إدارة الأزمات!

طلال السعيد

يبدو أن أزمة جائحة "كورونا" الى انفراج، والفضل والمنة لله، عز وجل، فلا احد يستطيع ان يقول اننا نجحنا بادارة الازمة، ولا احد يستطيع ان يؤكد كذلك فشلنا، لكن واضح جدا أن ادارة الازمات غائبة تماما عن المشهد، وادارة الازمات تتلخص في حسن التصرف في اصعب الظروف مع المحافظة على ارواح الناس!
من شواهد التاريخ ان الطاعون في عهد الفاروق ضرب بلاد الشام بما يشبه جائحة "كورونا" الحالية فهلك من المسلمين بهذا المرض ما يقارب الثلاثين الفا، فتولى أبو عبيدة حكم الشام، ومات بالطاعون، ثم تولى معاذ فمات بالطاعون ايضا، فلما تولاها
عمرو بن العاص خطب في الناس قائلاً:"أيها الناس
إن الطاعون كالنار المشتعلة وأنتم وقودها، فتفرقوا وتجبلوا(اي اسكنوا الجبال) حتى
لا تجد النار ما يشعلها فتنطفئ وحدها".
لما سمعوا واستجابوا نجوا جميعاً ورفع الله البلاء، ومن هذا الدرس التاريخي نكتشف ان نجاح عمرو بن العاص في تجاوز الجائحة يرجع الى نجاحه بادارة الازمة، لذلك لا بد من وجود ادارة للازمات تشكل على اعلى مستوى، وتكون جاهزة لاي طارئ، وليس كما هو حاصل عندنا، اذ وضعونا تحت رحمة وزير الصحة وتقلباته المزاجية، اذا رضي علينا خفف القيود، واذا زعل علينا ضاعف علينا القيود، وتطبيق" كويت مسافر" سيئ الذكر الذي باعنا شهادة الـ"bcr" في بداية الامر بستين دينارًا، ثم بعشرين دينارا، ثم اكتشف انها لا تكلف شيئا فباعها لنا بالمجان، ولا احد يعرف اين ذهبت الفلوس، ولا يزال التطبيق يحلب المسافرين، وبدلا من النجاح بادارة الازمات، نشهد لهم انهم نجحوا في تجارة الازمات، والله المستعان...زين.

[email protected]