يسافر من مطار الكويت الى اي بلد، مهما كانت ظروفه، وتلحق بيانها بتصديق من الحكومة الرشيدة، وبذلك يتحمل كل مواطن يغادر الكويت لاي سبب من الاسباب مسؤولية نفسه، وفي حال تعرضه لاي مشكلة يطرق باب احدى السفارات الخليجية القريبة منه، والتي عادة لا تغلق ابوابها بوجه المواطن الكويتي حتى بوجود سفارة كويتية في العاصمة نفسها بذلك تخلي الحكومة، ممثلة بالخارجية، مسؤوليتها وترتاح من النقد الشعبي ولا تسمع الا ما يسرها على طريقة "كل شي على ما يرام"، وعبارات التطبيل اياها خصوصا، حين يكون الوزير من الشيوخ!
الواقع يقول ان هناك اخلاء مسؤولية عن مشكلات المواطنين في الخارج حتى لو كان فقدان جواز سفر، وليس ضرب مواطن امام عائلته، وسط صراخ بناته، الذي تقشعر له الابدان.
لكن هذا التخلي غير معلن يعني، على استحياء، والمواطن في اخر اولوياتهم واهم، مهمات سفاراتنا في الخارج استقبال وتوديع "كبار" المسؤولين وعائلاتهم، وكل ما نرجوه مخلصين ان تتبنى الحكومة هذا الاقتراح لتستريح وتريح.
لكي يعرف المواطن الكويتي انه مسؤول عن نفسه، ولا يعقد الامال على حكومته او سفاراتها، ولعل حادثة طرابزون خير دليل على صحة هذا الكلام… زين.

طلال السعيد

آخر الأخبار